مقالة "الأودية والحدود السياسية، أية علاقة؟ نموذج حدود المغرب الأقصى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر" تأليف د. لوبنى زبير - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن المقالة :
العنوان : الأودية والحدود السياسية، أية علاقة؟ نموذج حدود المغرب الأقصى خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر.
تأليف : د. لوبنى زبير.
المصدر : الحدود و المناطق الحدودية ببلاد المغرب عبر التاريخ.
الناشر : وزارة التعليم العالي والبحث العلمي - جامعة قفصة - المعهد العالي للعلوم الاجتماعية والتربية بقفصة.
التاريخ : 2023
صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من المقالة :
"يستفسر السؤال بالدرجة الأولى عن الوعي بفكرة الحدود لدى السلطة السعدية، أكثر مما يستفسر عن الحدود في حد ذاتها، لأن الوعي بهذه المسألة هو الذي سيترجمها على أرض الواقع إلى حدود واضحة المعالم وهو الذي سيحتفظ بها في التأليف المعاصرة.
سنتخذ الحدود الشرقية مثالا للإجابة عن سؤالنا على اعتبار أن الحدود الشمالية والغربية هي حدود بحرية، رغم أن هذه الأخيرة تطرح لدينا مسألة مهمة وجوهرية، أما الحدود الجنوبية فإنها لا تثير النقاش بقدر ما أثارته الحدود الشرقية وأثرت في العلاقات السياسية للسلاطين السعديين.
ظهرت فكرة وضع حدود معلومة بالجهة الشرقية للمغرب منتصف القرن السادس عشر إثر بعث السلطان العثماني سليمان القانوني سفارة يرأسها العالم الخروبي إلى السلطان السعدي محمد الشيخ، «بقصد المهادنة بين السلطانين وتحديد البلاد بينهما ، وقد وفدت هذه السفارة على مراكش بعد ضم السلطان محمد الشيخ بقيادة ابنه مولاي الحران تلمسان ووصلت جيوشه إلى واد شلف.
وقد رفض الجانب المغربي هذا المقترح على أساس أنه خرق في المنهج السياسي للدولة الإسلامية التي تتميز عقائديا بالوحدة - دار الإسلام مقابل دار الحرب - والتي يعتبر مبدئيا مسؤولا عن الدفاع عنها، من جهة، ومن جهة أخرى كان المغرب يرفض الوجود التركي كما رفض تقسيم المغرب الكبير إلى وحدات سياسية متميزة، ويتطلع بالنتيجة إلى إعادة وحدته تحت زعامته، وهو الدور الذي قام به في مراحل تاريخية سابقة، الأمر الذي تفصح عنه الرسالة الجوابية للسلطان : «سلم على أمير القوارب سلطانك وقل له أن سلطان المغرب لا بد وأن ينازعك على عمل مصر ».
المبدأ نفسه كان يتبناه المؤرخون والإخباريون المغاربة، مما يفسر تغافلهم وتجنبهم الحديث عن تفاصيل الداعي الحقيقي لسفارة الخروبي وهي السفارة التي حمل فيها لأول مرة في تاريخ المغرب الكبير فكرة إقامة حدود سياسية بين المغرب وأتراك الجزائر، فيما سجلوا النقاش الفقهي الذي دار بينه وبين أبي عمرو القسطلي.
الوعي والمبدأ ذاته يفسر تهرب العلماء من كتابة رسم اقتسام المغرب سنة 940 هـ / 1533م بين السلطانين أحمد الوطاسي وأحمد الأعرج السعدي واتخاذ واد أم الربيع حدا فاصلا بين مجال امتداد السلطتين، حتى أن الأخبار التي احتفظت لنا بها المصادر يبدو وكأنه مبالغ فيها عند وصف ثبات ورباطة جأش الفقيه عبد الواحد الونشريسي ، الذي تقدم لكتابته بعد أن دارت الدواة على العلماء الحاضرين في ذلك «المشهد العظيم الذي تخرس فيه ألسن الفصحاء هيبة وإكبارا ، وكان كل واحد يدفعها للذي بجانبه".
وبالتالي فإن غياب / إهمال موضوع الحدود السياسية في المصادر يعود إلى هذا الوعي التاريخي للمغاربة، لهذا لا نجد مؤلفا خاصا بمسألة الحدود ولا فصلا ضمن كتاب لها وإنما إشارات مقتضبة هنا وهناك"."
رابط التحميل