لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مشكلة الحماية القنصلية بالمغرب من نشأتها إلى مؤتمر مدريد 1880 pdf تأليف عبد الوهاب ابن منصور

 تحميل وتصفح كتاب مشكلة الحماية القنصلية بالمغرب من نشأتها إلى مؤتمر مدريد 1880 تأليف عبد الوهاب ابن منصور - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : مشكلة الحماية القنصلية بالمغرب من نشأتها إلى مؤتمر مدريد سنة 1880.


مؤلف الكتاب : عبد الوهاب ابن منصور.


الناشر : المطبعة الملكية - الرباط.


حجم الكتاب: 5.8 ميغا بايت.


عدد الصفحات: 222 صفحة.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بمدريد


وجه مركيز سلز بوري وزير الخارجية البريطانية يوم 7 اكتوبر سنة 1879 رسائل إلى سفراء بريطانيا العظمى المعتمدين لدى الدول التي يهمتها أمر الحماية الديبلوماسية والقنصلية بالمغرب وهذه الدول كلها أوربية ما عدى الدولتين الأمريكيتين الولايات المتحدة والبرازيل وقد أخبرهم مركيـــــز سلزبوري في هذه الرسائل - التي أرفق بها نسخاً من رسالة السير ج.د. هاي إليه المؤرخة في 25 يبراير مع ملاحقها الثلاثة - أنه بالرغم من أن جل الطلبات التي تقدمت بها الحكومة المغربية ووفق عليها بالاجماع خلال الاجتماعات التي جرت بطنجة بين ممثل الحكومة المغربية وممثلي الدول الأجنبية للنظر في مسألة الحماية التي يمنحها رؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية للرعايا المغاربة فانه لم يتوصل إلى أية تسوية نهائية لأن عدداً غير قليل من النقط قوبل بمعارضة من طرف ممثلي فرنسا وإيطاليا والبرتوكال والبرازيل ونتيجة لهذه الحالة يقول مركيز سلز بوري - يرى سير ج.د. هـــاي أن استمرار المباحثات في طنجة لن يؤدي في الغالب إلى اتفاق حول المسائـــن التي لم يتم الفصل فيها وأنه اذا لم ترسل الحكومات المعنية إلى ممثليها بطنجة تعليمات ترضي الحكومة المغربية فان أفضل حل مأمول يكمن في عرض المسألة على لجنة او في اجتماع يعقده الممثلون في بلد غير المغرب حيث يمكن تمثيل الحكومة المغربية بمندوب أو مندوبين مفوضين لهذا الغرض.


وذكر مركيز سلز بوري أن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية ترى في حالة اللجوء إلى هذا الاجراء أن مدريد هي خير مكان يصلح لهذا الاجتماع


لقربها النسبي من المغرب ولاهتمام حكومة إسبانيا وشعبها بحالته ولان الحكومة الاسبانية أظهرت فيما يخص مسألة الحماية القنصلية وجهة نظـ ليبرالية معتدلة تبشر بالوصول إلى تسوية عادلة.


وطلب من كل واحد منهم أن يتحقق من وجهة نظر الحكومة المعتمد لديها بشأن مسألة الحماية ويتأكد مما إذا كانت ستنظر بعطف الى الاقتراح القاضي باحالة النقط التي لم يتم الوصول الى اتفاق بشأنها من مطالب الحكومة المغربية على اجتماع يعقد بمدريد إذا دعت الحاجة الى ذلك إذ بذلك فقط يمكن إبعاد المناقشات عن اولئك الذين أداروها حتى ذلك الوقت وإزالة العقبات التي يحتمل أن تكون نشأت عن مشاعر وآراء ذاتية !


كان اقتراح مدريد كمقر للاجتماع من طرف الحكومة البريطانية تدبير في غاية الحكمة ولا أقول لعبة في منتهى البراعة ، فان بريطانيا لم تكن تخشى شيئا خشيتها من اتفاق فرنسا و اسپانيا في قضايا المغرب وشؤونه لأن اتفاقهما - وهما جارتاه المباشرتان - يكفل لهما أن تحلا مشاكله كلها كما تحبان بطريقة من الطرق التي تريان سلوكها كان من الممكن أن تقترح بريطانيا مدينة جبل طارق مكاناً للاجتماع فانها أقرب المدن الأوربية إلى المغرب ولها بحكومته وأهله علاقات وطيدة وصلات وثيقة وكان بامكانها أن تقترح أيضا لشبونة عاصمة البرتوكال التي قد تكون أقرب إلى مدنه الساحلية من مدريد ، وفيها من الفنادق الفخمة وقاعات الاجتماع ووسائل الاتصال والنقل الحديثة ما يكفل للمجتمعين إقامة مريحة ويمكنهم من مخابرة حكوماتهم وتلقي تعليماتها في أقرب الآجال ولكنها اقترحت مدريد بالذات لا للأسباب الثلاثة وحدها المشار اليها في رسالة مركيز سلز بوري ولكن أيضا لأسباب اخرى ترضي الكبرياء الاسباني وتحقق الغرض البريطاني الذي كان يستهدف بالدرجة الأولى الحيلولة دون قيام تكتل فرنسي - اسباني اثناء الاجتماع للنظر في مسألة الحماية القنصلية.


لقد كان الاقتراح في ظاهره بمثابة إطراء لاسبانيا وشهادة بأولوية ما لها من مصالح في المغرب على مصالح غيرها من الدول، ودعم مكانتها ونفوذها في الخارج بعد الذي أصابهما من جراء أحداثها الداخلية ، أما في عمقه فكان مبنياً على تحول لاحظته بريطانيا في سياسة إسبانيا الافريقية والمغربية على الخصوص تلتقي فيه مصالح الدولتين وسياستهما حيال العديد من القضايا الدولية ، ومن بينها قضية المغرب ، فمن سنة 1878 إلى سنة 1881 تخلت اسبانيا عن سياسة التهديد باستعمال القوة وأضربت صفحاً عن كثير من المطالب التي كانت لا تفتأ تثيرها في كل اجتماع ، وغضت الطرف مؤقتاً عن قضية المصادة التي اعترفت لها بها معاهدة صلح سنة 1860 بالمكان الذي سمته سانتا كروث دي ماربيكينيا من أرض المغرب وتنصل دوق تطوان وزير خارجيتها في شهر أكتوبر سنة 1879 من المؤامرة التي كان الشريف الوزاني يدبرها مع. قائد موقع سبتة الاسباني للاطاحة بحكم السلطان مولاي الحسن فعزل عامل سبتة وسائر الموظفين المدنيين والعسكريين المشاركين في المؤامرة واتخذت تدابير مستعجلة لاحباطها وأوهن كانوباس ديل كاستيو Canovas del Castillo وزير الدولة الجديد عزم جماعة مارقة من شيوخ قبائل قلعية ذهبوا إلى مالقة يطلبون من إسبانيا ان تمد حكمها على قبائلهم معرباً للسفير البريطاني ويست والسفير الفرنسي الأميرال جوريس عن رغبة دولته في المحافظة على الحالة الراهنة في المغرب لأنها أفضل حالة في نظره، كل هذا فسح مجال الآمال البريطانيين في تعاون أقوى مع اسپانيا، واطلق لسان السيد محمد بركاش بالثناء على حسن سياسة سفير إسبانيا ديوسدادو الذي لم يكن يتصرف في الحقيقة إلا طبق التعليمات التي يتلقاها من حكومته.


قابلت إسبانيا الاقتراح بالارتياح ، بل عبر دوق تطوان وزير خارجيتها للمستر ويست سفير بريطانيا العظمى خلال اجتماعهما بمدريد يوم 15 اكتوبر عن امتنان حکومته وكيف لا تمتن وهي تجد بجنبها دولة عظمى في وقت لم نكر ترغب أن ترى فيه قضية المغرب تطرح على بساط المناقشة الدولية دون أن تستفيد من الحالة أو دون أن تحول بين الدول الكبرى وبين الاستفادة منها وفي وقت كانت تحذر فيه كذلك من مطامح فرنسا في المغرب وافريقيا ومشاريعها المتمثلة على الخصوص في انشاء خط حديدي يربط السواحل الجزائرية بقلب القارة الافريقية عبر الصحراء ومنذ ذلك الوقت التقت السياستان البريطانية والاسبانية وبدأتا تسيران في منهج واحد ، وصار ممثلو الدولتين في العواصم التي يهم حكوماتها امر المغرب يعملون في انسجام هاي وديوسدادو بطنجة يتشاوران والمركيز دي مولينس ولورد ليونز بپاريس يتبادلان المعلومات ويراقبان سفارة علي المسفيوي وريز العدل المغربي خشية أن يكون موضوعها تقديم تنازلات جديدة لفرنسا على الحدود المغربية الجزائرية مقابل تأييدها للمغرب في مسألة الحماية ولما أوفدت إسبانيا رينالدي إلى فاس ليطمئن السلطان على حسن نياتها قبل انعقاد المؤتمر عززت بريطانيا وفادته بايفاد وزيرها سير ج .د. هاي إليه في شهر ابريل 1880 ليؤكد له ما لم يكن في حاجة الى تأكيد من حسن نية دولته وشعرت الاندية السياسية بأوربا وأمريكا أن دول المغرب وإسبانيا وبريطانيا العظمى تعمل في انسجام كبير ووفاق تام."



رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب