لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكنيسة والعلم؛ تاريخ الصراع بين العقل الديني والعقل العلمي pdf تأليف جورج مينوا

 كتاب الكنيسة والعلم؛ تاريخ الصراع بين العقل الديني والعقل العلمي - تأليف جورج مينوا - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الكنيسة والعلم؛ تاريخ الصراع بين العقل الديني والعقل العلمي.


مؤلف :  جورج مينوا.


ترجمة : موريس جلال.


مراجعة د. جمال شحيد.


الناشر : الأهالي.


عدد الصفحات : 555.


حجم الملف : 12.58 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"سقراط وأفلاطون Socrate et Platon


في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد كان موقف سقراط الفيلسوف العظيم، من حيث صميم الأمور، قريباً بما يكفي من موقف السفسطائيين، مُناوئية وأجداد أتباع النزعة الإرتيابية sceptiques. وعلى غرار بروتاغوارس جادل في قيمة كل علم إيجابي. وإن مضى أقل بعداً من غورجياس الذي نفى قيمة كل معرفة، فقد أعرب بحكمة شهيرة عن أقصى ما لديه من فطنه من حيث إمكانية المعرفة فقال: «أعرف شيئاً واحداً، وهو أني لا أعرف شيئاً». 


في رأي سقراط، العلم الخالص ليس غير أكيد وحسب، بل هو نافل دون طائل. فالفيزياء وعلم الكواكب والرياضيات اهتمامات باطلة تحوّلنا عما هو جوهري. وحسب كسينوفون، كان يقول إنه يتوجب تعلم الهندسة حتى يقدر المرء أن يقيس أرضاً يريد شراءها، أو بيعها، أو تقسيمها، أو حراثتها [...]) ولكن الإغراق في دراسة الهندسة حتى أصعب المشكلات، فهذا ما لم يوافق عليه: ولبث على قوله إنه لا يرى البتة جدوى هذه الدراسة ولا هذا الأمر أنه كان هو بذاته يعني يجهل هذه العلوم، بيد أنه ظل يزعم أن السعي إلى هذه المشكلات أمر يهدف إلى استهلاك حياة الإنسان جمعاء وتحويل منحاه عن دراسات مجدية سواها. إن موضوع الدراسة الوحيد والصحيح هو الإنسان gnothi seavton: إعرف نفسك ذاتها». فهذه الدراسة تتيح للإنسان أن يُفضي إلى آفاق أفسح اتساعاً بكثير وإلى عالم يتجاوز عالم المادة واحتمال الوجود. ويقترب هذا الموقف كثيراً من موقف الديانة المسيحية عند بدئها، إذ احتقرت العلم، مانحةً التفوق للمشكلات العملية الإنسانية والأخلاقية وليس من المدهش أن المفكرين المسيحيين الأوائل قد شعروا بتعاطف كبير مع سقراط، فسعوا إلى استعادتهم فكرته بطريقة أو سواها. فكان الفارق الجوهري يكمن في التشديد على ما هو إنساني أفضل مما هو إلهي.


 في منحى سقراط، سيكون لتلميذه أفلاطون، داخل الكنيسة» من الانتباه ما له المزيد من الأهمية، عندما سيكون القديس أوغسطينوس قد نَصَّرَ فكرته [مَسْيَحَ christianiser]. وقد شكلت أفكاره، المعروضة بشكل الحوارات المرن والمتقلب، مجملاً لبث في آن معاً متماسكاً وقادراً على التكيفات، وكان الكثير من جوانبها قابلاً للتمثل السهل من قبل الدين المسيحي، ولا سيما ما يخص التصورات العلمية. فرؤياه للعالم المادي باتت متضمنةً من حيث جوهرها في مؤلفة التيماوس Len Time) الذي سيقوم آباء الكنيسة» بالرجوع المستمر إليه.

 ‏

في رأي أفلاطون، تتحكم بالعالم المادي القوانين الثابتة التي يكمن مصدرها في الفكر الإلهي المنظم. وتنجم التغيرات والتحولات السيئة التي تتحملها المادة من أن المادة تصنعها الأفكار التي تنفذ خطة إجمالية صادرة عن فكرة موجهة. وهذا هو تأكيد أساسي وبسبب هذه القوانين من الممكن أن تتم دراسة العالم علمياً وعقلياً. وإلى جانب هذه النظرية، عرض أفلاطون أسس بنية الكون الذي يراه بصورة هندسية تماماً: فالمادة مركبة . تماماً: فالمادة مركبة من أجساد بدئية صغيرة، وتُدعى Polyedress متعددة السطوح والتي لها سطوح مربعة مثلثة خماسية وهناك نموذج من متعدد

السطوح يتطابق مع كل من العناصر الأربعة التي أحصاها إمبيدوكل: الرباعي  السطوح بالنسبة إلى النار والثماني السطوح بالنسبة إلى الهواء، والعشرون وجها L'icosedre بالنسبة إلى الماء والمكعب بالنسبة إلى الأرض.


ولا يتكلم أفلاطون عن التركيب الداخلي لهذه المتعددات السطوح التي تشبه


كثيراً ذرات ديمقريتس، لكن على نقيض هذه الذرات تبقى أشكالها بعدد محدود وتخضع لقوانين دقيقة. وعلاوة على هذا فقد كانت لها بداية بما أن العالم قد خُلق، والزمان، راح يكرّ على نحو خطي لا دوري، حسب الخطة الإلهية المنتظمة بمنحى نهاية هي أيضاً دقيقة.


تنعم الأجرام السماوية بحركات منتظمة ويمكن الإعراب عنها على نحو رياضي، وجميعها كروي الشكل، بما في ذلك «الأرض» وهي ثابتة في مركز الكون. وتدور حولها الكواكب كلها على مسافات متنوعة، وأبعد النجوم الثابتة. وإن ترتيبات الكواكب تتغير في التفصيل حسب الحوارات وفي كتاب التيماوس le Timee نجد انطلاقاً من الأرض»: القمر الشمس، عطارد، الزهرة وإذ استخدم أفلاطون بعض الأبعاد الرياضية، فقد اشار إلى المسافات التي تفصل هذه الكواكب، وأعطى بمثابة شعاع للكون ومن الأرض حتى نطاق النجوم الثابتة، طولاً بمقدار 18 شعاعاً أرضياً فكان الكون كروياً صغيراً جداً.

.

أكثر من هذه الحسابات بكثير ، الهام هو الثقة التي يوليها أفلاطون للمضمار العلمي الذي بوسعه أن يكشف النقاب عن بنية العالم المحسوس وعلى أساس كل معرفة أكيدة الرياضيات. وما بين مضمار الأشياء المحسوسة، غير الكاملة والمتغيرة، ومضمار الأفكار، الأبدية اللامتغيرة، الكاملة، تتيح الرياضيات أن تقيم اتصالاً: فإن جانبها المثالي يُقدَّم، في كتاب التيماوس le Timée بمثابة استباق حدسي لواقع حقيقي قد تخلص من سلطان الزمان. والاختصاصي بالهندسة يعمل في العالم المثالي الوحيد الذي ليس فيه سوى نقطة مشتركة ما بين الدائرة ومماشها، وهو أمر مستحيل في العالم المحسوس. وتتيح التحديدات الدقيقة بالرياضيات العمل على بعض المفاهيم، لا على وقائع حقيقة مادية غير متقنة. 


لا جرم أن أفلاطون قد حلم، مثل كثيرين غيره ومن بعده، بتطبيق الرياضيات على الكون تطبيقاً كاملاً. ووحده وجود اللاعقلانيات واحتمالات العالم المتناهي في الصغر التي فتحها الرياضي تيودور السيريني Theodore de Cyrene الذي ذكر اسمه اسمه في كتاب الثيئيتيس le Théététe قد أبقت لديه قسطاً ضئيلاً من عدم اليقين. وإن علم ما هو إلهي عند أفلاطون قد كان، على كل حال، إن اقتضى الأمر، العلم الذي يقدر أن يستخدمه المفكرون المسيحيون أسهل استخدام. ومن هنا نجمت الشكوك التي سوف تتثاقل ردحاً طويلاً على الفيلسوف العظيم: تُرى كيف يكون وثني قد استطاع أن يجد بذاته وحسب عقيدة سامية بهذا المقدار؟ أليس من المحتمل أنه استقاها من النبي موسى؟ سوف نعود إلى هذا التساؤل."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب