لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب السلطان الشريف، الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب PDF تأليف د. محمد نبيل ملين

 كتاب السلطان الشريف، الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب تأليف د. محمد نبيل ملين - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : السلطان الشريف، الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب.


تأليف : الدكتور محمد نبيل ملين.


ترجمة : عبد الحق الزموري وعادل بن عبد الله.


الناشر : المعهد الجامعي للبحث العلمي - جامعى محمد الخامس - السويسي.


عدد الصفحات : 441.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 




مقتطف من الكتاب :


"استقبال السفراء


كان أحمد المنصور نشيطا جدا على الصعيد الدولي خلال فترة حكمه فاستقبل العديد من السفراء القادمين من إسبانيا والدولة العثمانية و انگلترا وفرنسا وهولاندا وبورنو والسودان ودول أخرى. وكان الاستقبال المخصص لهؤلاء السفراء يخضع لمراسم دقيقة.


فعندما يقدم السفراء عبر البحر كان يقع استقبالهم وتولي شؤونهم في مرسى اسفي أو على أبواب ثغر مازاگان المحتل [الجديدة حاليا] وذلك بالنسبة إلى المبعوثين الأوروبيين وفي تطوان بالنسبة إلى المبعوثين العثمانيين. وكان العثمانيون يستطيعون دخول المغرب عبر البر. وفي هذه الحالة كان من المؤكد أنهم يُستقبلون رسميا في تازة. ومن المرجح أنّ السفراء السودانيين كانوا يُستقبلون في لكتاوة أو في سجلماسة. وما ان يصل السفراء حتى تتم المسارعة بإرسال كتاب إلى السلطان أينما كان. وفي انتظار الرد كان السفراء يعاملون ببالغ الإكرام ويتم تنظيم احتفالات عديدة على شرفهم. ولكي يُعبّر عن تقديره لمكانتهم كان السلطان يُرسل إليهم جيادا من اصطبله الشخصي ودواب لحمل أمتعتهم وكان السفراء بعد ذلك يلتحقون بمكان إقامة السلطان. وإذا كان السلطان في حركة كانت تنصب لهم الخيام قريبا من الأفراك. أمّا إذا كان في الحاضرة فكان يتم إنزال السفراء المسلمين في منزل جميل من منازل القصبة بينما كان السفراء النصارى يُنزلون في الحومة اليهودية المسماة الملاح. وأثناء إقامتهم بالمغرب يتولى المخزن نفقات هؤلاء السفراء وكانوا يستقبلون مرات عديدة من لدن السلطان الأمر الذي يسمح بإقامة مراسم رسمية. وقد وصلنا وصف لاستقبال سفارتين إحداهما اسبانية والأخرى من إمارة .بورنو. وقد تم تأكيد الجزئيات الواردة في هذين الوصفين عبر معلومات متناثرة هنا وهناك في مصادرنا العربية والاوروبية.


وصلت سفارة إسبانية يقودها والي مليلية بدرو فانيگاس دي كوردوبا Pedro Vanegas de Cordobal] إلى اسفي في 11 يونيو 1579. وعند اطلاعه على خبر وصولها وخطورة مهمتها أرسل الوالي إليها عدة زوارق ومركبا شراعيا مجهزا جيدا للسفير وأهم مساعديه وما إن تحرك المركب الشراعي الذي يحمل السفير حتى أطلقت ثلاثة مراكب حربية اسبانية طلقات في الهواء. وقامت ثلاثة مراكب أخرى أحدها فرنسي والآخر هولاندي والثالث انگليزي بتقليد المراكب الإسبانية وذلك لما صادف من وجودها في الميناء. وعند وصوله إلى الشاطئ وجد السفير في استقباله قائد حامية المدينة يرافقه ثلاثة من حملة الرايات على الجياد ومائتي فارس بثياب الاستعراض بالإضافة إلى جوقة موسيقية. وطبقا لعرف محلي لم يكن يحق للسفراء النصارى أن يطؤوا التراب المغربي قبل أن يصدر الإذن السلطاني بذلك. ولهذا تمّ حمل بدرو فانیگاس منذ أن بلغ الشاطئ من طرف عشرين مغربيا ووضعوه في الحال على جواد. وفي تلك اللحظة بالذات توجه قائد حامية المدينة بالتحية إلى الوفد الإسباني.


تحرك الموكب بعيدها في اتجاه المدينة مسبوقا بالرايات ومحاطا بالفرسان. وكان الإعلان عن الوصول إلى القصبة بطلقة مدفعية. وبعد ذلك تم إنزال السفير في منزل جميل داخل الملاح. وبعث قائد الحامية في الحال برسالة إلى السلطان يُعلمه فيها بوصول السفير الإسباني. ولم يكن رد السلطان ليتأخر كان يجب أن يعامل سفير فيليب الثاني بكل احترام وأن يُحضر له كل ما يحتاج إليه. بل إنّ السلطان قام بإرسال أحد المقربين منه وهو القائد منصور ليرافق السفير إلى مراكش ومعه مائتي فارس من العلوج والأندلسيين.


وعند بلوغه اسفي في 18 يوليو 1579 نصب القائد منصور خارج المدينة معسكرا للسفير وبطانته وحرسه من ثلاثين خيمة. وأرسل السلطان ستة جياد من اسطبله الخاص. وبعد بضعة أيام من تبادل المجاملات أخذ موكب البعثة القشتالية طريق مراكش. وفي 26 يونيو وصلت البعثة إلى منتجع سلطاني بالمنارة بالقرب من مراكش حيث أمضى السفير الإسباني ليلته وقد كان في استقباله القائد رضوان قائد الجيش ووالي مراكش.


دخل الموكب الإسباني المدينة الحمراء يوم 28 يونيو تحت حراسة القائد منصور حيث استقبل بحفاوة من لدن التجار الإسبان والأوروبيين ثم من طرف فيلق من الحرس السلطاني يتكوّن من مائتين من حملة الطبر وأربعة وعشرين سولاقا وأربعة عشرين بياكا وكان الجميع في ملابس رائعة وقد اصطقوا في شكل سماطين. وجاء من بعدهم عشرون قائدا من أهم قواد السلطنة وعلى إثرهم القائد رضوان ليؤدوا لهم التحية. وبعد محادثة قصيرة بالإسبانية جاب السفير برفقة طائفة من النخبة العسكرية للبلاد عدة شوارع قبل أن يبلغ المكان الذي خُصص لإقامته.


ومن الغد طلب بدرو فانیگاس رسميا الدخول على السلطان الشريف. ضرب له هذا الأخير موعدا للقائه يوم الخميس صباحا وأرسل له جيادا عديدة لتنقله. وعند وصوله إلى باب القصر كان في استقبال السفير بعثة من القواد على رأسهم القائد رضوان. وعلى عتبة القصر كان على فانیگاس ومن معه أن يترجّلوا إذ لا يحق إلا للسلطان أن يدخل القصر وهو راكب مرت البعثة على باب أوّل يحرسه اثنان من القابجية أي حراس القباب بالتركية. ومن هناك مروا برواق يوجد في طرفه باب آخر يحرسه أيضا اثنان من القابجية كذلك. وعبر ذلك الباب دخل السفير مرفوقا ببعض الأفراد من بعثته وبالقائدين رضوان ومنصور إلى قاعة عظيمة حيث يوجد عدد كبير من الأعيان. وبعد تبادل عبارات المجاملة كان على السفير ومرافقيه والأعيان أن يعبروا فناءًا عظيمَ الزخرفة قبل أن يصلوا أخيرا أمام القبة السلطانية أو قاعة الاستقبال.


 ولم يُسمح بالدخول إلى قاعة الاستقبال إلا للسفير بدرو فانيگاس والوکیل دییگو مارین [Diego Marin والخادم كان يحمل الهدايا وللقائدين رضوان ومنصور. وكان في استطاعة البقية أن يتمتعوا بالعرض انطلاقا من ساحة مجاورة. وكان يحرس أبواب القبة عبدان أسودان هما على الأرجح من الخصيان وكان مولاي أحمد يجلس على الفرش يحيط به ثمانية من كبار الأعيان الذين لا شك في أنه كان من بينهم القائد ابراهيم السفياني قائد القصر السلطاني وعزوز الوزكيتي الحاجب السلطاني. وقبل أن يدخل القاعة قام السفير بخلع نعليه ونزع قبعته وانحنى مرة أولى ثم تقدم بضع خطوات قبل أن ينحني مرة ثانية وعند وصوله إلى طرف السجادة السلطانية نزل السفير على ركبته وقام بتحية الملك الذي أمره بالجلوس على يمينه وبوضع قبعته على رأسه. وبعد تبادل للمجاملات رفع السفير رسالة الملك فيليب الثاني إلى السلطان الشريف وقدّم له الهدايا التي بعث بها إليه سيده."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب