لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فكرة التاريخ - ر. ج. كولنجوود pdf

 تحميل وتصفح كتاب فكرة التاريخ للمؤلف ر. ج. كولنجوود - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF






معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : فكرة التاريخ.


تأليف : ر. ج. كولنجوود.


ترجمة : محمد بكير خليل.


مراجعة : محمد عبدالواحد خلاف.


الناشر : لجنة التأليف والترجمة والنشر.


حجم الكتاب: 15.4 ميجبايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF






مقتطف من الكتاب :


"السؤال والمصادر التاريخية :


لو قصد بالتاريخ أن يقوم على طريقة جمع المقتطفات، بحيث يعتمد المؤرخ على أقوال أعدت إعدادا له من قبل في الموضوع الذي يعنى بدراسته، وبحيث يطلق على النسخ التي تحوى هذه الأقوال كلمة « مصادر » لكان من السهل أن نعترف المقصود من كلمة ( مصدر ) تعريفاً مجد يا من الوجهة العملية. فالمصدر إذن، عبارة عن نسخة تحتوى على قول أو أقوال عن الموضوع. وهو تعريف له بعض القيمة العملية، لأنه يساعد المؤرخ على تقسيم كل المادة التاريخية الموجودة - حين يحدد الموضوع الذي يبحث فيه - إلى نسخ يستطيع الاستفادة منها بوصفها مصادر، ولذلك يتحتم عليه الاطلاع علها، ونسخ لا جدوى منها كمصادر، ولذلك كان عليه أن يتجاهلها. والذى يستطيع أن يعمله في هذا الصدد، هو أن ينقب في أرفف مكتبته أو في البيانات والكتب التي كتبت فى هذه الفترة، وأن يسأل نفسه عند قراءة أى عنوان « هل أستطيع أن أجد تحت هذا العنوان شيئاً أستعين به في موضوعى ؟ » فإذا لم يستطع بمحض تفكيره الإجابة عن هذا السؤال، فلديه من ألوان المساعدات المختلفة الشيء الكثير - لديه الفهارس ومصادر البيانات العلمية الخاصة أو المقسمة. ولكنه بالرغم من كل هذه المساعدات. فإنه قد يفقد استشهاداً له قيمته فى التدليل على الوقائع، وبهذا يثير الضحك من جانب أصدقائه. ولكننا نجد، بصدد أية مشكلة من المشاكل، أن المصادر التاريخية الموجودة لا تعدو أن تكون كما محدوداً، ولذلك كان من الممكن استقصاؤها من الوجهة النظرية.


نقول هذا من الوجهة النظرية، ولو أنه لا يصدق دائماً من حيث الواقع. والحقيقة هى أن هذه المصادر قد نكون كمية ضخمة، كما قد يتعذر الحصول على بعضها إلى حد لا يمكن لأى مؤرخ أن يطلع عليها إطلاقاً. ولقد نستمع في بعض الأحيان إلى أناس يشكون من أن مادة تاريخية خاماً، أصبحت الآن مخزونة بكميات كبيرة، حتى لقد أصبح من العسر الاستفادة منها : وهؤلاء تواقون إلى أيام جميلة خلت : كانت فيها الكتب قليلة والمكتبات ضئيلة العدد، بحيث يستطيع المؤرخ أن يلم بموضوعه. ولكن مثل هذه الشكاوى معناها أن المعضلة بلغت بالمؤرخ الذى يعتمد في تاريخه على طريقة جمع المقتطفات أقصاها، إذ لو توفرت لديه كمية محدودة من المصادر التاريخية عن موضوعه لطلب المزيد. والسبب في ذلك هو أن أي مصدر جديد يعرض اللموضوع - لوكان جديداً حقاً - يلقى عليه ضوءاً جديداً، إلى حد قد يجعل الفكرة التي كونها عن الموضوع خاطئة. لذلك نجده مهما توافرت لديه المصادر عن موضوعه، تحفزه نزعته التاريخية إلى طلب المزيد : ولكن أو تضخمت لديه هذه المصادر، لتعذر عليه أن يمسك بأطراف البحث وأن يخرجه في صورة بحث مقنع، حتى ليتمنى كإنسان ضعيف أن تكون المادة : التاريخية الموجودة أمامه أقل مما هي عليه.


ولقد تأثر الناس بهذه المعضلة إلى حد أن ساورهم الشك في إمكان الوصول إلى معرفة تاريخية إطلاقاً، وهم على حق في هذا، لو أنهم قصدوا بالمعرفة نوع المعرفة العلمية، وقصدوا بالتاريخ نوع التاريخ الذى يقوم على طريقة جمع المقتطفات. والمؤرخون الذين يجمعون المقتطفات، وهم الذين يتفادون التفكير فى هذه المعضلة بحجة سلسلة جميلة، هي أن هذا ضرب من النقد المسرف، يعترفون بقولهم هذا أنهم فيما يحترفون من تاريخ، لا يعانون من جراء هذه المعضلة شيئاً، لأنهم يهبطون إلى مستوى ضئيل من التدليل العلمى إلى حد أضفى على ضمائرهم البلادة، ومثل هذه الأحوال فى الحياة المعاصرة، تبعث على شيء كثير من الاستمتاع، لأننا كثيراً ما نصادفها في تاريخ العلم، وتأخذنا الدهشة، كيف أن مثل هذا الغباء غير الطبيعى أمر ممكن، والجواب على هذا هو أن الناس الذين يتسمون بهذه الظاهرة، قد فرضوا على أنفسهم واجباً عسيراً، هو في هذه الحالة، مهمة كتابة التاريخ عن طريق جمع المقتطفات وما داموا، لاعتبارات عملية، لا يستطيعون الارتداء عنه، لابد أن يتناسوا أنه واجب عسير أو مستحيل. إنك لتجد أن المؤرخ الذي يعتمد على طريقة المقتطفات : يتعامى عن حقيقة أساليب البحث التي يتبعها، بل يتفاداها جمع عن طريق بذل عناية بالغة فى اختيار الموضوعات التي يستطيع أن يسلك سبيله فيها، مثله في ذلك كمثل مصور مناظر الطبيعة في القرن التاسع عشر، الذي. أراد أن يتعامى عن خطأ نظريته الفادح فى تكييف المناظر، فاقتصر على" تصوير ما سماه موضوعات قابلة للتصوير : لقد اصطلح على أن الموضوعات، يجب أن تكون من النوع الذى توجد عنه فعلا مادة تاريخية في متناول المؤرخ - مادة ليست بالضئيلة وليست بالغزيرة الفياضة - مادة. لم تبلغ مبلغ الاتساق بحيث لا يجد المؤرخ ما يعمله، إلا أن ينقلها على علاتها، ولا هى من التنافر والتعدد بحيث يتعذر عليه أن يسلك سبيله فيها. لذلك كانت كتابة التاريخ استناداً إلى هذه الأسس، لا تعدو أن تكون واحداً من اثنين : إما أن تهبط إلى مستوى القصص المسلى، الذي يقال في صحن الدار، وإما أن تسمو إلى ضرب من ضروب الإنتاج الفنى الرشيق. وقد أودت. أن ينصرف حديثي هذا إلى الماضى، أما عن مدى انصرافه إلى الحاضر، فأمر قد آثرت أن أتركه لضمير المؤرخين، الذين طبعوا على نقد أنفسهم فيما يكتبون.


فإذا ما قصدنا بالتاريخ، ذلك التاريخ العلمى، كان لزاماً أن نستبدل. بكلمة ( مصدر ) (source) كلمة مادة تاريخية، وإذا ما حاولنا تعريف. المادة التاريخية بنفس الروح التي عرفنا بها كلمة « مصادر »، وجدنا ذلك. أمراً شاقا. تفصيل ذلك أنه لا يوجد قياس مختصر سهل، نستطيع استنادا إليه، أن نقرر أن كتابا ما، يحتوى أو لا يحتوى على مادة خاصة بموضوع نعرض لبحثه، كما أنه لا يوجد في الحقيقة ما يحملنا على أن نقصر بحثنا على الكتب، ذلك أن الفهارس والبيانات الخاصة بالكتب، لا قيمة لها. إطلاقا بالنسبة لمؤرخ من النوع العلمى. ولا نقصد بهذا أن المؤرخ لا يستطيع الاستفاذة من هذه الفهارس والبيانات، إذ الواقع إذ الواقع هو أنه يستخدمها بل. ويستطيع الاستفادة منها، ولكنها في الحقيقة فهارس وبيانات لا تختص بالمصادر، وإنما تختص بموضوعات منعزلة أو ما يشبه ذلك - إنها لا تختص بالمادة التاريخية، ولكن بمناقشات قديمة يستطيع أن يبتدئ منها في بحثه.. لذلك نجد أن الكتب المشار إلها في مثل هذه البيانات والتي يستخدمها مؤرخ يقيم بحثه على أساس جمع المقتطفات، تكون قيمتها بالنسبة له في الغالب، مقيسة بقدمها، فى حين أن البيانات الخاصة بكتب ينتفع بها المؤرخ العلمي، تقاس قيمتها على وجه التقريب بحداثتها، أو أنها من الكتب المعاصرة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب