لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس؛ الفن والعمارة، التاريخ الاجتماعي، التاريخ الاقتصادي، الفلسفة، الدراسات الدينية، العلم والتكنولوجيا والزراعة - الجزء الثاني pdf تأليف د. سلمى الخضراء الجيوسي

 كتاب الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس؛ الفن والعمارة، التاريخ الاجتماعي، التاريخ الاقتصادي، الفلسفة، الدراسات الدينية، العلم والتكنولوجيا والزراعة - الجزء الثاني - تأليف د. سلمى الخضراء الجيوسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس؛ الفن والعمارة، التاريخ الاجتماعي، التاريخ الاقتصادي، الفلسفة، الدراسات الدينية، العلم والتكنولوجيا والزراعة.


الجزء : الثاني.


تحرير : د. سلمى الخضراء الجيوسي.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"العصر الذهبي للعلوم في الأندلس


يسبق أوج الازدهار الحضاري لبلد ما عادة بداية تدهوره السياسي، وهذا ما حدث في بلاد الأندلس فعلاً إذ حلّ عجز ملوك الطوائف محل الهيمنة السياسية والعسكرية لدى تجمع مسلمي شبه الجزيرة الايبيرية في عشر أو اثنتي عشرة دويلة وحصولهم على السلم لقاء دفع جزية سنوية لعجزهم عن ردّ هجمات النصاري في الشمال، بينما عاش حكامهم حياة مترفة وانغمسوا في صراعاتهم الطائفية وملذاتهم التي أدت بهم في بعض الأحيان إلى رعاية العلماء في شتى نواحي المعرفة. وهكذا، أضفى ملوك سرقسطة بنو ،هود حمايتهم على الفلاسفة ورجال الأدب، ورعى ملوك طليطلة، بنو ذي النون العلماء وحمى ملوك إشبيلية، بنو عباد، الشعراء، ... إلخ. ولم يقتصر سخاء ملوك الطوائف على من برز في المجالات المذكورة وحدهم، بل شمل أيضاً كل المبرزين المقيمين في دويلاتهم والمسافرين الذين مروا بها.


 وعلى سبيل المثال، لجأ الباجي وابن السيد بعض الوقت في سرقسطة، كما أدخل الكرماني، أحد تلامذة مسلمة المجريطي، رسائل إخوان الصفاء إلى الأندلس التي نفذت أفكارها في ما بعد إلى أوروبا - عن طريق نجهله - كما لجأ الفلكي الزرقاني الطليطلي، تحسباً لزحف النصارى على مدينته إلى قرطبة، التي دانت آنذاك لحكم المعتمد الإشبيلي، كما هاجر الشاعران الصقليان أبو العرب وابن حمديس اللذان شهدا سقوط وطنهما بأيدي النورمانديين إلى إشبيلية ومن جانب آخر، نزح العديد من علماء الأندلس، ولا سيما في القرن السادس للهجرة / الثاني عشر للميلاد، إلى شمال إفريقية والمشرق هلعاً من هزائم حكامهم المتواصلة، وربما كانت موجات الهجرة تلك وراء معرفة المشرقي ابن الشاطر بعد مضي بضعة قرون المسلمة المجريطي ت نحو (۳۹۷هـ / ۱۰۰۷م) ووراء استعمال سلطان اليمن الرسولي، الملك الأفضل، لكتاب الخبير الزراعي الأندلسي ابن بصال الموسوم كتاب القصد والبيان. الخ.

 ‏

 ‏ ولدينا معرفة كافية حول تطور العلوم إبان تلك الفترة بفضل ما دونه القاضي صاعد الطليطلي الذي يسمى أحياناً ابن صاعد (ولد سنة ٤٦٢ هـ / ١٠٧٠م)، في كتاب طبقات الأمم الذي يعد بحق تأريخاً شاملاً للعلوم (يأتي ذكره في النصوص الإسبانية عادة تحت عنوان «Libro de las Categorias de las Naciones». ويشكل هذا العمل الذي وصلنا، كالعادة، مع بعض الحذوفات أرشيفاً حقيقياً للمعلومات إلى درجة أنه يتوفر على أسماء الشباب الواعدين في فترة إعداد الكتاب.


ومن المعاصرين لصاعد الطليطلي عالم الكيمياء أبو القاسم مسلمة المجريطي الذي ينبغي عدم الخلط بينه وبين عالم الفلك ذي الاسم المرادف تقريباً، صاحب کتاب درجة الحكيم الذي يتوفر مصادفة على وصف بعض التجارب التي أجراها المؤلف بنفسه تدلّ إحداها على احتمال معرفته بمبدأ حفظ المادة. وضمن مجموعة المؤلفين - الذين يحار المرء في تسميتهم بالتقنيين الفنيين أو بالعلماء يجب إدراج اسم أحمد أو محمد بن خلف المُرادي، وهو شخصية بقيت مجهولة إلى ما قبل عقدين، تم اكتشافها» لدى دراسة عمله الموسوم كتاب الأسرار في نتائج الأفكار المحفوظ في مخطوطة يتيمة نسخها إسحاق بن السيد شيخ الفلكيين في بلاط الملك الحكيم الفونسو العاشر.


إن المؤلف المرادي أهمية عظيمة، فعلى الرغم من أن المخطوط الوحيد مصاب بالتلف بنسبة ٤٠% تقريباً إلا أنه في الإمكان إعادة تنظيمه من جديد بصورة شبه تامة. يصف كتاب الأسرار ونتائج الأفكار عدة ساعات مائية يمكنها التحرك على فترات زمنية محددة - الأمر الذي يسمح باستعمالها كساعات - وبصورة مضبوطة مسبقاً، وبعبارة أخرى إننا نجد أنفسنا إزاء الكتاب الفريد من نوعه في بلاد الأندلس حتى الآن، والذي يمكن مقارنته بأعمال أهون وبني موسى والجزري، كما يتوفر الكتاب على جانب مهم ثانٍ ذلك أن الطريقة التي يعالج المرادي موضوعاته بها تشير إلى احتمال عدم وجود سابق له فالمصطلحات التي يستعملها تختلف، في زوج من المفردات الدالة عن تلك المستعملة من قبل هؤلاء، وكل ذلك يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا إما في حضرة مخترع أصيل وإما إزاء ممثل لتراث محلي للحرفيين الفنيين. وهو يبدو، بالصورة عينها، مستقلاً عن مخترعي الساعات المائية مثل ابن فرناس والزرقالي. وعلاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المرادي استعان بعنصر الزئبق بغية التحكم في آلية «لعبه المكانيكية استعمل الجزري كرات معدنية لهذا الغرض)، وذلك بجعل الزئبق يتنقل داخل ذراعي القسطاس الرئيسي للنظام. وتبرهن الماكنة الأولى بعد أن تم تركيبها من جديد على كفاءة الآلية الحركية وهذه هي في اعتقادي، المرة الأولى التي تستخدم بهذه الطريقة.


من المناسب الإشارة الآن لدفع الحاجة إلى الإصرار في ما بعد، إلى أن المخطوطة المعنية تضم رسائل لكتاب عديدين تتميز منها واحدة بوصف ست مكائن قادرة على تبوليد حركة دائمة، وقد قام المهندس الحرفي فرانسيس فيللار دي هونيكورت (Frances Villard de Honnecourt) عاش في حدود سنة ٦١٧هـ/ ١٢٢٠م) بإنتاج واحدة منها، على أقل تقدير. 


وفي استطاعتنا أن تتوغل في ميدان الزراعة بقدر أكبر من الثقة، بفضل معرفتنا لتاريخها الذي أعادت لوسي بولنز (Lucie Bolens) تدوينه لنا في الآونة الأخيرة، فنحن نعرف أن مجموعة من الزراعيين قد عملوا تحت حماية المأمون بن ذي النون في طليطلة أولاً، ثم في إشبيلية لاحقاً، وعلى الرغم من عدم : تأكدنا من تواريخهم، يبدو أنه من الممكن تأطير أنشطتهم ضمن عصر الطوائف، أو على أقل تقدير، في مطلع عصر المرابطين. لقد وصلنا القسم الغالب للنصوص بشكل ناقص، ذلك أنها ترد ضمن شذرات دونت في وقت متأخر جداً من قبل مؤلفين أفارقة، وتمكن الإشارة إلى أعمال الطبيب ابن وافد (۳۹۸) - ٤٦٧ هـ / ١٠٠٧ - ١٠٧٤م) وابن بصال الطليطلي وأبي الخير وابن حجاج الإشبيلي والطغنري، الذي انتقل إلى غرناطة عقب اتمام دراسته في إشبيلية، والذي لابد أنه كان من أدباء زمانه البارعين بحكم ورود ترجمة له في كتاب الذخيرة لابن بسام (ت) ٥٤٢هـ / ١١٤٧م) . أما آخر أولئك الزراعيين، ونعني به ابن العوام ( عاش بين (٥١٢هـ / ١١١٨م و ٦٦٣هـ / ١٢٦٥م) ، فقد كتب رسالته بطريقة موحدة ملتحمة إذ إنه رتب كل ما كتبه سابقوه في موضوع الزراعة كما ترتب الفسيفساء.


يضعنا تحليل تلك الرسائل إزاء خليط من التقاليد الزراعية ترجع أصولها إلى حضارتي وادي الرافدين ،والنيل انتقلت إلى العصر الوسيط بفضل كتاب الفلاحة النبطية لابن وحشية، فتأثيرات التقاليد الزراعية القرطاجية والرومية والهيلينية تختلط بتقاليد الحضارتين المذكورتين بفضل النسخة العربية للـ Geoponika» البيزنطية. إن الكمية الضخمة للاقتباسات عن المؤلفين التي تتوفر عليها هذه الرسائل الأندلسية هي اقتباسات غير مباشرة، بمعنى أنها لا تصدر عن نصوص المصادر الأصلية، تماماً مثلما يفعل ابن أبي الرجال في موضوع التنجيم كما تذكر الرسائل مصادر مثل الفلاحة الهندية والفلاحة الرومية، الذي يُمكن نسبته إلى رجل يدعى قطوس يحتمل أن يكون شخصية اختلقها علي بن محمد بن سعد في منتصف القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي وعلى أي حال أنشأ مزارعو الأندلس حدائق بستانية في طليطلة وإشبيلية في القرن الرابع الهجري/ الحادي عشر الميلادي وحاولوا التعرف على طرق أقلمة النباتات الغريبة في الأماكن التي عملوا فيها بغية تحسين أنواع الغلات والمحاصيل عن طريق المعاينة الدائمة لردود فعل تلكم النباتات وللتربة التي عاشوا عليها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب