لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مفهوم الإيديولوجيا pdf تأليف عبد الله العروي

 تحميل وتصفح كتاب مفهوم الإيديولوجيا للمؤلف عبد الله العروي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب : 


إسم الكتاب : مفهوم الإيديولوجيا.


المؤلف : عبد الله العروي.


الناشر : المركز الثقافي العربي.

 ‏

 ‏الحجم : 2.25 Mo.


 عدد الصفحات : 176.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 

 





مقتطف من الكتاب :


"ماركس وتوزيع العمل


تركنا ماركس في فصل سابق وهو يتساءل: لماذا يرى الأدلوجي النتيجة سبباً والسبب نتيجة ؟ لا يضع ماركس السؤال في إطار ثنائية الإنسان والطبيعة، حيث إنه غمس الإنسان في محيطه الطبيعي كان عليه أن يبحث عن الثنائية في الواقع ذاته وهكذا اتجه إلى نظرية الاستلاب الناتج عن توزيع العمل الاجتماعي. يقول : إن القوة الاجتماعية، القوة المضعفة الناجمة عن التعاون، تظهر للأفراد شيئاً آخر غير قواتهم المضاعفة لأن التعاون مفروض عليهم، وتظهر لهم كقوة طبيعية مستقلة عنهم ومسيطرة عليهم يفصل توزيع العمل الشغل بالفكر عن الشغل باليد، فيتصور المفكر أن ما يجري في ذهنه منفصل تماماً عما يقوم به غيره من عمل جسماني. هذا من جهة ومن جهة ثانية يعزل التوزيع العامل عن وسائل عمله. تجمع الوسائل فتصبح قوة يتخيل الفرد أنها قوة خارجة عنه ومتحكمة فيه.


هذه إجابة أولية على التساؤل حول سبب عدم تطابق الواقع وصورته في الذهن البشري. لا يرجع السبب إلى اعوجاج في آلية الذهن، بل إلى تناقض في واقع المجتمع بين قوة كل فرد عامل وبين نتيجة الأعمال حين تعود منظمة ومجتمعة على يد الطبقة المالكة.


لما كان ماركس ما يزال تحت تأثير هيغل كان يرى التناقض المذكور في شكل تعارض الإنسان العام والإنسان الخاص، أي الإنسان الحر والإنسان المسلوب لما درس التاريخ الواقعي، اتضح له أن هذه التعابير إنما تخفي تناقضاً أعمق بين الملكية والعمل، بين الطبقة المالكة والطبقة المنتجة وأن التناقض يدل على تطور بدأ يعزل الفرد العامل عن وسائل عمله ويوزّع العمل بشكل عقلاني وعلى نطاق واسع. عندما كان الفرد يملك وسائل عمله وبتصرف في إنتاجه كان يرى العلاقة الحقيقية والبديهية بين قوة العمل وبين الإنتاج. لما جمعت وسائل العلم في معامل كبيرة يأتي إليها العامل لبيع قوته فقط دون أن يرى ما ينتج عنها، حنيذاك انقطعت الصلة البديهية بين قوة العمل والإنتاج. هناك إذن ارتباط بين الظاهرات التالية : الملكية الفردية فصل العامل عن وسائل العمل، توزيع العمل الوعي المزيف أو التصور الخاطئ للحركة التاريخية. يقول ماركس: إن العلاقة الرأسمالية تخفي بنيتها الباطنية وراء حالة البعد التام والغربة والاستلاب التي تضع فيها العامل إزاء ظروف توظيف عمله».


من الواضح أن العلاقات المذكورة هي علاقات بين مفاهيم العمل، الملكية، التوزيع ولكنها علاقات تولدية: إن الملكية تكمن وراء سلب العامل من وسائل العمل، والتوزيع وراء الاستلاب والاستلاب وراء الوعي الزائف. لا بد من تجاوز التاريخ الأخباري إلى دراسة الإنتاج ولا بد أيضاً من وضع هذه الدراسة في إطار التاريخ. وهكذا نرى أن فكر ماركس محدد بتداخل التاريخ والاقتصاد السياسي.


تبحث مفاهيم العمل والملكية والإنتاج والتوزيع في الاقتصاد السياسي الذي هو علم الوسائل المادية التي يستطيع بها الإنسان أن يستمر وينمو ككائن حي. هل الاقتصاد هو المعيار الثابت الذي نرجع إليه لتقييم الأدلوجات؟ هل هو وعي التاريخ بذاته؟ تدور نظرية ماركس كلها في نطاق هذين السؤالين.


إن الاقتصاد السياسي ظهر كعلم في القرن الثامن عشر. لماذا نشأ في تلك الظروف بالضبط وفي ذلك التاريخ بالذات؟ ثم انقلب إلى أدلوجة تبريرية في القرن التاسع عشر.


لماذا ؟ وما هي الشروط لكي يحتفظ بصفته العلمية؟


يجيب ماركس على السؤال الأول أن الاقتصاد السياسي نشأ كعلم عندما فرز التطور الاجتماعي المفاهيم التي بني عيلها. ليست مفاهيم العمل والقيمة والإنتاج والاستهلاك والادخار بديهية، تأملية، بل هي صور ذهنية لأحداث فرزتها حركة التاريخ الفعلية. يقول ماركس في هذا الموضوع: إن المفاهيم الأكثر تجريداً تصلح، بسبب تجريدها لفهم كل الحقب التاريخية، لكنها، رغم هذا، نتيجة ظروف تاريخية فلا توافق تماماً إلا تلك الظروف». إن الحركة التي فرزت مفاهيم علم الاقتصاد هي حركة التشيؤ، تغيرت مادة الاستهلاك إلى بضاعة تقتضي البضاعة التبادل، يستلزم التبادل معياراً عاماً. هو النقد يتحول النقد إلى رأسمال الرأسمال هو الاقتدار على تشغيل الإنسان وتملك الفائض عن حاجاته الأولية الضرورية. بدأت حركة التشيؤ بقوة الإنسان على العمل وانتهت بظهور الرأسمال كأساس للعمل. إن التشيؤ ظهور إنتاج العمل الإنساني في صورة شيء (الرأسمال) يخلق فرصة العمل وينظم أطواره.


إن الرأسمال هو الذي فرز قوة العمل وعزلها عن الإنتاج. لما استقلت فعلاً أدركها العقل الإنساني وجعل منها المفهوم الأولي الذي بني عليه علم الاقتصاد علم إنتاج وتوزيع الخيرات.


بيد أن علم الاقتصاد (وهنا يجيب ماركس على السؤال الثاني) اعتبر مفهوم قوة العمل والمفاهيم المترتبة عنه وكأنها حقائق أزلية وليدة التدبر لم يحجبها عن الإنسان سوى الجهل كان هذا الاتجاه عاماً في فلسفة الأنوار). لم ير علم الاقتصاد ذاته كنتيجة تطور له بداية وقد تكون له نهاية، بل نظر إلى ذاته كحقيقة مطلقة أزلية وهكذا أضحى قابلاً للتدليج. كان أدلوجة ثورية في ظروف القرن الثامن عشر فقوّض أركان النظام التقليدي. وأصبح أدلوجة تبريرية محافظة في ظروف القرن التاسع عشر حيث عاد الرأسمال قانون المجتمع العام.


يقول ماركس: إن المجتمع البورجوازي يوجد كمفهوم علمي قبل أن يشرع العلم في وصف نشأته كنظام إنتاجي متكامل». إن الاقتصاديين يستعملون المفاهيم البورجوازية لتحليل أنظمة إنتاجية سابقة للنظام الرأسمالي البورجوازي لاعتقادهم أن تلك المفاهيم مطلقة، غير مقيدة بأي تطور زمني. وهذه الغفلة عن التطور هي سبب قلب العلم إلى الأدلوجة إصلاحية كانت أم تبريرية لا يصل إذن الاقتصاد إلى مستوى العلم إلا إذا وضع ذاته في إطار التطور التاريخي. إن نظرية الرأسمال هي أساس العلم لأنها كشفت عن المفاهيم التي مكنت الإنسان من إدراك ذاته ككائن حي منتج. لكن الرأسمال هو نظام إنتاجي واحد من بين أنظمة متعددة سبقته. لا يجب أن نجعل من تلك الأنظمة أشكالاً ناقصة للنظام الرأسمالي. بل يجب أن ننظر إلى الرأسمال كنتيجة توالي وتتابع الأنظمة غير الرأسمالية. إن علم تاريخ المجتمع الإنساني يستلزم من جهة تأرخة النظام الرأسمالي ومن جهة ثانية تعميم النظرية الاقتصادية بدراسة الأنظمة غير الرأسمالية دراسة موضوعية متميزة. ليس الاقتصاد السياسي في نظر ماركس علم المجتمع الإنساني. لقد أعطى المفاهيم الضرورية لتأسيس ذلك العلم، لكن العلم لا يؤسس إلا إذا نقد المفاهيم، سحب عنها صورة الإطلاق الزائفة ووضعها في إطارها التطوري التاريخي."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب