لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب ما هو التاريخ pdf تأليف إدوارد كار

 تحميل وتصفح كتاب ما هو التاريخ تأليف إدوارد كار - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF









معلومات الكتاب :


إسم الكتاب : ما هو التاريخ؟


تأليف : إدوارد كار


ترجمة : ريهام عبد المعبود.


الناشر : عالم الأدب للبرمجيات والنشر والتوزيع.


حجم الكتاب : 27.56 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"السببية في التاريخ


إذا وضع مقدار من اللبن في قدرٍ على النار فإنه سيغلي حتى يفيض. لا أعرف لماذا يحدث هذا، ولم أرغب أبدًا في معرفة ذلك. وإذا ضغط علي، يمكنني عزو ذلك إلى نزوع عند اللبن إلى الغليان، هذا صحيح لكنه لا يفسر شيئًا. لكن لم أصبح بذلك عالماً طبيعيًا. وكذلك يمكن لأي أحد أن يقرأ بل ويكتب عن وقائع الماضي دون أي رغبة في معرفة السبب الذي حدثت بسببه، أو أن يقنع بالحديث عن أن الحرب العالمية الثانية اندلعت لأن هتلر أراد ذلك؛ هذا صحيح إلى حد ما، لكنه لا يفسر شيئًا. لكن لا يمكننا أن نطلق لقب مؤرخ على من يسلك هذا الاتجاه في تفسير الوقائع التاريخية أو أنه حتى أحد دارسي التاريخ. إن دراسة التاريخ هي دراسة للأسباب فما يشغل ذهن المؤرخ دوما - كما أشرت في المحاضرة السابقة - هو سؤال «لماذا؟»، ولا يهدأ حتى يحصل على إجابة والمؤرخ العظيم أو ربما ينبغي أن أقول بشكل أكثر وضوحًا، المفكر العظيم هو الرجل الذي يسأل سؤال «لماذا ؟» عن أشياء جديدة أو في سياقات جديدة.


لقد بيَّن أبو التاريخ هيرودوت غايته في مستهل كتابه، وهي العمل على حفظ أعمال الإغريق والبرابرة وبالأخص وقبل أي شيء آخر، الإخبار عن أسباب صراعاتهم مع بعضهم البعض. لم يكن لهيرودوت زملاء في ذلك العصر، وحتى ثيوسيديدس) انهم بأنه لم يكن لديه تصور واضح عن السببية.


لكن مع بداية وضع حجر الأساس لعلم التاريخ الحديث في القرن الثامن عشر، استهل مونتيسكيو كتابه نظرات في أسباب عظمة الرومان وصعودهم وسقوطهم بمبدأ يقضي بأن هناك أسبابًا عامة - أخلاقية أو مادية ذات تأثير في قيام الممالك وحفظها وسقوطها، وأن كل ذلك يخضع لهذه الأسباب». وبعد سنوات قليلة، طوّر مونتيسكيو هذه الفكرة في كتابه روح القوانين. فقد كان من العبث افتراض أن القدر الأعمى هو الذي أنشأ كل ما نراه في العالم». فالناس لا يخضعون لنزواتهم فقط، بل يتبع سلوكهم قوانين معينة مستمدة من طبائع الأشياء). انشغل المؤرخون وفلاسفة التاريخ لمدة تقارب المائتي عام بعد ذلك بمحاولة تنظيم الخبرة الماضية وتنسيقها من خلال اكتشاف أسباب الأحداث التاريخية والقوانين التي تحكمها. كانت هذه القوانين يتم التعبير عنها أحيانًا بتعبيرات ميكانيكية وأحيانًا بيولوجية أو ميتافيزيقية أو اقتصادية أو سيكولوجية. إلا أنه تم الاتفاق على أن التاريخ يتكون من تتابع أحداث الماضي في تسلسل منظم للأسباب والنتائج فقد كتب فولتير في مقاله عن التاريخ في الموسوعة: «إذا لم تجد ما تخبرنا به سوى أن أحد البرابرة قد حل محل آخر على ضفاف نهري جيحون وسيحون، ففيم يفيدنا ذلك؟»، ولكن طرأ على هذا التصور بعض التعديلات في السنوات الأخيرة. فلم نعد نستخدم كلمة «القوانين» التاريخية هذه الأيام لأسباب ذكرتها في المحاضرة الماضية، وكذلك لأن كلمة «سبب» أصبحت ذلك جزئيا إلى التباسات فلسفية معينة لا أود الخوض فيها، قديمة الطراز؛ يرجع وإلى ارتباط هذه الكلمة بالحتمية، التي سأنظر فيها الآن. ولذلك، لا يتحدث العديد من الناس عن السبب في التاريخ، بل عن «التفسير» أو «التأويل» أو منطق الموقف، أو المنطق الداخلي للأحدث كما عند ديسي-، أو يرفضون المنهج السببي الذي يبحث في سبب ما حدث، في مقابل المنهج الوظيفي الذي يبحث في الكيفية التي وقع بها الحدث، على الرغم من أن ذلك سيتضمن حتمًا السؤال عن كيف نشأ مما يردنا إلى سؤال «لماذا». ويميز البعض الآخر بين أنواع مختلفة من الأسباب؛ أسباب ميكانيكية وسيكولوجية وبيولوجية وهكذا، ويعتبرون السبب التاريخي نوعًا في ذاته ورغم أن بعض صور التمييز هذه صالحة إلى حد ما، فإنه من الأكثر نفعًا لأهدافنا الحالية البحث عن المشترك بين كل أنواع الأسباب بدلا من البحث عن الاختلافات. وبالنسبة إلي، فإني أفضل استخدام كلمة «سبب بمعناها الدارج وتجاهل هذه التدقيقات التخصيصية.


 دعونا نبدأ بالسؤال عن الإجراءات العملية التي يقوم بها المؤرخ عند ضرورة تحديد أسباب الأحداث أول هذه الإجراءات التي يواجه بها المؤرخ مشكلة السبب هو افتراض العديد من الأسباب المناسبة للواقعة الواحدة فقد كتب الاقتصادي مارشال ذات مرة أنه يجب تحذير الناس بكل وسيلة ممكنة من اعتبار أن واقعةً ما هي نتيجة لسبب واحد وغض الطرف عن الأسباب الأخرى التي تختلط نتائجها مع هذه الواقعة»، وسيكون الطالب الذي لا يقدم سوى سبب واحد لاندلاع الثورة في روسيا عام (۱۹۱۷م) سعيد الحظ إن حصل على المرتبة الثالثة فالمؤرخ يتعامل مع أسباب عدة، ولو طلب إليه النظر في أسباب الثورة البلشفية قد يجيب وقتها بذكر الهزائم المتعاقبة التي منيت بها روسيا، وانهيار الاقتصاد الروسي تحت ضغط الحرب ودعاية البلاشفة الفعالة، وفشل حكومة القيصر في حل الأزمة الزراعية وتركز البروليتاريا المعدمة المستغلة في مصانع بتروجراد، وأن لينين كان يعلم بالضبط ما يريد على عكس الآخرين؛ باختصار سيذكر خليطا عشوائيا من الأسباب الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية والشخصية ومن أسباب بعيدة المدى وأخرى قصيرة المدى. 


وهذا يقودنا إلى السمة الثانية من سمات مقاربة المؤرخ ؛ إذ يحصل ذلك الطالب الذي قنع عند إجابته عن سؤالنا بسرد أسباب الثورة الروسية سببا تلو الآخر، بالمرتبة الثانية ولا يصل إلى الأولى إلا نادرًا. وقد يصفه الممتحنون بأنه لديه معلومات جيدة، إلا أنه مفتقر للخيال». أما المؤرخ الحقيقي فسيقوم بترتيب هذه الأسباب نتيجة شعوره بضرورة تقليص هذه القائمة في ترتيب هرمي وفقا لعلاقة كل سبب بالآخر، ربما ليقرر أي سبب أو أي فئة من الأسباب يمكن اعتبارها في نهاية المطاف أو في التحليل الأخير» العبارات المفضلة لدى المؤرخين السبب النهائي، وسبب كل الأسباب هذا هو تأويله الخاص لموضوعه، فالمؤرخ يُعرف بالأسباب التي يستند عليها فقد أرجع جيبون سقوط الإمبراطورية الرومانية إلى انتصار البرابرة والدين وفي القرن التاسع عشر، نسب مؤرخو الهويج الإنجليز تنامي قوة بريطانيا وازدهارها إلى نشأة مؤسسات سياسية تجسد مبادئ الحرية الدستورية. لم تعد رؤية جيبون ومؤرخي القرن التاسع عشر ملائمة اليوم لإهمالهم الأسباب الاقتصادية التي دفعها المؤرخون المحدثون إلى الصدارة. تدور كل أطروحة تاريخية حول سؤال أولوية الأسباب."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب