مقالة "الإخباري المخزني بين التاريخ والسياسة: أبو القاسم الزياني نموذجا" تأليف د. محمد جادور - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
العنوان : الإخباري المخزني بين التاريخ والسياسة: أبو القاسم الزياني نموذجا.
المؤلف : الأستاذ، محمد جادور.
الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك – مختبر المغرب والعوالم الغربية.
المصدر : أعمال الحلقة الدراسية : التاريخ والسياسة مقاربات وقضايا.
الجهة المسؤولة : كلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك – مختبر المغرب والعوالم الغربية.
عدد الصفحات : 17.
حجم المقال : 0.8 ميجا بايت.
صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من المقالة :
"حدث نهب محلة السلطان سنة 1819م
لما قدم محمد والحسن امهاوش الذي جاء بفرقة أمازيغية بدعوة من أندلسيي فاس لدعمهم في مواجهة الوداية على يد بن حموا المطيري اجتمع ابن حموا وابن الغازي ومحمد والحسن واحمد ابن الجلالي الحسناوي وقضوا الليلة بفاس بمنزل ابن سليمان، وأحضروا المفتي اللعين وفقهاءه الذين كتبوا معه على كتاب الخلع الذي زعموا أن أمير المؤمنين المولى سليمان خلع نفسه ولم (يعد) في الملك فقرأه ابن الغازي، وسببه ان اهل فاس كتبوا لامير المؤمنين بما لحقهم من عيث الوداية فكتب لهم الجواب، وقال في عنوانه هذا الكتاب يحضر لقراءته على اهل فاس الفقيه السيد محمد بن إبراهيم وسيدي محمد بن الطاهر والفقيه السيد بلقاسم الزياني والحاج الطالب بن جلون ولما دخل بيد ابن إبراهيم ووجد الازياني حاضرا لقراءته ضرب على اسمه وسوده سود الله وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه واهمل ابن الطاهر وابن جلون وبدل وحرف وزاد بخطه فيه ما زاد وقواه على أهل البغي كما أراده.
وفي هذا السياق، بعث المولى سليمان برسالة إلى أهل فاس يدعوهم فيها بالصبر في مواجهة تعسفات الوداية، وينصحهم بالتحالف مع الامازيغ لكونهم أحسن من العرب، ولان بوبكر المهاوش رجل خير وتقي وقادر على حمايتهم. واعتبر أن الجند حين يعجز يبحث عن تنصيب سلطان غر جاهل وربما فاسق . وإذا أراد الله أمرا هيأ له أسبابه، وإن تخليت عن هذا الأمر فقد تخلى عنه من هو أفضل مني الحسن بن علي وفاطمة رضي الله عن جميعهم.
وتساءل الزياني هل في هذه الرسالة خلع أو تسليم؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون إشارة ونصيحة؟ ولهذا السبب شطب المفتي على اسم الزياني، ومنعه من حضور قراءتها على أهل فاس و لخساسته ودناءته ليلا ينازع ويعارض فيما بدل وزاد وحرف، وفي الكذب والبهتان أسرف ودعا لإعانته أهل جلدته من الفساق ورءوس أهل النفاق... فاجتمع لذلك من ندبوه من رءوس الاجلاف، ومن وافقهم من العرب أحلاف. وكانوا معهم كما أورد الزياني مجموعة من الرسائل معظمها يصب في اتجاه الدفاع عن الأطروحة الرسمية، والبحث عن تبرير للوضع السياسي القائم انطلاقا من الزاوية التي كان يقف فيها وينظر للأحداث والملاحظ أنه ركز على ما يتعلق بفئة الأندلسيين واستهل بموقف المولى اليزيد ثم المولى سليمان منهم. والظاهر أن تحامل الزياني على هذه الفئة يرتبط أساسا بالدور الريادي الذي لعبته في فتنة فاس على عكس أكنسوس الذي حمل الرماة المسؤولية . . ومن بين هذه الرسائل
- رسالة من السلطان إلى الطيب البياز وعبد السلام الخطيب وقدور المقرف في شأن سجن بلقاسم الزياني داخل الضريح الإدريسي «فرميتموه بأنواع الوبال وفوقتم له سهام النكال وأغريتم به ابن أخينا فبدد ،عشه وتبع خاطر من خدعه وعري بضريح مولانا إدريس وسر بما وقع به کل خسیس و نحيس، ولم يراع خدمته لنا ولابيه ولجده. فأمر السلطان بتوجيهه إليه.
- رسالة إندارية من السلطان إلى شرفاء أهل فاس وعامتهم في شأن سجن علي ابن السلطان وقصف منزله بالقنابل والمدافع ونهب داره ونسائه، وحل بيعته من خلال إتباع السفهاء المختصين في الزور والبهتان كيف, وقد منعتم الفاسي المارق الكتاني الوضيع وأزلتموه من يد خدامنا فيا له من صنع بشيع ... وعدتم رعايا البربر الاجلاف، يعاملونكم بقلة الإنصاف ... وقد بددتم في هذه المدة القليلة أزيد من الالفين قنطار على السفهاء والبربر والفجار ...
- رسالة السلطان إلى الاشراف العلويين واللمطيين بفاس، بخصوص سجن ولده ونهب دياره، يتهم فيها الأندلسيين بأنهم أصل كل فساد ينشأ بأي دولة نزلوها أو بمدينة فاس. واستغرب أن يكون اللمطيون كذلك لما اغتروا بكلام السفهاء الذين يعدونهم فقهاء وتبعوا الاندلسيين في فسادهم.
- رسالة اليزيد لأهل فاس لما بويع أيام والده. يا أهل فاس وأبخس الناس، اعلموا أنكم في هذا المصر كنخالة مختلطة من بر وشعير أو مزبلة مجتمعة من حثالة كل عصير، ثم انتقد بشدة أهل الأندلس الذين اتهمهم بالغدر والنكاية منذ نزولهم
بأرض المغرب.
خروج أهل الأندلس على المولى سليمان رغم الامتيازات التي منحهم إياها كإسقاط المكوس عنهم، فأنكر الأندلسيون هذا الصنيع الجميل وقاموا للخروج عليه... واستمر الحال على ذلك أياما والحرب قائمة بينهم وبين الوداية تركت النساء أياما ولما اجتمع بفاس قبائل جالوت أهل الخبث والطاغوت، تحالفوا مع معتقد الناسوت واللاهوت أنهم إخوانا وعلى من خالفهم أعوانا. واقترح ابن الغازي إقامة سلطان عادل يعوض السلطان القائم من خلال بيعة إبراهيم بن اليزيد، واشترط موافقة الشيخ سيدي العربي الدرقاوي وحضر وقروا عليه وثيقة الخلع. ولما أصبح حضر أهل الديوان ببيت الوزير ابن سليمان، وحضر المفتي ورفقاؤه والوزير وسفهاؤه، وشهدوا على الأمراء والاعيان وقيدوا أسماء غيرهم والرعيان وتمت بيعة السلطان، وكتبوا بها المكاتب وجهوها لكل الأوطان، وذلك يوم الخميس ثاني عشر من المحرم من عام ستة وثلاثين ومائتين وألف. وقصدت طائفة من القوم دار الزياني، وهي منزعجة ووجوها مصفرة لعلمها بموقفه «سيما وقد سفهت رأي طلبتهم فيما اقترفوا وزيفت شهادتهم فيما بذلوا وحرفوا، وكتبت أبطل ظلالهم بالنصوص الصحيحة والاحاديث الصريحة.
كما اتخذ الزياني موقفا ممن سماهم المحرفين والمبتدعين، والذي عمد فيه إلى توجيه انتقاد شديد اللهجة للأمازيغ، إذ قدم جردا لتاريخهم، وانتقد وجهة نظر ابن خلدون في شأنهم، وقابل بينهم وبين العرب.
وواصل في رسالته الحديث عن المضايقات الكبيرة التي كانت تتعرض لها شيعة سليمان من ضرب وسجن من طرف ممن أسماهم السفهاء، حيث كانوا يضطرون للاجتماع في السر والخفاء بالاجنة والفدن."
رابط التحميل