لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المغرب الشرقي بين الماضي والحاضر : الوسط الطبيعي، التاريخ، الثقافة pdf

كتاب " المغرب الشرقي بين الماضي والحاضر : الوسط الطبيعي، التاريخ، الثقافة " أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF


 


 



معلومات عن الكتاب :

 

العنوان : المغرب الشرقي بين الماضي والحاضر : الوسط الطبيعي، التاريخ، الثقافة.


المؤلف : مجموعة من المؤلفين.


الناشر : منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية بوجدة.


سلسلة : ندوات ومناظرات رقم 2.


عدد الصفحات : 754 ص.


حجم الكتاب : 14.6 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"إن القول بالتأريخ للفئات الشعبية ليس ابتكارا بقدر ما هو تجديد لدعوة، فمنذ القرن 14، نبه ابن خلدون في مقدمته إلى ضرورة الاهتمام بتاريخ من أسماهم «بصانعي وسائل المعاش»، أي بلغتنا اليوم تاريخ «الجماهير». إلا أن هذه الصيحة الخلدونية ظلت صيحة خجولة، بل إن ابن خلدون نفسه لم يدخلها حيز التطبيق في مصنفه الضخم. ومنذئذ وتاريخنا يسير في طريق مسدود، ويقرأ قراءة فوقية تعمل على تغييب الالية الحقيقية لسيرورته، فعوض أن يهتم المؤرخون القدامى بالفئات الشعبية باعتبارها الطاقة المحركة للتاريخ وتطور المجتمع، آثروا حفاظا على مصالحهم الطبقية الارتماء في أحضان أولياء ،نعمتهم، ومن ثم أحجموا عن التعرض لأخبار المسحوقين من جماهير الفقراء والفلاحين والحرفيين البسطاء والعوام والعاطلين وغيرهم من المستضعفين. لهذا ارتأيت أن أطرح هذه الاشكالية في هذه الندوة ولو على صعيد جهوي هو المغرب الشرقي في العصر الوسيط. وتأسيسا على ذلك، فإن مداخلتي المتواضعة تتكون من شقين : أولهما وضع تساؤلات ومحاولات تفسير العوامل التي كانت وراء تغييب الفئات الشعبية من تاريخ المغرب الشرقي الوسيط. وثانيهما دراسة تطبيقية تحاول تذليل الاشكالية، وبالتالي الخوض في تاريخ هؤلاء الذين تجاهلتهم كتب التاريخ وجعلتهم في عداد المنسيين والمهمشين. وطبعا فإن هذه المحاولة بحكم تواضعها، لا تهدف إلى وضع نقطة النهاية على الموضوع بقدر ما ستفتح أول صفحة من ملف الفئات الشعبية في المغرب الشرقي. والباحثون والمؤرخون يدركون جيدا أن كل نتيجة بحث ما هي إلا انطلاقة نحو بحث آخر. 


بداية هذه التساؤلات أبدؤها بتساؤل أعتقد أنه جوهري وهو : هل ثمة مشروعية لتغييب تاريخ الفئات الشعبية من طرف مؤرخي العصور الوسطى ؟ ألأنهم لم يلعبوا دورا أساسيا في تاريخ المنطقة ؟ ألأنهم شكلوا تيارا مضادا يعوق تطورها ؟ إذا كان الأمر كذلك فمن حق المؤرخين أن يهملوهم وأن يدينوهم. ولكن الثابت من خلال الاشارات المتناثرة التي وردت بكيفية عفوية من طرف هؤلاء المؤرخين أنفسهم أنهم لعبوا دورا طلائعيا في تاريخ المنطقة. فمما لاشك فيه أن جماهير المغرب الشرقي كانوا أول من اعتنق الاسلام في المغرب الأقصى.بل إنهم شكلوا جند الحملة الثانية التي قادها عقبة أثناء توغله في المغرب، وأصبحوا المدافعين المتحمسين عن العقيدة الجديدة التي جاءت تحمل بين طياتها فكرة المساواتية وإلغاء الاستغلال الطبقي.


ومن هذا المنطلق ساهموا في الثورات الخارجية التي عمت طول بلاد المغرب وعرضها، ولم يتقاعسوا عن إبراز رد الفعل السياسي تجاه بعض الولاة الذين انحرفوا عن جادة الاسلام.


 كما أن جماهير المغرب الشرقي كونت لحمة حركة زيري بن عطية وحملاته العسكرية، ففي الوقت الذي اجتاحت جيوشه المغرب الأوسط لمداهمة بادس بن منصور بن بلكين انطلق من ،وجدة، ومن هناك استنفر القبائل الزناتية.

 ‏

وغني عن القول ان دعم جماهير المغرب الشرقي لحركة ابن تومرت، ومشاركتهم الفعالة في الصراع ضد بني عبد الواد ومقارعة الأخطار الأجنبية، حقائق لا مراء فيها، حقائق تجعل منهم قطاعا يستحق الدخول في التاريخ لا التهميش والنسيان كما فعل المؤرخون. إذن فلماذا هذا التغييب ؟


ثمة عوامل محلية وأخرى عامة مرتبطة بالمؤرخين المغاربة ورؤيتهم للتاريخ ومناهجهم وكلها تفسر لنا هذا الغياب.


لنبدأ أولا بالعوامل المحلية التي تتمحور في جانبين :


الجانب الأول يتعلق بالمغرب الشرقي في حد ذاته أما الجانب الثاني فيتعلق بالفئات الاجتماعية التي نروم دراستها.


ففيما يخص الجانب الأول يمكن القول إن موقع مدينة وجدة الذي يوجد ضمن المناطق الهامشية جعل المؤرخين المغاربة لا يعطونها نفس الاهتمام الذي أولوه للمدن المغربية الأخرى كفاس ومراكش والرباط وغيرها. أما المؤرخون المشارقة فإنهم لاذوا بالصمت التام تجاه هذه المدينة خاصة في المصنفات التي ألفت في عصر التدوين التاريخي، وهو العصر الذي لم تكن قد نشأت فيه بعد.


وحتى إذا اعتبرنا أن مدينة وجدة أصبحت عاصمة سياسية للدولة الزيرية، فإنها لم تنل حظها من الاهتمام الذي حظيت به العواصم الأخرى. ويعزى ذلك إلى أن الدور السياسي الذي لعبته لم يقدر له أن يستمر طويلا، وحسبنا أن زيري بن عطية لم يؤسسها إلا لتكون قاعدة خلفية يلتجيء إليها إذا اقتضى الحال أن يترك العاصمة فاس وهذا ما يفسر إهمالها من

طرف المؤرخين.


كما أن الدور العسكري الذي اضطلعت به على مر العصور جعلها تدخل في عداد «مدن الحصون» الثغرية من وجهة نظر المؤرخين، لا مدن العلم والحضارة كفاس أو مراكش، ومن ثم لم توجه عناية المؤرخين إليها إلا من هذه الزاوية.

يضاف إلى ذلك الدور المنافس الذي لعبته جارتها تلمسان ولعل تفوق الأخيرة هو ما جعل اهتمام المؤرخين ينصب عليها، وهو اهتمام راجع أساسا إلى الدور الاقتصادي الهام الذي بزت فيه تلمسان مدينة وجدة وحسبنا أن الادريسي اعتبرها قفل بلاد المغرب، وهي على رصيف الداخل والخارج منه لابد منها والاجتياز بها على كل حال. فضلا . عن الدور الفكري الذي قامت به فهي على حد تعبير صاحب كتاب الاستبصار «مدينة علم وخير، ولم تزل دار العلماء والمحدثين».


إن هذه المنافسة تفسر إلى حد ما لماذا ظلت وجدة والمغرب الشرقي عموما بعيدين عن اهتمام المؤرخين المغاربة. والنتيجة في نهاية تحليل هذا الجانب الأول هو أن المغرب الشرقي لم ينل حظه في المصنفات التاريخية، وطبعا فإن هذا سينعكس على الفئات الشعبية التي كانت تكون مجتمعها وهو ما يعني أننا لن نعثر إلا بصعوبة عن بعض الشذرات المتناثرة في بطون الكتب كلما أردنا أن نبحث عن تاريخها.


أما الجانب الثاني من العوامل المحلية التي تفسر لنا غياب الفئات الشعبية في المغرب الشرقي فهو راجع إلى هذه الفئات نفسها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب