لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب ملامح تاريخية للمجتمعات المغربية pdf تأليف بوزياني الدراجي

 تحميل وتصفح كتاب ملامح تاريخية للمجتمعات المغربية تأليف بوزياني الدراجي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : ملامح تاريخية للمجتمعات المغربية.


تأليف : د. بوزياني الدراجي.


الناشر: مؤسسة بوزياني للنشر والتوزيع - السحاولة - الجزائر.


تاريخ الإصدار: 2013م.


حجم الكتاب : 4.35 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"النظام القبلي:


يتجلى النظام القبلي من خلال تلك السلسلة من الحلقات والزمر؛ المشكلة من فئات اجتماعية؛ ذات قرابة حقيقية أو وهمية. وأطلقت هذه التسمية نسبة إلى إحدى الحلقات الهامة في تلك المنظومة؛ ألا وهي القبيلة، كما يسمى. هذا النظام - أيضاً - بالنظام العشائري، نسبة إلى حلقة أخرى -


أقل حجماً ـ وهي العشيرة. فمنذ أن شعر الإنسان بضرورة اجتماعـه مـع غيره، وسلم بحتمية الحياة مع الآخرين، والتعاون معهـم ـ بفضـل مـا ركب الله فيه من غرائز محفزة على التكافل والترابط - فمنذئذ؛ أخذ ذلك المخلوق في وضع نمط اجتماعي ينظم به حياته، ومعاشه مع غيره، من أبناء جنسه.


وهكذا؛ توصل الإنسان - بمرور الوقت - إلى بلورة نمط اجتماعي منظم سمي ـ فيما بعد ـ بالنظام القبلي، أو النظام العشائري. وهذا النظام فرضته طبيعة الحياة على الإنسانية؛ حيث انبثق عن غريزة التناسل - التي وضعها الله في مخلوقاته - نسل عرف بالذرية؛ التي شكلت ما يسمى الآن بالأسرة، وهي الخلية الأولى في النظام القبلي. وليست غريزة التناسل وحدها هي الكفيلة بظهور هذا النظام - من خلال خليته الأولى الأسرة. بل ثمة عوامل اجتماعية أخرى تعتبر من خصوصيات الإنسان؛ كونه اجتماعياً بالطبع. وتبعاً للتطور المحتوم - نظراً للتناســل الكثيـف وتشعـب الولادات ـ ظهرت وحدات اجتماعية أخرى - بالتتابع ـ أوسع من الأسرة؛ يمكن أن تكون فصيلة أو فخذاً أو عشيرة..إلخ.


وهكذا؛ كلما تضاعف عدد أفراد الوحدة، وازداد تفرعها؛ نشأت وحدة اجتماعية أعلى من الأولى وأشمل وما القبيلة إلا وحدة اجتماعية وسياسية ارتبطت بتلك المنظومة؛ التي اختلف الناس في تحديد حلقاتها، وفي تسلسلها. كما تباينت الأسماء التي أطلقت عـلـى وحداتها؛ بتبايــن المجتمعات البشرية واختلافها. إلى جانب هذا فالنظام القبلي يتميز ببعض السمات التنظيمية : شكلاً ومحتوى وسلوكاً. ويمكن حصر تلك السمات في :



1 ـ النسب : إذ يعتبر النسب أو ثمرات النسب ـ كما يسميها ابن خلدون ـ بمثابة الركيزة الأساسية في النظام القبلي ببلاد المغرب. وثمرات النسب جاءت تعبيراً، ونتيجة لاستحالة التحقق ـ بيقين ـ من صحة النسب؛ ضمن سلسلة طويلة ومتشعبة من الآباء والأجداد. فمجرد الاعتقاد في النسب الواحد، وفي القرابة يكفي لتعزيز وتقوية الأواصر، وتمتين اللحمة. وبما أن الثمرات تتحقق بذلك الاعتقاد في الانتماء؛ فلا يهم البحث في الحقيقة ذاتها. ولولا الاعتقاد التام في النسب ـ حتى وإن كان وهما - لتفككت عرى القبائل، بإنحلال الأواصر الداعية للقرابة والالتحام. وهذا ما حدث في المجتمعات الإنسانية التي ذابت فيها القبلية، وأنحلت نظمها؛ تاركة المجال فسيحاً أمام نظم الدولة، وروح المواطنة. حيث تبنت تلك المجتمعات أسلوباً معيناً؛ ساعـد عـلـى فـصـم الوصلة، وكسر الالتحام بين فئات القبائل وأعضائها، وبذلك انتهت القبلية، والعشائرية في تلك الأوساط، بانتهاء العصبية فيها.


أما المجتمعات العربية والأمازيغية فقد حافظت على النظم القبلية تبعاً لمحافظتها على الأنساب، والاستناد إليهـا ـ سواء كانت وهماً أم حقيقة ـ عندما يستدعي الأمر سلوكاً معيناً. بـل تطور الأمر؛ إذ أدخل العرب والأمازيغ اشكالاً أخرى في نسبهم؛؛ أضفت عليه مرونة ملحوظة؛ ساعدت على نمو القبلية وازدهارها. وتلك الأشكال لا يشترط فيها النسب الصريح، أو النسب العرقي الدموي؛ الذي يقتضي نسبـاً حقيقياً، معلومـاً أباً عن جد، وعليه فقـد أقــروا مـا يعرف بالانتساب بوسطة طرق مختلفة منها :


أ ـ الحلف والجوار ويعرف هذا الشكل بنسب الإستلحاق؛ سواء إلحاق شخص أو جماعة أو قبيلة بكاملها بنسب معين؛ فتذوب فيـه مـع مرور الزمن.


ب - العتاقة : ويتم ذلك بعتق عبد، أو أسير، أو أكثر؛ ثم إلحاقه بنسب سيده الأول أو أسره.


وهكذا؛ صارت القبائل العربية والأمازيغية - بمرور الوقت - تمتص عناصر جديدة، وتلحقها بها شيئاً فشيئاً؛ فيضاعف ذلك في مجهودهـا البشري، ويساعدها على البقاء والحياة طويلاً. وقد افتقرت إلى هذا العامل الهام نظم قبلية أخرى - في مجتمعات غير عربية، أو أمازيغية - فذابت القبلية في مؤسسات اجتماعية أخرى؛ كما حدث في بلاد الإغريق على الأغلب؛ إذ اعتمدت عشائرها التبني في نطاق ضيق، وفي أوضاع استثنائية. وهذ الأمر ساعد على تآكل النظام القبلي في تلك الديار، وتسبب في تصدع المؤسسات القبلية التي كانت سائدة في العصر البطولي، وما قبله. حيث عجزت القبائل في تلك البلاد عن مواصلة مسيرتها ضمن النظم القبلية؛ وذلك راجع إلى عجزها عن امتصاص فئات أخرى ضمنها وتبنيها؛ بواسطة الإستلحاق وغيره. إذ أنه حدث ـ بعد اتساع الحركة التجارية وتنوع المبادلات - أن اختلط الناس من أعضاء العشائر في أماكن معينة؛ دون أن يستلحقوا وينضموا للعشائر؛ ولكنهم بالمقابل امتزجوا - دون رابط عشائري - فيما بينهم؛ عند انتقالهم من منطقة إلى أخرى. 


ونتج عن ذلك الانتقال والاختلاط؛ ازدحام كل منطقة بعناصر لا تنتمي إلى القبائل المتواجدة بها. وبما أنهم في نظر المجمع الشعبي Agora والملك - مواطنون يتمتعون بحقوق متساوية وكاملة؛ فقد ظهرت بعض المشاكل؛ نظراً لوجود أولئك الغرباء في منطقة لا تتبع قبائلهم؛ الأمر الذي يستدعي - بالتالي - حرمانهم من المشاركة في الحياة السياسية؛ ضمن المناطق العائدة إلى قبائل لا ينتمون اليها. وعليه فقد انجـر عـن هـذا تعارض واضطراب في تطبيق قرارات المؤسسات القبلية المستقبلة لأولئك النازحين الغرباء. وهكذا استدعت تلك العراقيل، والتناقضات إدخال تعديلات على الدستور القبلي المعمول به. وكانت التعديلات في صالح السلطة المركزية على حساب القبائل. وبذلك انتقل المجتمع الأثيني خطوة هامة؛ نحو إنشاء الدولة وتعزيز دستورها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب