لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الحوار أفقا للفكر pdf تأليف د. طه عبد الرحمن

كتاب الحوار أفقا للفكر - تأليف د. طه عبد الرحمن - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الحوار أفقا للفكر.


تأليف : د. طه عبد الرحمن.


الناشر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر - بيروت.


الطبعة : 2013.


عدد الصفحات : 194 صفحة.


حجم الملف 3.73 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"م. ت. : بينما عمل كثير من الباحثين المعاصرين في التراث الإسلامي العربي على عقلنة هذا التراث أو تنقيته أو استصلاحه، باعتبار أن قسماً قليلاً منه فقط ينسجم، في رأيهم، مع روح العصر، فإن المفكر المغربي طه عبد الرحمن الذي يرى نحن في التراث كما نحن في العالم لا اختيار لنا معه ولا انفصال عنه»، قد آلى على نفسه أن يدرس التراث الإسلامي، العربي في كليته دون تفضيل جانب منه على آخر، وأن يستخدم في تقويمه منهجية مستمدة من داخله أي منهجية مأصولة بحسب تعبيره لا منهجية منقولة منزلة عليه من خارج سياقه الحضاري؛ وإذا كان اهتمام معظم الدراسات المعاصرة منصباً على دراسة مضامين التراث باعتبارها أهم ما فيه، فإنَّ اهتمام هذا المفكر المجتهد، الذي يُلقب في المغرب الأقصى بأب المنطق، قد انصب على الوسائل والآليات التي تم بها إنشاء هذه المضامين، لأنه يرى أنه لا بد من أن يُقام النظر المضموني على النظر الآلي حتى يثمر نتائج لا فساد فيها؛ ومن هذه الآليات التي يسميها مأصولة آلية المناظرة» أي المحاورة الفكرية التي استخرجها من التراث وجدد العمل بها وصاغها بأدوات المنطق الحديث، فصار يُعرَف بهذا العمل التجديدي، خاصةً منذ صدور كتابه في أصول الحوار وتجديد علم الكلام؛ إن طه عبد الرحمن الذي يعلّق أهمية بالغة على الحوار ويذهب إلى حد تنزيله منزلة الحقيقة، قد توصل إلى قناعة هامة، هي أنَّ الحضارة الإسلامية قد ابتدعت عن طريق المناظرة عقلانية خاصة بها يسميها بـ «العقلانية الحوارية».


. طه : إنَّ الأصل في الكلام هو الحوار، فحقيقة الكلام الذي تكلم به الإنسان الأوّل كانت حقيقة حوارية؛ وهذا الحوار، كما قلت سابقاً كان موصولاً بالفطرة وموصولاً بالوجود وموصولاً بالروح، ثم دخلت فيما بعد على الحوار تهذيبات وتقنينات وضوابط محددة قد نذكر بعضها لاحقاً ومن وجهة نظري للحوار اليوم أهميات عديدة أهمية آلية وأهمية داخلية وأهمية خارجية.


أولاً، بالنسبة للأهمية الآلية يعطيك الحوار حقوقاً ويوجب عليك واجبات؛ إذ يعطيك حق الاعتقاد والقول، بحيث ترى الرأي الذي تريد ويعطيك كذلك حق انتقاد الرأي والاعتقاد المخالف ؛ كما يوجب عليك أيضاً واجبات: فمن اعتقد شيئاً أو ادّعى دعوى لا بد من أن يستدل عليها، أي يتولى بنفسه تقديم الأدلة على صحة دعواه واعتقاده؛ كما أنَّه لا بد للمنتقد الذي يُطالب بالأدلة من أن أولاً إلى أدلة يستمع المدعي قبل الدخول في الاعتراض على دعواه؛ وعليه، فإن الحوار هو مجال لممارسة القوة الاستدلالية للإنسان؛ فعن طريقه تستطيع أن تُظهر قوتك العقلية وقدرتك الاستدلالية، وبقدر ما تستطيع تملك آليات الاستدلال، فإنك تتملك سير الحوار؛ وهكذا، فإن الحوار هبة إلهية للإنسان تمكنه من تطوير أساليب استدلالاته على الأشياء.


ثانياً، بالنسبة للأهمية،الداخلية فإن الحوار يعود بك إلى الأصل، وهذه الحقيقة الأصلية هي أن الإنسان ليس مفرداً، بل هو جمع، هو «ذات» و«غير في الآن نفسه، بدليل أن الإنسان قد يحاور ذاته كما يحاور غيره ؛ فالعملية الحوارية متوافقة مع أصل الإنسان من حيث إنه جمع، وليس من حيث إنه فرد كما اشتهر وترسخ في عقول المحدثين خاصة؛ فإذا الحوارية موجودة بوجود الجمع الإنساني في المظهر الفردي للواحد؛ وهكذا، فبقدر ما أمارس قدرتي الحوارية مع الآخرين الذين هم خارج ذاتي فإنني أتعرَّف في الحقيقة، على «الآخرية»، أو قل «الغيرية»، الموجودة في هذه الذات؛ بعبارة أخرى، إن الحوار الذي أدخل فيه مع الآخرين، والذي يعطيني فرصة لتقوية الاستدلال وتنميته هو في جوهره، ممارسة لمعرفة الذات نفسها ؛ فحواري مع الآخرين هو حوار لمعرفة الذات.


ثالثاً، بالنسبة للأهمية الخارجية، فواضح أنها تقوم في ضرورة الحوار مع الآخرين كيفما كانت آراؤهم ومعتقداتهم، إلا أن هناك من الناس من يرى ضرورة تضييق الحوار بما يجعله محصوراً في فئات متجانسة أو موضوعات متقاربة، كأن يدعي أنه يتعين على المسلم أن لا يحاور إلا المسلمين، وعلى المسيحي أن لا يحاور إلا المسيحيين، وهكذا، بحجة اجتناب الجدل العقيم وتحصيل الفائدة؛ غير أني أرى أن الحوار واجب إنساني، ينبغي أن يعم كل الفئات أياً كانت وكل الموضوعات كيفما كانت على شرط الالتزام بقواعده المقررة، لأن في تحقيق هذه الحوارية وتوسيعها مع جميع الأطراف وتعميمها على جميع المجالات، زيادة في معرفة الذات، فضلاً عن معرفة الآخر، وزيادة في تحقيق إنسانية الإنسان وتنمية  قوته الاستدلالية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب