لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب دولة الأدارسة في المغرب - العصر الذهبي 788 - 835 م - د. سعدون عباس نصر الله pdf




معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : دولة الادارسة في المغرب - العصر الذهبي.


المؤلف : د. سعدون عباس نصر الله.


الناشر : دار النهضة العربية.


الطبعة : الأولى سنة 1408 هـ - 1987 م.


عدد الصفحات : 209.


حجم الكتاب : 3.94 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"بناء مدينة فاس :


بعد أن تلقى الإمام إدريس الثاني البيعة عام ١٨٨ هـ / ٨٠٣م استقام له الأمر، فكثر الوافدون عليه من الأندلس وإفريقيا حتى ضاقت بهم مدينة وليلي ذات البناء القديم والتخطيط البسيط الذي مضى عليه مئات السنين ولا يؤهلها لأن تكون حاضرة للمغرب، رأى الإمام أن يهب دولته عاصمة جديدة ذات طابع عربي يسكنها مع حاشيته وجنوده وتستوعب الوافدين وتتناسب مع المكانة الدولية التي بدأ المغرب يتمتع بها في عهده وتنافس عواصم الشرق كبغداد والقيروان..


خرج الإمام مع هيئة الدولة لانتقاء المكان المناسب عام ١٩٠ هـ / ٨٠٥م) وصل إلى جبل زالغ (انظر المصور رقم ٨) أعجبه ارتفاعه وطيب تربته، فقرر أن يبني مدينة هناك. اختط مدينة بسنده مما يلي الجوف وشرع في البناء».


بنى بعض الدور ونحو الثلث من السور. وذات ليلة حدث ما لم يكن متوقعاً، فقد هطلت الأمطار بغزارة وأتى سيل من أعالي الجبل فهدم أكثر البناء وألقي بالأنقاض في نهر سبو فكف الإمام إدريس عندئذ عن البناء. وعاد إلى وليلي.


وفي شهر محرم سنة ۱۹۱ هـ / تشرين الثاني ٨٠٦م خرج الإمام ثانية يرتاد موضعاً لبناء عاصمته الحلم الذي راوده، فانتهى إلـى حـمـة خولان في وادي نهر سبو. أعجبه موضع الحمة لقربه من الماء ولكن بعد أن تفحص المكان جيداً عدل عن البناء بعد أن تبين له أن المياه تصل إلى المكان شتاء، فخاف على الناس من الهلاك وعاد إلى وليلي.


هاتان المحاولتان، وإن لم يكتب لهما النجاح لم تثن الإمام عن عزمه بعث وزيره عمير بن مصعب الأزدي يرتاد موضعاً للمدينة المنشودة. سار عمير مع جماعة من قومه، اخترق النواحي المجاورة لوليلي حتى وصل إلى فحص سايس أعجبه المكان لكثرة مياهه واعتدال هوائه المصور رقم ومروجه الخضراء. نزل هناك على عين غزيرة المياه توضأ وصلى الظهر ، ثم دعا الله أن يهون عليه مطلبه ويحقق قصده. وقد نسبت العين إليه فسميت عين عمير منذ ذلك الحين ثم سار وحده في فحص سايس حتى وصل إلى منبع النهر فرأى ينابيع تزيد على الستين تجري مياهها في السهل، وتحيط بها غابات من شجر الطرفاء والطخش والعرعر والكلخ.


 تفحص المكان، شرب من الماء فاستطابه، نظر إلى الأرض التي حوله فأعجبته فقال : هذا ماء عذب وهواء معتدل وهو أقل ضرراً وأكثر نفعاً وحوله من المزارع أكثر مما حول نهر سبو، ثم سار مع ميل الماء حتى وصل إلى مكان بين جبلين كثير الأشجار والينابيع. رأى في المكان خیام شعر تقيم فيها قبائل بربرية من زناته ) (زواغة وبني يزغتن). ومن زواغة تحدر بنو الخير. رجع الوزير عمير إلى وليلي وأخبر الإمام بالأرض التي استحسنها.

 ‏

خرج الإمام بنفسه ليطلع على المكان ويتفحصه، أعجبه، استقدم السكان المقيمين هناك وكانوا في قتال بينهم بسبب تباين أديانهم، فمنهم المسلمون والنصارى واليهود والمجوس. كان بنو يزعتن ينصبون مضاربهم في المكان الذي دعي فيما بعد بعدوة الأندلس. كانوا مجوساً وبيت نارهم بالشيبوبة. وبنو الخير الزواغيين يقيمون بعدوة الأندلس، حضروا بين يديه أصلح بينهم فأسلموا، ثم اشترى منهم الغيضة مكان المدينة، اشترى أولاً موضع عدوة الأندلس من بني يزغتن بألفين وخمسماية درهم، ثم موضع عدوة القرويين من بني الخير الزواغيين بثلاثة آلاف وخمسماية درهم) وكتب العقد بشراء الأرض الكاتب الفقيه أبو الحسن عبد الله بن مالك الخزرجي الأنصاري وذلك سنة ١٩١ هـ / ٨٠٧م١).


وبعد أن تمت عملية شراء الأرض نزلها الإمام إدريس وضرب قبابه بالموضوع المعروف بجرواوة، أحاطه بسياج من الخشب والقصب خطط المدينة، ثم رفع يديه نحو السماء وقال : اللهم اجعلها دار علم وفقه يتلى بها كتابك وتقام بها سنتك وحدودك، واجعل أهلها متمسكين بالسنة والجماعة ما أبقيتها. بسم الله الرحمن الرحيم ( والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ).


ثم شرع في البناء نهار الخميس غرة ربيع الأول سنة ١٩٢ / هـ ٤ كانون الأول ۸۰۸ م أخذ المعول وبدأ بحفر أساس السور ثم تبعته العمال بعد ذلك.


ابتدأ ببناء السور من جهة القبلة فتح باباً سماه باب القبلة وتلاه بباب آخر بين الفوارة وزيتون ابن عطية سماه باب الغـوارة ويؤدي إلى سجلماسة. ثم مر بالسور على المخفية فإلى الوادي الكبير ثم إلى برزخ وفتح هناك باباً سماه باب المخفية ثم سار بالسور إلى الشيبوبة ففتح باب الشيبوبة. وتابع بناء السور فترك في منطقة رأس حجر الفرج باب أبي  سفيان (المصور رقم١٠). ومنه كان طريق الريف. وفي جرواوة فتح باب الكنيسة إلى جهة الشرق وعرف فيما بعد بباب الخوخة.


وخصص الإمام المكان الواقع خارج باب الكنيسة لإقامة المرضى حيث الهواء الغربي الذي يهب كثيراً على المنطقة، يحمل روائحهم وجرايتهم بعيداً فلا يصل إلى سكان المدينة شيء من ذلك. وليكون تصريف الماء الناجم عن غسلهم خارج البلد). وقد استمر الإمام ببناء السور حتى وصل إلى باب القبلة.


وبعد أن أتم بناء السور انصرف لبناء الجامع فأقامه قرب رحبة البير دعاه بجامع الأشياخ وأقام به الخطبة.


استمر الإمام إدريس مقيماً بجرواوة. وقد سميت هذه العدوة باسم عدوة الأندلسيين وذلك لنزول العرب الوافدين إلى المغرب فيها. وكانوا يقدرون بثمانية آلاف أسرة سنة ۱۹۲ هـ / ۸۰۸ م. فلما استقروا فيها شرعوا بالبناء في كافة الاتجاهات من ناحية الكدان ومصمودة إلى الغوارة وحارة الكنيف والرميلة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب