لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الضحية وأقنعتها؛ بحث في الذبيحة والمسخرة بالمغرب pdf تأليف د. عبد الله حمودي

كتاب الضحية وأقنعتها، بحث في الذبيحة والمسخرة بالمغرب للمؤلف عبد الله حمودي - أونلاين بصيغة إلكترونية  ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الضحية وأقنعتها؛ بحث في الذبيحة والمسخرة بالمغرب.


المؤلف : عبد الله حمودي.


ترجمة : عبد الكبير الشرقاوي.


الناشر : دار توبقال للنشر.


الطبعة الأولى : 2010.


عدد الصفحات : 211.


حجم الكتاب : 15,6 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :

 

"الأقنعة وطوافها:

هوامش، فرط التعريف، ثأر الابن


سيتركز تحليل المسخرة أولاً على مكوّناتها الداخلية، المقروءة في علاقة ببعضها البعض لإنارتها، فيما بعد، بفضل معطيات السياق. إنّ قيمة كل واحد من العناصر التي ميزها التحليل وربطها بالعناصر الأخرى، سيتم في الأخير تأويلها بالمقارنة مع تلك التي تم إيضاحها في دراسة الذبيحة. لأننا نعيد القول إنّه مهما كانت الاختلافات فيما يتصل بالمصدر، والتاريخ، والاستلهام الذي يفصل ذلك النسق الطقوسي الإسلامي عن المسخرة، فلا يمكن مقاربتهما على انفراد دون السقوط في أغلاط ومُسبقات من سبقونا. حقاً إن تشابهات مدهشة تُقرّب بلماون من الساتورناليا واللوبيركاليا في روما القديمة، وأكثر من ذلك من ثور البوفونيا، الذبيح والمبعوث بشكل مسرحي لربطه بالحرث. لكن فضلاً عن أن من المشكوك فيه الوصول إلى إثبات تسلسل تاريخي أكيد، حتى في حال وجوده ، فهو لن يكشف لنا عن شيء من المعنى أو الوظيفة اللذين للعب بالنسبة للمشاركين فيه.


تجري المسخرة، مثل الذبيحة، في نهاية العام الهجري. وتختم فترة مفعمة بالقداسة بشكل خاص تدوم في الواقع أربعين يوماً تقريباً، متضمنة الحج والأضحية وكذا احتفالات عاشوراء. يشمل التقويم الهجري أربع فترات متماثلة تتطابق مع أربعة أرباع السنة. كلّ واحدة منها تميز انتقالاً، لأنها في كلّ مرّة نهاية ربع وبداية آخر. مثل هذا الإيقاع، كما قد نخمن، متميز عن إيقاع الفصول محلياً، التقويم الهجري غير معروف كثيراً. لكن أهميته حيوية بالنسبة للقرويين. إنّه تقويم عالم يحدّد الأعياد الرئيسية وخصوصاً عيد الأضحى. وهكذا فإحدى وظائف الفقيه هي ضبط هذا الحساب. وفي القريتين حيث كان البحث ممكناً، لم يكن أكثر من شخصين أو ثلاثة قادرين على تعداد الاثني عشر شهراً من السنة القمرية. وبالمقابل، فالتقويم اليولياني القديم، الشائع الاستعمال جداً، يوقع المراحل الرئيسية للحياة الزراعية والفلاحون يسمونه التقويم الفلاحي ويميزونه عن تقويم ثالث يقسم الزمن إلى فترات من ثلاثة عشر عشر يوماً تُسمّى منازل بحسب مواقع الشمس. ذلك هو التقويم البروجي العالم والقديم، الذي يشير إلى الأوقات المناسبة وغير المناسبة بالنسبة للأنشطة العملية (الفلاحية وغيرها) كما إلى أوقات السعد والنحس بالنسبة لتشكيلة واسعة من السلوكات البشرية ويصف كذلك الانتقالات الكبرى ـ خصوصاً الانقلاب الصيفي وبداية الربيع - التي تعرف نشاطاً طقوسياً كثيفاً.


 المسخرة تتلو الذبيحة بهذا تأخذ مكانها في التقويم الهجري، وهنا تكمن المشكلة الأولى التي ينبغي تبيانها. توثر حول حساب الزمن ، ولكن أيضاً في قلب الحياة والعاطفة الدينيتين. إذ يبدو أن لا شيء يربطها بالذبيحة، وحرّاس الدين والسنة يؤكدون أكثر من أنثروبولوجيي عهد الاستعمار - وبأي حدة - على الضّرورة المطلقة في نظرهم للفصل بينهما. نزاع إذن بين منتجي بلماون ومتخصصي العلم الإسلامي يضع جماعة القرية في نقاش نوعي مع أنصار إسلام متطهر مثل هذه المجادلات تهز كل المجتمع وتقذف بالمشهد في المصير الوطني وفيما وراءه. إنّ أشكال الإسلام التي تدافع عنها هذه الفئات «المتعلمة» و»المهذبة»، أو أنصار الإصلاح ليست وقفاً على المدن وحدها؛ هنا أيضاً، نصادفها في كلّ تنويعاتها (شرعوية، طُرقية وطنية، إلخ.) المعارضة للمسخرة والمحكوم عليها بجهنّم مع كلّ الوثنيات الأخرى. هذا إذن نزاع أوّل: عيدٌ منظور إليه بوصفه وثنياً مندرج في تقويم إسلامي. وأكثر من ذلك فهو يجرى في وقت واحد مع الذبيحة الشرعية، ويعكس قواعدها وكذا قواعد الحياة اليومية. ومن زاوية النظر هذه، يمكن منذ الآن ملاحظة قصور بعض الارتباطات المتبادلة الصورية الأثيرة على المنهج البنيوي، وخصوصاً في النسخة التي طوّرها .. ليتش. فمن الواضح أن عكس العيد ليس فقط ردّاً على عكس الزمن. إنّ الجدال الاجتماعي يندرج في قلب المعضلات الصورية ذاتها. ولنا عودة إلى هذا. 


تطرح المسخرة أسئلة وتحديات تخترق المجتمعات المحلية والإجمالية، وهي من جهة أخرى منغرسة في البقاء المادي للجماعة والارتباط الذي تقيمه الأسطورة بين نضوج الذرة من جهة، والفعل المؤدّي إلى تحوّل الشخصيات من جهة أخرى، يوحي بعلاقة بين المسخرة والدّورة الفلاحية. فضلاً عن أنّ «رؤى» بلماون هي ) دائماً مرتبطة بمرحلة من نمو هذه الزراعة. وكلّ هذا يشير أخيراً إلى احتمال التقاط التقويم الهجري الإسلامي لعيد أكثر قدماً وربّما أكثر ارتباطاً بالفصول والأعمال الفلاحية. والأمثلة كثيرة جداً عن ظواهر مماثلة. غير أنه في حالتنا، إذا كان هذا يبدو ممكناً، فلا دليل مباشر بإمكانه البرهنة عليه. ولا يمكن الدفاع، في منظور فريزري، على أطروحة دوتي ولاوست عن طقس لموت وبعث إله النبات.


لكن لا يمكن، كما فعل وستر مارك، نفي كلّ علاقة مع الفلاحة. تجري المسخرة في آخر العام الهجري، ومن ثم بالطبع، لا يمكنها الثبات في فصل أو نشاط فلاحي. لكنّ الدعاء الدائم التكرار بعام جيد أثناء اللعب والموكب من الواضح أنه أمنية بعام جديد ممطر وخصب. والانشغال الرئيسي، وإن لم يكن الوحيد، بالنسبة للفلاحين بموسم فلاحي سعيد حاضر أيضاً في مشاهد الحرث والحصاد التي سنحللها قريباً.


 الدعاء إلى الله بسنة جيّدة في هذا السياق يزيد من غرابة القران بين العيد الإسلامي والمسخرة؛ فضلاً عن أن الدعاء إلى الله يتمّ في سيرورة انتهاك للمقدسات، حيث بالمحاكاة الساخرة للقرآن يجري إدراج كلام الله في الأهجية المضحكة!"


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب