لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الدولة والتعدد الثقافي - باتريك سافيدان pdf

كتاب الدولة والتعدد الثقافي للمؤلف باتريك سافيدان - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الدولة والتعدد الثقافي.


المؤلف : باتريك سافيدان.


ترجمة : المصطفى حسوني.


الناشر : دار توبقال للنشر.


حجم الملف : 4.62 ميجا بايت.


عدد الصفحات : 94 صفحة.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


 



مقتطف من الكتاب :


"التحولات الديمقراطية للهوية


لماذا يتم الاستدلال على أن هناك رابط اختياري بين الاعتراف والهوية ؟ فقد أشار الكتاب والفلاسفة وعلماء النفس أن تجربة الذات تحيل أيضا على تجربة الآخر. وقد عبر، في بداية القرن التاسع عشر، الفيلسوف الألماني هيجل، عن هذه الفكرة في إطار ما أسماه جدلية الشيخ والمريد». وإذا ما عملنا على استخلاص النتائج من هذه الأطروحة، فسيؤدي بنا هذا إلى ما يلي: تساهم نظرة الآخر واعترافه حتما في تعريف هويتي. ويعني هذا أن ليست هناك هوية، ليظهر بعد ذلك مشكل الاعتراف أو عدم الاعتراف بهذه الهوية، ولكن الأهم أن يتدخل الاعتراف في تحديد الهوية بالمعنى الذي تتحقق به هذه الهوية. وقد تم تطوير هذه الصياغة الفلسفية التي وضعها هيجل بطرق مختلفة في مجال العلوم الإجتماعية. ونذكر في هذا السياق الذي يربط فيه دوركايم Durkheim بين الفرد والرابط الاجتماعي من خلال الحكم على الآخر انطلاقا من تجربة الذات.. ويمكن أن نتساءل، كما فعل جورج هربيت ميد Mead Herbert George، عن الطابع الاجتماعي للذات والفكر ». وتؤكد وجهات نظر متعددة على الأهمية التي تأخذها علاقة الآخر و/أو المجتمع في بناء الفرد. 


وقد عمد سيلفي ميزيور Mesure Sylvie وألان رونو Renaut Alain إلى صياغة، من وجهة النظر هذه، ما أسموه تناقضات الهوية الديمقراطية المعاصرة. وقد اقترحا لتوضيح هذه المسألة التمييز بين مختلف التصورات الممكنة لتجربة الآخر هذه ـ وهو ما نطلق عليه أيضا تجربة الغير»: تجربة الآخر مقابل (الأنا) - وإدراكها بطريقة سانكرونية. وبعبارة أخرى، فقد تم إدراك مختلف هذه التصورات عن الغير في شكل نزعات متعاقبة: لأن تجربة الآخر ليس لها دائما نفس الشكل ولا نفس المحتوى. ولا يمكن تصنيف مقاربتهما على أنها وصفية فحسب بل تندرج في إطار قانوني، بمعنى أنها تعين الأفق الذي ينبغي أن ننظر في اتجاهه. ويضع المؤلفان ثلاثة نماذج :


- النموذج القديم أو الأرستقراطي، يتم إدراك الآخر، في هذا النموذج، على أنه غريب وننطلق هنا، حسب القاعدة العامة من مبدأ أن هذا الآخر لا يمكن أن يكون مثيلا لي، لأن هناك بعبارة أخرى، اختلافات طبيعية وأخرى مادية بين الأفراد واختلافاتنا اختلافات جوهرية، وندرك بعضنا البعض انطلاقا من هذه الاختلافات.


- النموذج الحديث أو الديمقراطي، يوضع الآخر، قبل كل شئ، على أنه المثيل. ويعني هذا أن الآخر مثلي تماما شخص وذات. فمن البدهي، إذن، أن نتمتع بنفس الحقوق. ويحدث من هذا الجانب نوع من التقليص من سلوك الأنا وتطوير السلوك المعتمد على التماثل والتشابه. ما هو أساسي هنا يعود إلى الهوية الجوهرية للوجود الإنساني. فنحن أساسا متماثلين ومتشابهين ولا نختلف إلا عرضيا. وبعبارة أخرى، فاختلافاتنا - الثقافية والعرقية والدينية والجنسية وغيرها ـ هي اختلافات غير أساسية وهامشية، وهذا ما عودنا عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتكتسب وحدة الجنس البشري من خلال تجريد الاختلافات.


يملك النموذج الأخير مقومات الاجتذاب، ولكنه يطرح مشكلا. ويظهر، تاريخيا، أن تجريد الاختلافات كان سيأخذ شكلا من أشكال نفي بعض الاختلافات لصالح هوية أعلنت هيمنتها وسيطرتها وتتعقد الأمور أكثر في الدول ـ الأمم بحيث إن هذه الهوية التي تعمل على تذويب كل الاختلافات لا تدرك على أنها هوية خاصة في حد ذاتها، ولكنها تطالب لنفسها بحق الاحتكار الشامل. وهكذا، أليس باسم جزيرة فرنسا يتم إنكار هوية البروتون، وذلك باسم العقل والتطور والحرية والمساواة وشمولية القانون. ويثير الخطاب بهذا ضرورة أمثلة الاختلاف الذي يحيل سياسيا إلى مبدأ الحياد الإثن ـ ثقافي للدولة ـ الأمة.


وأدى مذهب إنكار اختلاف الحياد إلى معارضات متشعبة فيما أسماء أكسيل هونيت، Honneth Axel، اقتباسا عن الإرث الهيجيلي، المعارضة من أجل الاعتراف ؟. 


ويمكن التسليم في هذه الحالة ( ولا يتردد معارضوا سياسة الاعتراف بالتعبير عن ذلك بأن معارضة النموذج الذي نحن بصدده يعرضنا لبعض المخاطر يأتي في مقدمتها تقسيم المجتمع (أو ما يسميه البعض البلقنة)، وتشدد العلاقات بين مختلف الطوائف الإثن - ثقافية، وضعف الروابط المتينة بين الطوائف المتعددة، وتهديد بعض الحريات وبعض الحقوق.


ويجدر بنا، إذن، طرح السؤال التالي : كيف لنا أن نعرف الاختلافات دون أن نميل إلى الدينامية التي تؤدي بنا إلى إعادة الاعتبار لها على نمط إقصاء الآخر؟ ويتعلق الأمر بعبارة أخرى، كيف نحدد الوضع الذي يمنح لهذه الخصوصية الإثن - ثقافية؟ وكيف نحدد ما إذا كان هذا الوضع يبرر أخذها بعين الاعتبار مؤسساتيا وسياسيا ؟ مع العلم أن هذا الاعتراف لا يعرض المبادئ العامة للخطر ويتم ا التعبير عنها عبر مختلف أوجه التعاون. وتثير التحولات التي تدخل في الطرق التي يدرك بها الأفراد هويتهم سؤالا معقدا بمثابة حافز لكل الجدالات التي يثيرها: ألا يمكن أن يتناقض الاعتراف وسياسات الهوية مع المثل الحديثة للمساواة الأخلاقية والقانونية للوجود البشري؟ أم يظهران أنهما من الضروريات الأساس؟

وتؤدي النمطية التي اقترحها سيلفي ميزيور Mesure Sylvie وألان روني، وكذلك وجهة النظر التي يدافع عنها ميشال فيفيوركا Wieviorka Michel إلى النموذج الثالث : النموذج المعاصر الذي يستند على تجربة الآخر الأكثر تعقيدا، بالنظر إلى أن الأمر يقتضي أخذ بعين الاعتبار الاختلافات بهدف مقاومة التيار الجارف للمجتمعات الديمقراطية المتفتحة حيث يتم الاعتراف بالتأكيد العالمي و ضرب الاختلافات بتبخيسها، أو بصفة أكثر شدة اجتثاثها بدون هوادة. وبعبارة أخرى، فالأمر يتعلق في هذا النموذج بموقعة الاختلاف داخل النموذج»، وكذا إرجاع للشرعية اختلافها»، علما أن هناك تجاوزا في البحث عن الشرعية، الملازمة للدينامية الديمقراطية، لصالح البحث عن الاعتراف بالاختلافات.


ولا يشكل التأكيد على الاختلافات النقيض للمبادئ التي تتأسس عليها المجتمعات الديمقراطية ولكنها في المقابل تنبثق من دينامية الشرعية وتظهر في شكل غير مسبوق تتجسد في شرعية داخل الاختلاف."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب