لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الجغرافية؛ تاريخها و مفاهيمها pdf تأليف أريلد هولت - ينسن

كتاب الجغرافية؛ تاريخها و مفاهيمها - تأليف أريلد هولت - ينسن - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الجغرافية؛ تاريخها و مفاهيمها.


تأليف : أريلد هولت - ينسن.


ترجمة : أ.د. عوض يوسف الحداد و أ. أبو القاسم عمر اشتيوي. 


الناشر : جامعة بنغازي.


حجم الكتاب : 67.11 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"الفلسفة الوضعية:


أفرز النقاش الفلسفي والعلمي خلال السنين الحالية صنفين رئيسين من النظرية الفوقية (نظريات فائقة أو نظريات حول النظريات) ونعني بهما الفلسفة الوضعية والنظرية النقدية، حيث ترتبط الوضعية بالاتجاه الطبيعي . النفعي في الفكر الحديث في حين ترتبط النظرية النقدية بالظاهراتية والمنهج التأويلي. في الوقت الراهن تسود الوضعية في الأقطار الناطقة بالإنجليزية وفي البلدان الاسكندنافية، بينما تتخذ النظرية النقدية من ألمانيا وفرنسا والأقطار الناطقة بالأسبانية معقلاً لها. في واقع الأمر يمثل كلا الاتجاهين «مناخات فكرية أكثر من كونهما مدارس فكرية مُحدَّدة المعالم، والجدل الدائر نطاق أي من في الاتجاهين أكبر بكثير من الجدل والنقاش الدائر بينهما  حسبما يرى هانز سكييرفهم (1974، ص. 213).


تقوم الوضعية (تسمى الإمبيريقية في بعض الحالات الأخرى) على فرضية مفادها أنّ العلم لا يهتم إلا بالمسائل الأمبيريقية ذات المحتوى الواقعي، وليس له أن يشغل نفسه بالمسائل المعيارية تلك المتعلقة بالمعايير والمقاصد). الأسئلة الإمبيريقية وفقاً للطرح سالف الذكر أسئلة حول الكيفية التي توجد عليها الأشياء في الواقع، حيث يُعرف الواقع في هذا السياق على أنه العالم الذي يمكن إدراكه بالحواس من هذا يُفهم أنّ العِلم يُعنى «بالأشياء» الموجودة في العالم، ولا تدخل الذات أو الذوات بعوالمها الخاصة ضمن مجال اهتمامات العلم.


بصرف النظر عن مسألة ما إذا كان الذي يمكن أن ندركه كأشياء يشكل (كل) الواقع، يصدق القول بأن الأسئلة الإمبيريقية أسئلة حول ماهية الشيء، وفي مقابل ذلك تمثل الأسئلة المعيارية أسئلة حول ما يجب أن يكونه ذلك الشيء على هكذا نحو يكون السؤال: كيف «تتوزع الموارد الغذائية بين سكان العلم؟ سؤالاً إمبيريقياً، ويكون السؤال المعياري المناظر هو: كيف أن (يجب) تتوزع الموارد الغذائية بين سكان العالم؟.


الفلسفة الوضعية من منطلق أنه ليس بإمكاننا تقصي وبحث الأشياء التي على شاكلة المعايير الأخلاقية تُوكد وجوب اجتناب المسائل المعيارية، فنحن لا نستطيع تبرير ميولنا وأهوائنا استناداً إلى العلم، إذ يقتصر دور العلم على وصف الحالة التي توجد عليها الأشياء واكتشاف ارتباط العلل التي تُفسّر تفسر بدو الأشياء على ما هي عليه عن طريق التجربة أو القياس. حيث يكون بمقدور الباحث بناءً على معرفته بالارتباطات المتزامنة للعلل التنبؤ بالمستجدات التي يمكن أن تطرأ في المستقبل، وذلك من مجموعة قضايا معطاة. بيد أنه ليس بمقدور العلم تأسيساً على تقريرات ما هو كائن» استنباط تقريرات حول ما «يجب أن يكون، فالعلم من الناحية المثالية يُعد خلوا من الأحكام المعيارية محايداً ونزيهاً وموضوعياً. وحين يُضدِر العالم أحكاماً معيارية تعبر عنها تقريرات «الوجوب»، يفقد صفة العالم ويصير سياسياً.


يتبدى أحد الأوجه الأخرى المهمة في الفلسفة الوضعية في توكيدها وحدة العلم فخبراتنا المتماثلة حول الواقع كفيلة بإضفاء صفة العلمية. تلك الصفة التي تتعزز في وجود لغة علمية مشتركة ومنهج علمي موحد يضمنان إمكانية تكرار الملاحظات والتجارب وبما أنّ للعلم منهجاً موحداً، فلا وجود إلا لعلم شامل واحد، ذلك المنهج الموحد تُعبر عنه الطريقة (الافتراضية - الاستدلالية) في حين تمثل الفيزياء العلم الشامل. اللغة التي قد تجعل توحيد العلم ممكناً هي اللغة الفيزيائية أو اللغة الشيئية». وهكذا يصبح الهدف


النهائي وفق ما يراه كارناب بناء كل ما يقع تحت مسمى العلم (بما في ذلك علم النفس على أساس علم الفيزياء، بما يُمكن من تعريف كل الحدود النظرية في مختلف العلوم بلغة الفيزياء، وبما يُمكن من اشتقاق كل قوانين العلم المختلفة من قوانينها» (اقتباس من قبل Skjervheim ، 1974 ، ص. 27 ).


مفهوم الوضعية رسخه أوجست كونت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر في فرنسا، حيث ظهر في بدايته كسلاح جدلي موجه ضد ما يمكن تسميته «الفلسفة السلبية التي كانت سائدة قبيل الثورة الفرنسية. وهي فلسفة حالمة تتخذ التأمل والتخمين تقليداً لها وتُعنى بالمسائل العاطفية أكثر من عنايتها بالمسائل العلمية، كما كانت تطمح إلى تغيير المجتمع باللجوء إلى بدائل طوباوية للأوضاع الراهنة، الأمر الذي جعل الوضعيين ينظرون إلى مثل ذاك التأمل والتخمين على أنه من المظاهر السلبية باعتبار أنه لم يكن بناء ولا علمياً. ذلك أن النهج أظهر الفلسفة كما لو أنها علم يتسم بالقصور وعدم النضج، في حين أن الفلاسفة شأنهم في ذلك شأن غيرهم من العلماء، يجب ألا يهتموا بمثل تلك المسائل التخمينية، بل يتعين عليهم دراسة الأشياء التي بمقدورهم إدراكها، أي الأشياء المادية والحالات التي تم تعيينها. يُزكّى هذا المنهج بوصفه منهجاً وضعياً إيجابياً في مقابل المنهج السلبي سالف الذكر) وقد أراد كونت أن يوجه تطور المجتمع، بيد أنه استدرك بالقول إن طبيعة الفلسفة الوضعية لا تستهدف التدمير بل التنظيم، حيث سيستعاض بالتطور المنظم عن الفوضى التي أعقبت الثورة، مضيفاً إلى ذلك أن التأمل المسترسل أو الشك المنهجي»، كما عرفه ديكارت، يُمثل المبدأ الميتافيزيقي. كلمة ميتافيزيقا جائتنا من أعمال أرسطو كتعبير عن الفصول التي تلت الأجزاء الفيزيائية (الإمبيريقية) من مؤلفه. وقد أعيد تعريفها في وقت لاحق على أنها ذلك الشيء الذي يقع خارج نطاق مدركاتنا الحسية أو يستقل عنها، حيث اعتبر الفلاسفة الوضعيون أن المسائل الميتافيزيقية لا تمت للعلوم بأية وشيجة، مما جعل كونت يُحمّل المبدأ الميتافيزيقي (الشك المنهجي) مسئولية قيام الثورة الفرنسية، التي استهلت عهدها بحماس جياش لهدم البنية الإقطاعية للمجتمع وانتهى بها المطاف إلى الطغيان، بينما في المجتمع القائم على الفلسفة الوضعية ستحل المعرفة العلمية محل التأمل المسترسل أو تُصيره شيئاً لا ضرورة له.


قد يُحاج أناس كثر أيامنا هذه بأن مثل هذه التوليفة من الأفكار السياسية المحافظة، مقرونة بتعريف صارم ليس فيه أي قدر من المرونة لما هو كائن أو لما يجب أن يكون منهجاً علمياً تُعدُّ السمة المميزة للفلسفة الوضعية، إلا أننا نجانب الصواب إذا ما اقتصرنا على كونت كمثال وحيد على التفكير الوضعي. فمن الناحية السياسية كان جُلّ أتباع الوضعية البارزين من الاشتراكيين والأحرار. وفي المقابل توجد العديد من الأمثلة على الأثر التحرري للفلسفة الوضعية (كقدوة علمية على المجتمع والعلم، إذ كانت تنزع على نحو دائم تقريباً إلى ترسيخ الديموقراطية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب