لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التراث والتاريخ الثابت والمتحول عند ابن خلدون - محمد الخماسي pdf





معلومات عن المقال :


العنوان : التراث والتاريخ الثابت والمتحول عند ابن خلدون.


المؤلف : محمد الخماسي.


المصدر : أعمال ندوة التاريخ والتراث.


الناشر : جامعة الزيتونة - المعهد الأعلى للحضارة الإسلامية


تاريخ النشر : 2000.


الهيئة المسؤولة : جامعة الزيتونة، وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا والمعهد الأعلى للحضارة الإسلامية.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من المقال :


"يقول ابن خلدون متحدثا عن تبدّل الأحوال : إنّما هو اختلاف على الأيام والأزمنة وانتقال من حال إلى حال.... إلى قوله : فما دامت الأمم والأجيال تتعاقب في الملك والسلطان لا تزال المخالفة في العوائد والأحوال واقعة .. فهو يربط بين الاختلاف على الأزمنة وبين التعاقب على الملك والسلطان الشيء الذي يوحي بنظرة خطية للزمان مسترسلة تتناقض مع فكرة الانقلاب الكلّي أو القطيعة التي لاحظناها سابقا في قول ابن خلدون : وكأنّه خلق جديد.. وهو ما يغفل عنه المؤرخون كما يلاحظ ذلك صاحب المقدمة فيشير إليه قائلا : فربما سمع السامع كثيرا من أخبار الماضين ولا يتفطّن لما وقع من تغير الأحوال وانقلابها، فيخرجها لأول وهلة على ما عرف ويقيسها بما ،شهد وقد يكون الفرق بينها كثيرا فيقع في مهواة من الغلط .. وعليه لا يفوتنا أن نلاحظ وجود ثلاث صور للتطور أو التبدل عند ابن خلدون تتعلق بتطور الزمان الذي تتعاقب فيه الأحداث وبمنطق قيام الدول وبتسلسل أنواع الموجودات وصدورها عن بعضها.


ا - صورة خطية تتعلق بتطور الزمان الذي تتعاقب فيه الأمم فالزمان هو وعاء للأحداث التاريخية والزمان ماض وحاضر ومستقبل فهو إذا عبارة على امتداد خطي مسترسل من الماضي إلى المستقبل.


2 - صورة عمودية تتعلق بتطور الكائنات الحيّة من النبات فالحيوان فالإنسان فالملائكة لم نتعرض إليها في هذا العمل الوجيز.


3 - صورة دائرية تتعلق بأطوار الدول وبمنطق تكوينها وانقراضها لا نحتاج إلى تحليلها وإفاضة الكلام فيها هنا.

أما الأولى فهي تمثل صورة الزمان الخطي الذي تقع فيه الأحداث وتجري الوقائع وتتعاقب الأمم والأجيال. فقد فرق ابن خلدون بين الفرس الأولى والفرس الثانية والأم التي أتت معها بعد بني إسرائيل والنبط فألفاظ الأولى والثانية والماضي وأتت من بعدهم تدل على هذا التقدم الخطي في الزمان.


وأما الصورة العمودية فقد اقترنت بنظرية في تطور الكائنات الحية مصبوغة بنزعة ميتافزيقية وحكم قيمي تفضيلي يرتب الكائنات من الجماد إلى الملائكة لتبرير وجود كائنات عاقلة قادرة على الاتصال بالغيب مثل الكهنة والأنبياء.


وأما الصورة الثالثة والتي تتعلق بالدول وأطوارها ومنطق قيامها وانقراضها فقد اقترنت بدناميكية نشوء السلطان ومنطق قيامه وكيفية انتقال الملك من دولة إلى دولة أو إن شئنا قلنا إنّها تتعلق بمنطق التغير الاجتماعي والسياسي الذي يكون مع نظرة الزمان الخطي جدلية التاريخ عند ابن خلدون.


ليس التاريخ عند صاحب مقدمة كتاب العبر ذا بنية دائرية بل إنه ذو بنية لولبية. لكل دولة بنية دائرية لكن مجمل البنى الدائرية (أي نمط تكون الدول)، تتعاقب كما في قول ابن خلدون في الزمان فينجم عن ذلك خط من الدوائر المتتالية التي تمثل حلقاته تلك. لكن كل حلقة جديدة ليست مواصلة للحلقة السابقة عليها مباشرة بل إنها قد قامت على أنقاضها السياسية الملك بالاستبداد أو على الأقل استغلت بعض معطياتها العصبية لتدعيم سلطانها وإطالة أمدها الملك بالمظاهرة)، وفي كل الحالات تبقى البناءات والآثار الضخمة والعمران والعادات التي يقع تغييرها تدريجيا إلى أن يظهر الأمر بعد حقب تاريخية وكأنه خلق جديد، أي يؤول الأمر إلى قطيعة بين الماضي والحاضر.


يمكن القول إذا إن تصوّر التاريخ عند ابن خلدون هو تصور جدلي يمزج بين بنية دائرية للدولة تتكرر في مستوى زمان خطي وفق تركيبة لولبية تعتريها من حين إلى آخر قطيعة في الحياة وفي العادات تحتاج إلى قطيعة في المفاهيم التي يوظفها المؤرّخ وفي المنهج الذي يسلكه. ذلك ما حدث في عهد ابن خلدون على حد قوله : وإذا تبدلت الأحوال جملة فكأنما تبدّل الخلق من أصله، وتحوّل العالم بأسره، وكأنه خلق جديد ونشأة مستأنفة، وعالم محدث، فأحتاج لهذا العهد من يدون أحوال الخليقة والآفاق وأجيالها والعوائد والنحل التي تبدلت لأهلها ويقفو مسلك المسعودي لعصره ليكون أصلا يقتدي به من يأتي من المؤرخينمن بعده. لقد اعتقد ابن خلدون أنّه أدرك هذه الحالة التاريخية فلم يتوان عن قلب أوضاع علم التاريخ وعن كشف نواقصه بل أنه طور ما وجده في التراث العلمي لعصره وأمته وحرك سواكنه فجعله يتحول ويحدث تلك النقلة النوعية التي أملتها عليه سنة التبدل التاريخي.


لكن صاحب المقدمة لم يكن له نفس الموقف من بقية التراث، فقد تعامل مع المقدس الإلهي والمقدس الأميري ومقدس الرأي الساذج السائد تعامل ناقل منحاز أو راوية متكسب أو جاهل بأحوال العمران ساذج وهي بعض الأخطاء التي أحصاها ابن خلدون عن المؤرخين فتراه يرفع من شأن الخرافة ويؤمن بها إيمان العجائز. وقد ظهر ذلك في كل مرة تعرض فيها للإخبار عن أمر يهم الدين أو السلطان أو الشائع من الآراء ونحن نسوق منها ثلاثا من باب الذكر لا الحصر.."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب