لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب وصف إفريقيا pdf تأليف الحسن بن محمد الوزان الفاسى

 كتاب وصف إفريقيا - للمؤلف الحسن بن محمد الوزان الفاسى - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : وصف إفريقيا.


عدد الأجزاء : 3.


المؤلف : الحسن بن محمد الوزان الفاسى (ليون الإفريقى).


ترجمة : محمد حجي ومحمد الأخضر.


الناشر : دار الغرب الإسلامي.


سنة النشر : 1983م / 1403هـ.


عدد الصفحات : 1073.


حجم الكتاب : 33.16 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"مدينة دبدو


دبدو مدينة قديمة أسسها الأفارقة على منحدر جبل شاهق منيع جدا باستحكاماته الطبيعية ويسكن المدينة فرع من شعب زنانة. وينزل من حدور الجبل عدد كثير من مجاري المياه تمر بداخل دبدو. وتقع المدينة على بعد خمسة أميال من السهل، غير أنه لا يظن أنها على بعد أكثر من ميل ونصف عندما ينظر المرء إليها من سفح الجبل، ويمتد الدرب المؤدي إليها في منعرجات لابد من تتبعها في جانب الجبل. وجميع الممتلكات المزروعة واقعة على المرتفعات، لأن السهل المحيط بها قاحل تماماً. وهناك بعض الحدائق الصغيرة على ضفاف جدول يجري في سفح الجبل. ولا تسد المزروعات القائمة على المرتفعات حتى نصف حاجات سكان المدينة، ولذلك يجلب إليها القمح من بلاد تازا.


وقد بنيت دبدو لتكون معقلاً لفرع من قبيلة بني مرين على أثر تقسيم مناطق الغرب على يد عبد الحق وآلت المنطقة التي تقع فيها دبدو إلى قبيلة تدعى بني ورتاجن، وما تزال تملكها حتى الآن. ولما فقد بنو مرين مملكة فاس، حاول الاعراب المجاورون انتزاع إمارة دبدو من بني ورتاجن، لكن هؤلاء دافعوا عن أنفسهم ببسالة بفضل معونة المسمى موسى بن حمو أحد رجال هذه القبيلة، فاضطر الأعراب إلى عقد معاهدة معه، وبقي موسى أميراً على المدينة بقية حياته. وخلفه من بعده ابن له يدعى أحمد كان يشبه أباه من جميع الوجوه وخلف أحمد هذا ابنه محمد الذي كان حقاً من رجال الحرب البارزين وغزا قبل توليه الحكم عدة مدن وقصور في سفح الأطلس نحو الجنوب على تخوم نوميديا . ولما آل إليه حكم مدينة دبدو زينها بعدد من البنايات ووصل بها إلى مستوى عال من الازدهار. وقد أبدى كثيراً من الأريحية والبشاشة تجاه الغرباء وأبناء السبيل الذين يمرون بهذه المدينة، وعامل كل واحد منهم معاملة شريفة، وغمرهم بإحسانه، وقام بنفقاتهم أحسن قيام إلى أن طار صيته بين العديد من القبائل.


ولم يعدم أناساً نصحوه بانتزاع تازا من يد ملك فاس، ووعدوه بأن يمدوه بكل ما يحتاج إليه من معونة لتحقيق ذلك، وتم حبك المؤامرة التالية : يذهب محمد في يوم من أيام السوق إلى تازا، في زي رجل جبلي، متظاهراً بشراء ما يحتاج إليه كسائر الناس فينقض المتآمرون حينئذ على قائد تازا ويسهل الأمر، لأن السكان سيساعدونهم. غير أن المؤامرة افتضحت، وبادر ملك فاس، وهو (محمد) الشيخ أبو الملك الحالي، بالزحف إلى دبدو لاحتلالها، ومعه أكثر ما أمكنه أن يجمع من الجند. ولما وصل إلى سفح الجبل رتب جيشه للقتال، لكن الجبليين الذين كان عددهم ستة آلاف تراجعوا مكراً وخديعة وتركوا قسما من جنود الملك يتوغلون في منعرجات الجبل الضيقة التي يعسر الخروج منها . ولما وصلوا إلى حيث أراد الجبليون، انقض هؤلاء بحماسة وقوة على جنود الملك المرهقين بالتعب. ولما كانت الطريق ضيقة وعرة فإن جنود الملك عجزوا عن صد الهجوم ولجأوا إلى الفرار فكان بعضهم يمنع البعض من التقهقر، وأخذوا يسقطون من أعلى الصخور فدقت أعناق أكثر من ألف رجل، وأناف عدد قتلاهم على ثلاثة آلاف. 


لم يتخل الملك عن مشروعه على أثر الفشل، وقرر القيام بهجوم عام على المدينة بما كان لديه من خمسمائة من قاذفي السهام، وثمانمائة من أصحاب البندقيات الخفيفة. وقد أدرك محمد أنه لن يستطيع الدفاع عن نفسه، وفكر في أن يستسلم للملك، فتزيا بزي رسول وتقدم إلى خباء الملك ليسلمه خطاباً كتبه بيده باسم أمير دبدو، وهو الأمير نفسه، ولم يكن أحدهما يعرف الآخر. أمر الملك بأن يقرأ الخطاب وطلب من الرسول رأيه في أميره، فأجابه: «أعتقد أن أميري مجنون حقاً، لكن الشيطان يستطيع أن يضل الكبار والصغار فصاح الملك قائلاً: «والله لو سقط في يدي كما أتمنى ذلك لسلخت جلد ظهره ومزقته حياً ارباً اربا !» فأجاب الرسول: «لو ارتمى بين قدمي جنابك ملتمساً العفو والصفح عن خطيئته فكيف تعامله؟» فرد الملك قائلاً: «في مثل هذه الحالة، وحياتي لو أنه برهن هكذا عن اعترافه بالإساءة إلي، فإني لن أصفح عنه فحسب، ولكنني سأربطه معي بروابط القرابة، وأزوج اثنتين من بناتي باثنين من بنيه، وأقره في حكمه، وأضيف إلى ذلك ما أراه أهلاً له من صلات، لكنني لا اخاله فاعلاً ما دام مجنوناً». فقال الرسول : انه سيفعل ذلك إذا أكد جنابكم وعده بمحضر من أعيان الحاشية!» قال الملك : أظن أن الكفاية حاصلة في الأشخاص الأربعة هنا، فهذا كاتبي الأول والثاني قائدي العام، والثالث صهري، وذلك الشيخ الكريم هو قاضي قضاة فاس وشيخ الجماعة بها. فلما سمع محمد هذا الكلام ارتمى بين قدمي الملك قائلا : هذا هو المذنب الذي لا ملجأ له إلا عفوك ! ذهل الملك والحاضرون وعجبوا مما حدث. وقال له الملك: «لست والله مجنوناً كما كنت أحسب !» ثم ضمه إليه وقبله ليشعره بأنه قبل مصاهرته وأمر فوراً باحضار اثنتين من بناته فزوجها من ابني محمد، ثم تناولا طعام العشاء معاً. وفي الغد رحل الملك بمحلته راجعاً إلى فاس، ومعه صهراه ولدا أمير دبدو.


وقد عانت جيوش فاس الأمرين في هذه الحركة، لأنها وقعت في شهري يونيه ويوليه، ولأن البادية شديدة الحر والجفاف على مسافة ثمانين ميلاً الفاصلة بين دبدو ،وتازا بحيث لا يوجد الماء إلا في ثلاثة معسكرات، فاضطر الجنود إلى الاسراع لقطع هذه المناطق الحارة، ومات الكثير منهم من شدة الحر في الذهاب والاياب وذلك عام 904 للهجرة. وكان هذا الشيخ الأمير بقيد الحياة عام 921 حينما خرجت من فاس ونزلت عنده في دبدو، فأحاطني بعناية فائقة بسبب رسائل التوصية التي كنت أحملها من الملك ومن أحد اخوته زوج احدى بنات هذا الأمير. وأقمت هناك يومين فسألني خصوصاً عن حاشية ملك فاس واخوته."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب