لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التاريخ السياسي والحضاري للمغرب والأندلس في عصر المرابطين - حمدي عبد المنعم محمد حسين pdf

 تحميل وتصفح كتاب " التاريخ السياسي والحضاري للمغرب والأندلس في عصر المرابطين " للمؤلف حمدي عبد المنعم محمد حسين - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF


 





 

معلومات عن الكتاب :

 

العنوان : التاريخ السياسي والحضاري للمغرب والأندلس في عصر المرابطين.


المؤلف : الدكتور، حمدي عبد المنعم محمد حسين.


الناشر : دار المعرفة الجامعية.


تاريخ النشر : 1997.


عدد الصفحات : 464 ص.


حجم الكتاب : 14.2 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 

 





مقتطف من الكتاب :


"ولاة المهد في عصر على بن يوسف


سار أمير المسلمين على بن يوسف على نهج سياسة والده في اختيار ولى العهد، فقد بدأ يفكر فى مستقبل الدولة من بعده، وفي ضرورة وجود شخصية قوية على رأس الدولة للحفاظ عليها من طمع الطامعين :، فوقع اختياره على ابنه الامير سير الولاية عهده وذلك في عام ٥٢٢ه ( ۱۱۲۸م )، وفى هذا الصدد يقول ابن عذارى نقلا عن الوراق : لما عزم على بن يوسف أن يخلع عهده على ابنه سير الذي من أمته قمر، وجه الى عقد ذلك أهل العقد والحل من الفقهاء والقضاة وجمع لذلك بني عمه وأخويه الأمير تميما كبيره وأخاه ابراهيم صغيره المشتهر بابن تاعیشت وهي أمه سوداء، فسلم الأمر لابنه سير وشهد الشهود عليه بذلك، وكملت البيعة له، وأرسل بها الى سائر الاقطار والانظار، فاستقرت البيعة والتزم قبولها، واستقل بالأمر ونظر في سائر ما تدعوه الضرورة من أمور الجيش والاحكام والولايات والعزل ورد المظالم وقعد للناس قعودا فخما، هـذا هو نص رواية ابن عذارى حول توليه الامير سير ولاية عهد أبيه أمير المسلمين على بن يوسف، وهي تثبت لنا أن عليا قد اتبع السلف الصالح فى اختيار ولى العهد، واتبع نفس الطريق الذي سلكه أبره فى اختيار ولى العهد فهو لم يحاول أن ينفرد بهذا الاختيار وحده، بل أنه استدعى كبار رجال دولته من الفقهاء والقضاة، كما استقدم أخوته وأبناء عمومته وزعماء قبيلته لمتونة ليشهدوا على عقد تولية العهد للامير سير، وليكون ولى العهد مسئولا أمامهم عن امور البلاد، وبعد أن تمت البيعة، أرسل على بن يوسف الى مختلف مدن المغرب والاندلس منشورا باختيار ولي العهد، ويبدو أيضا كما هو واضح من النص أن هناك بعض المهام التى كان يقوم بها ولى العهد منها قياده الجيوش فى وقت الحرب، والنظر فى أمور وأحوال الولايات، والجلوس للفصل في المنازعات بين الناس، وكان اسم ولى العهد ينقش على السكة الى جانب أسم أمير المسلمين، وهكذا كانت نقود على بن يوسف تحمل في احدى وجوبها عبارة : « لا اله الا الله محمد رسول الله أمير المسلمين على بن يوسف ولي عهده الأمير سير ».


ولما ولى على ابنه سير ولاية عهده، رأى أن يولى ابنه الأمير تاشفين الاندلس، فولاه على مدينة غرناطة والمرية ثم أضاف اليه مدينة قرطبة. وكانت للامير تاشفين فى مدافعة العدو صولات وجولات وفق فيها كل التوفيق وأحرز انتصارات رفعت مكانته فى نظر أهل الاندلس، فلما ذاع صيته في أمر الغزو والجهاد، وشاع ذكره فى المغرب والأندلس، كبر ذلك على أخيه الامير سير ولى العهد، وأكلت قلبه عوامل الغيرة من أخيه، ففاوض أباه في ذلك وقال له : ( ان الأمر الذى أهلتني اليه لا يحسن لي مع تاشفين، فانه قد حمل الذكر والثناء دوني، وغطى على اسمى، وأمال اليه. جميع أهل المملكة، فليس لي معه اسم ولا ذكر. فأرضاه بأن عزله عن الأندلس، وأمره بالوصول الى حضرته، فرحل عن الاندلس في أواسط سنة احدى وثلاثين وخمسمائة، ووصل مراكش وصار في جملة من يتصرف بأمر أخيه سير ويقف ببابه كأحد حجابه ).


ظل سير وليا لعهد أبيه الى عام ٥٣٣ ه، عندما توفى، وقد اختلفت الروايات حول وفاته، فيقول ابن القطان : « ولم يكن ـ أى سير - أهلا لشيء، فعكف على البطلة، ودخل مستورا على أخيه عمر يريد زوجته، فجرح جراحة، عجلت منيته، ويقول ابن عذارى « وكان سير يركن الراحة ويصطحب أهل الفكاهة، فاقتحم ليلا على أخيه عمر في داره فضربه وقضى عليه، ويقول ابن الخطيب « فقضى الله وفاة سير على الصورة القبيحة ». وهكذا يبدو لنا أن هناك جريمة أخلاقية انتهت بوفاة سير، فى حياة أبيه، فشكله أبوه وأشتد جزعه عليه وكان عظيم الايثار والارضاء لأمه قمر التي كانت قد تسببت في عزل تأشفين عن ولاية الاندلس واهمال شأنه، فتدخلت من جديد لتقديم ولده أسحق لولاية العهد، وكان اسحق حدثا لم يبلغ الحلم بعد، تبنته قمر وتولت تربيته والاشراف عليه، خشب محبا مخلصا لها، ولم يستجب على بن يوسف لطلبها قبل أن يستطلع رأى الناس خاصتهم وعامتهم في ولى العهد، وواضح أن عليا كان يتبع فى اختيار ولى العهد مبدأ الشورى الذي كان تقليدا متبعا عند المرابطين، وقد يعبر هذا الموقف عن ندم على في عزل تاشفين عن ولاية الاندلس، وكأنما أراد يترك الأمر شورى أن يفكر عن خطئه في حق ولده تاشفين الذي تعرض لظلم أخيه واستبداده به بالاضافة الى أنه كان أميل الى تاشفين الامير القائد الذي ذاعت شهرته، وأختياره وليا للعهد فى هذه المرحلة بالذات من تاريخ دولة المرابطين ينسجم تماما مع تطور حوادث الاندلس التي كانت تحتاج لجهاده وجهوده العسكرية، ثم أن دولة المرابطين كانت آنذاك في أشد مراحل الأنهاك بسبب المعارك المتواصلة مع الموحدين في المغرب.


جمع على بن يوسف كبار رجال الدولة من الفقهاء والقضاة وزعماء لمتونة، وأفراد الاسرة المرابطية، وعرض عليهم الامر، وطلب منهم أن يتشاوروا ويختاروا لولاية العهد من يرضونه، ومن يرون فيه الصفات الطبية التي يجب أن تتوافر في ولى العهد، فأجمعوا على اختيار الأمير تاشفين لولاية عهد المرابطين، فعقد له والده ولاية عهدة، ونقش اسمه على الدنانير والدراهم الى جانب اسم أبيه أمير المسلمين، وقلده النظر في الامور السلطانية، كما كتب الى العدوة والاندلس وبلاد المغرب ببيعة تاشفين، فبايعوه ووصلت البيعات من كل الجهات وذلك فى رجب عام ٥٣٣ ه ( ١١٣٩ )."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب