لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس؛ التاريخ السياسي، الأقليات، المدن الأندلسية، اللغة والشعر والأدب، الموسيقى - الجزء الأول pdf تأليف د. سلمى الخضراء الجيوسي

كتاب الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس؛ التاريخ السياسي، الأقليات، المدن الأندلسية، اللغة والشعر والأدب، الموسيقى - الجزء الأول - تأليف د. سلمى الخضراء الجيوسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس؛ التاريخ السياسي، الأقليات، المدن الأندلسية، اللغة والشعر والأدب، الموسيقى.


الجزء : الأول.


تحرير : د. سلمى الخضراء الجيوسي.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"يمتد تاريخ الأندلس، أي تاريخ الإسلام في إسبانيا، عبر تسعة قرون، من ٩٢هـ / ٧١١م - ١٦١١م. وتمتد الفترة الموريسكية (Morisco) حوالي قرن من الزمان تزيد أو تنقص حسب دقة تحديدنا لتلك الفترة التي قد تبدو أول الأمر مرحلة تدهور مستمر بالقياس إلى ما حدث قبلها.


والواقع أنه لم تظهر في تلك الفترة بوادر ثقافية بارزة، سواء في الفنون أو الأدب أو الفلسفة؛ إذ لا يمكن توقع إنجازات كبرى من شعب يرزح تحت الاضطهاد والأكثر من ذلك أن جماعة الموريسكيين قد انتهى أمرها بشكل مباغت بفعل الطرد الجماعي بين عامي ١٦٠٩ و ١٦١١م ، ولم يبق منهم أي أثر في أي جزء من أجزاء شبه الجزيرة الأيبيرية. ولكن من الخطأ ألا تمعن النظر في هذه الفترة الأخيرة، لأننا إذا دققنا في ما حدث للجماعات المسلمة المختلفة في أصقاع إسبانيا فلا بد لنا أن تُعجب بشعب عنيد العزم في الحفاظ على هويته وثقافته، وفي مقاومة الهجمة المذهبية التي شنتها ضده أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت. ثم إن الذي يحمل على تفهم صحيح للمراحل الأخيرة من وجود الإسلام في إسبانيا مسألة أكثر من كونها تفصيلات مثيرة في ميدان التاريخ الثقافي. إذ لا يمكن أبداً نسيان الطريقة المباغتة التي تم بها رفض المسلمين المستقرين في إسبانيا وإقصائهم كجزء من عملية أوسع في تشكيل دولة ذات شعب واحد. إن حكايات الأسر المنحدرة من أصول عربية - إسبانية، والتي ما تزال تحتفظ باعتزاز بمفاتيح دورها في إسبانيا، قد تكون مما يتصل بالأساطير، لكن الأسطورة حقيقة حيّة بارزة ولا مفرّ من أن تكون استجابة العالم الإسلامي بأسره نحو ظهور الدول القومية في أوروبا متأثرة دوماً بما حدث عام ١٦٠٩م. ومن الجدير بنا أن نعرف ذلك الذي حدث.


يشيع استعمال مصطلح «الموريسكي» بين المؤرخين المحدثين. ويجري تعريف ليفي - پروفنسال levi-Provengal في الطبعة الأولى من موسوعة الإسلام (Encyclopaedia of Islam) بالشكل الآتي: اسم يطلق) في إسبانيا على المسلمين الذين بقوا في البلاد بعد أن استولى [الملكان] الكاثوليكيان فرديناند وإيزابيلا على غرناطة يوم ٢ كانون الثاني عام ١٤٩٢ وبعد زوال حكم آخر أمراء بني نضر». إن هذه العبارة تقصر عن جانب حيوي في معنى المصطلح. فمع أنها موضوعة في لغة مسبوكة، إلا أن من المفيد النظر في ما يورده معجم الأكاديمية الملكية الإسبانية في تعريف الموريسكي» تطلق على المغاربيين الذين بقوا وتعمدوا بعد استعادة إسبانيا» (ترجمتي من طبعة (١٩٥٦. يذكر هذا التعريف ميزة الموريسكيين الأساسية: وهي أنهم تعمدوا بوصفهم مسيحيين وحتى هذا التعريف يجانب الإشارة إلى أن تعميد هؤلاء «المغاربيين» (أي المسلمون لم يحدث بناء على إرادة حرّة من جانبهم. فلا غرابة أن تبقى غالبية هؤلاء على إسلامها أو كما ورد في اتهام إحدى محاكم التفتيش : لا يقلون إسلاماً عن مسلمي الجزائر». لكنهم كانوا مسلمين من نوع شديد الخصوصية: مسلمين سراً.


ولكي نتحاشى احتمال الخلط في المعنى، لا بد من الإشارة أن الكلمة الإسبانية موريسكي (Morisco) كانت تستعمل قديماً، بل حتى في هذه الأيام، بمعناها الأساسي الأصلي الذي يفيد موري) (Moorish) الإنكليزية (والصفة الإسبانية الموريسكي (morisco) توازي موري) (moro) قدر ما توازي الصفة الإنكليزية (Moorish) صفة (Moor). فعندما يتحدث مطران هيتا (Hita) مثلاً في كتاب الحب العفيف (بواكير القرن الرابع عشر الميلادي) عن القيثارة الموريسكية فإن الآلة المقصودة مورية في صفتها وليست موريسكية بالمعنى الخاص الذي نحن بصدده. ومن الناحية العملية ليست من صعوبة تذكر في التفريق بين المعنى العام والمعنى التاريخي المحدد المقصود في نص إسباني؛ أما الإنكليزية فليس ثمة من غموض.


 طوال ما يقرب من قرنين من الزمان قبل عام ٨٩٧هـ / ١٤٩٢م كان المسلمون في إسبانيا ينقسمون إلى قسمين أولهم يعيش في مملكة غرناطة المستقلة المسلمة العربية اللسان في عهد بني نضر، والثاني مسلمون يعيشون في كنف ممالك مسيحية شتي، يطلق عليهم اسم المدخنين وكانت شروط استسلام غرناطة عام ٨٩٧هـ / ١٤٩٢م تكرر بتعديلات بسيطة شروط الاستسلام التي فرضت على كثير من المدن والحواضر الأخرى عبر القرون وبوجه عام، كانت المدن التي تقاوم حتى النهاية يتم اجتياحها ويطرد سكانها، كما حدث في مالقة عام ٨٩٢هـ / ١٤٨٧م، بينما وحيث كانت المفاوضات تبدأ قبل أن تشرع القوات المسيحية في هجومها الأخير، كان المسلمون في العادة يسمح لهم بالعيش في كنف المسيحيين لو اختاروا ذلك. وفي نهاية القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي كانت ثمة جماعات كثيرة من المدجنين في جميع الممالك المسيحية بل كان ثمة أقلية صغيرة، لكن مزدهرة من المدجنين في مملكة نافار في منطقة البرتات). وبهذا المعنى يكون ليقي - بروفنسال قد جانب الصواب إذ أشار إلى كانون الثاني/ يناير ١٤٩٢م على أنه بداية فترة موريسكية متميزة. ففي ذلك التاريخ ليس لنا سوی أن نلاحظ زيادة كبيرة في عدد المدجنين - وخلاف ذلك لم يتغير أي شيء. ومن المؤكد أن ليس في الوثائق المعاصرة أية إشارة إلى كلمة «موريسكي» أو أية عبارة تفيد ذلك المعنى.


ولكن وجود مملكة مستقلة في غرناطة كان يمثل الضمانة الأخيرة لحقوق أرجاء شبه الجزيرة الأيبيرية ولم تكن غرناطة محض وجود عبر المسلمين في جميع. الجبال يمثل الملجأ الأخير كانت غرناطة بوصفها دولة إسلامية تعني أن الحكام المسيحيين - بل المسيحيون على جميع المستويات - يتوجب عليهم معاملة المسلمين باحترام. لقد كان بين جموع المسيحيين في جميع الأوقات من يود لو يرى مزيداً من المساعي لحمل زملائهم المواطنين المسلمين على اعتناق المسيحية، لكن مثل ذلك الحماس كان لا بد أن يُكبح ، لأن المسيحيين كان يمكن أن يجدوا أنفسهم في قبضة حکام مسلمين وكان الانتصار القشتالي عام ٨٩٧هـ / ١٤٩٢م بداية الفترة الموريسكية، ولكن لم يحدث أي تغير مفاجىء في الوضع في ذلك التاريخ في غرناطة نفسها ولا في أي جزء آخر من إسبانيا."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب