لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فكر ابن خلدون العصبية والدولة، معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي pdf تأليف د. محمد عابد الجابري

 كتاب فكر ابن خلدون العصبية والدولة، معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي للأستاذ محمد عابد الجابري - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


العنوان : فكر ابن خلدون العصبية والدولة، معالم نظرية خلدونية في التاريخ الإسلامي.


المؤلف : د. محمد عابد الجابري.


الناشر :  مركز دراسات الوحدة العربية.


عدد الصفحات : 321 ص.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"يدرس ابن خلدون تطور الدول، بناء على المعاني التي يعطيها لها، باعتبارها امتداد حكم عصبية ما في الزمان يدرس هذا التطور من خلال كون الدولة : شخصاً يملك. عصبية تحكم. عصبية غالبة وأخرى مغلوبة. وهذا يعني ان الدولة تتطور، في آن واحد، على ثلاثة مستويات. فما هي هذه المستويات وما هي العوامل الفاعلة في كل منها؟


(١) المستوى الأول : إذا نظرنا إلى الدولة باعتبارها ملوكاً متعاقبين على الحكم، نجدها تنتقل في أطوار مختلفة وحالات متعددة (...) لا تعدو في الغالب خمسة أطوار : 


- طور الظفر بالبغية وغلب المدافع والممانع والاستيلاء على الملك وانتزاعه من أيدي الدولة السالفة قبلها. ويكون صاحب الدولة في هذا الطور اسوة قومه في اكتساب المجد (...) لا ينفرد دونهم بشيء منه، لأن ذلك هو مقتضى العصبية التي وقع بها الغلب وهي لم تزل بعد بحالها».


- طور الاستبداد على قومه والانفراد دونهم بالملك وكبحهم عن التطاول للمساهمة والمشاركة. ويكون صاحب الدولة في هذا الطور معنياً باصطناع الرجال واتخاذ الموالي والصنائع والاستكثار من ذلك الجدع انوف عصبيته وعشيرته المقاسمين له في نسبه، الضاربين معه في الملك بمثل سهمه».


- طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر إليه من تحصيل المال وتخليد الآثار وبعد الصيت، فيستفرغ (صاحب الدولة وسعه في الجباية... وتشييد المباني... وإجازة الوفود... واعتراض (استعراض جنوده و ادرار أرزاقهم... فيباهي بهم الدول المسالمة ويرهب الدول المحاربة.


-طور القنوع والمسالمة، ويكون صاحب الدولة في هذا قانعاً بما بني أولوه، سلماً لأنظاره من الملوك وامثاله مقلداً للماضين من سلفه.


- طور الاسراف والتبذير، ويكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفاً لما جمع أولـوه في سبيل الشهوات والملاذ والكرم على بطانته وفي مجالسه... مستفسداً لكبار الأولياء من قومه وصنائع سلفه... فيكون محرباً لما كان سلفه يؤسسون، وهادماً لما كانوا يبنون. وفي هذا الطور تحصل في الدولة طبيعة الهرم ويستولي عليها المرض المزمن الذي لا تكاد تخلص منه ولا يكون لها منه برء، إلى أن تنقرض (ج ٢ ص ٤٩٣ - ٤٩٦ ).


هذه الأطوار الخمسة التي تجتازها الدولة باعتبارها شخصاً يملك، مرتبطة وموازية لنفس الأطوار التي يمر منها الحسب خلال تعاقبه في الملوك واحداً بعد الآخر. فكما أن الملك غاية طبيعية للعصبية، كما شرحنا ذلك سابقاً، فهو أيضاً «غاية لكل مجد، ونهاية لكل حسب (ج ۲، ص ٤٤٥).


وكما تفسد العصبية يفسد الحسب المكمل لها. وفساده راجع إلى أن وارثه يستفيد منه دون أن يعمل من جانبه في الغالب على تعزيزه واتساعه. لذلك كانت نهاية الحسب التلف والاضمحلال، وغالباً. ما لا تتعدى مدته في العقب الواحد أربعة آباء.


ويشرح ابن خلدون السر في تحديد الحسب في العقب الواحد بأربعة آباء، وهو ما يوازي عنده مائة وعشرين سنة، فيقول : وذلك إن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه و محافظ على الخلال التي هي سبب كونه وبقائه وابنه من بعده مباشر لأبيه، قد سمع منه ذلك وأخذه عنه، إلا إنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشيء عن المعاني له، ثم إذا جاء الثالث كان حظه الاقتفاء والتقليد خاصة، فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد. ثم إذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة وأضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها، وتوهم أن ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكليف وإنما هو أمر وجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم، وليس بعصابة ولا خلال لما يرى من التجلّة بين الناس، ولا يعلم كيف كان حدوثها ولا سببها، ويتوهم. أنه النسب فقط، فيربا بنفسه عن أهل عصبيته، ويرى الفضل له عليهم وثوقاً بما فيه من استتباعهم وجهلاً بما أوجب ذلك الاستتباع من الخلال... فيحتقرهم بذلك فينغصون عليه ويحتقرونه ويديلون منه سواه من أهل ذلك المنبت ومن فروعه في غير ذلك العقب للاذعان، بعصبيتهم كما قلناه بعد الوثوق بما يرضونه من خلاله، فتنمو فروع هذا وتذوي فروع الأول وينهدم بناء بيته» (ج ٢، ص ٤٣٥ - ٤٣٦ ).


وهكذا فتطور الدولة في هذا المستوى، إنما يعني في ذهن ابن خلدون، تطور علاقات الملك مع أهل عصبيته. وإذا كان قد ربط بين هذا التطور والمراحل التي يجتازها الحسب في العقب الواحد، فذلك لأن الملك وراثي مثله مثل الرئاسة. ولكن لما كانت الدولة هي دولة العصبية الغالبة فإن الملك إنما يستمد سلطته من هذه العصبية نفسها، فإذا انحرف عن المؤهلات التي بوأته منصب الرئاسة عليها، نصبت غيره مكانه، وبذلك ينتقل الملك من فرعه إلى فرع آخر من نفس البيت صاحب الرئاسة داخل العصبية الحاكمة ذاتها.


وهكذا يبدو واضحاً أن التطور المعني هنا هو ذلك الذي يحصل داخل البيت المالك: إنه تعبير عن الصراع من أجل ثمرات الملك بين الأسرة المالكة والأسر المرتبطة معها بالنسب القريب. وإذا كان ابن خلدون قد فسر هذا التطور بمسألة الحسب هذه، فإن وراء تطور الحسب والملك معاً عوامل أخرى سيكشف عنها عندما يتناول بالدرس تطور الدولة في المستويين الثاني والثالث.



(۲) المستوى الثاني : إذا كان تطور الدولة، باعتبارها شخصاً يملك راجعاً إلى الحسب، فإن تطورها باعتبارها جماعة تحكم، يرجع إلى حال العصبية في هذه الجماعة، أي إلى مدى تدرج العصبية في أهل الدولة من القوة الى الضعف من الالتحام والتعاضد، إلى الانحلال والتخاذل. فكيف يتم هذا التطور، وما هي عوامله؟


يحدد ابن خلدون عمر،الدولة بهذا الاعتبار في ثلاثة أجيال لا تتعداها في الغالب. والمقصود هنا ليس الأجيال،ذاتها بل حال العصبية في كل منها. ومن ثمة فإن تطور الدولة بهذا المعنى إنما يعني تطور حال العصبية في الأجيال المتعاقبة الحاكمة. وهنا يجب أن نتذكر ما قلناه من قبل في شأن يقظة العصبية وفسادها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب