لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تاريخ المؤسسات الدينية بالمغرب: الرباطات والزوايا أنموذجا pdf تأليف د. محمد العمراني

مقالة "تاريخ المؤسسات الدينية بالمغرب:  الرباطات والزوايا أنموذجا" تأليف د. محمد العمراني - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن المقالة :


العنوان : تاريخ المؤسسات الدينية بالمغرب:  الرباطات والزوايا أنموذجا.


تأليف : د. محمد العمراني.


المصدر : مجلة المنهل.



صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"شكل الرباط في تاريخ المجتمع الإسلامي عامة والمجتمع المغربي خاصة معلمةً تاريخية لا يمكن قراءة تاريخ المغرب دون الإحساس بثقل وزنها وأهميتها في نحت أهم محطات سيرورته، نظراً لما يحمله الرباط من شحنة دينية تجسدت في التصدي للمبدع ومواجهة الخطر المسيحي، وبعد اقتصادي اجتماعي ارتبط بحركة تجارة القوافل وتطور البنية العمرانية.


والرباط لغة مصدر رابط يُرابِطُ، بمعنى أقام ولازَمَ المكان. ويطلق في اصطلاح الفقهاء والصوفية على شيئين: أولهما البقعة التي يجتمع فيها المجاهدون الحراسة البلاد ورد هجوم العدو عنها والثاني عبارة عن المكان الذي يلتقي فيه صالحو المؤمنين لعبادة الله وذكره والتفقه في أمور الدين. وقد جاء في القرآن الكريم: «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون». وهذا النص القرآني يتضمن أمراً واضحاً بالدعوة إلى المرابطة والاستعداد للجهاد، وانتهاج مبدأ النفس الطويل المتمثل في الصبر على الشدائد لما كان يمثله المتربصون بالمسلمين من أخطار داهمة كان لها طابع الديمومة والاستمرارية.


وفي نفس المنحى ورد قوله عز وجل: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) ويحمل هذا النص القرآني دلالة على ما يمثله الرباط من مكان للتجمع بغية رفع حالة التأهب والاستعداد الواجبين على المسلمين لمواجهة العدو بقوة السلاح والخيل لإخافة العدو وإرباكه، سواء كان هذا العدو ظاهراً بينناً أم عدوا متستراً لا يعلمه إلا الله وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم (رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه) تأكيد على فضل المرابطة في نشر الدعوة المحمدية وبثها بين الأمم، ودورها الكبير في صد الأخطار المحدقة بالأمة.


إن مفهوم الرباط لم يستق أصوله دائماً من هدف التصدي للعدو من صنف أهل الحرب فحسب، بل تحول في فترات لاحقة حين دخلت الدولة الإسلامية مرحلة الحضارة الترفية- إلى مفهوم آخر یراد به التصدي لبعض الانحرافات الأخلاقية الجارفة أو معارضة بعض المذاهب الدخيلة على الإسلام، أو مقاومة شطط السلطة التي أمعنت في الظلم والجور، فتمخض عن ذلك ظهور حركات إصلاحية تبنتها ثلة من العلماء والفقهاء والرواة والمحدثين، الذين سعوا إلى التصدي للتيارات المذهبية المنحرفة عن جادة الإسلام ومواجهة مفاسد الحضارة الترفية التي انغمس فيها بعض الحكام، فأصبحوا يدعون الناس إلى الزهد والابتعاد عن ملاذ الحياة والتقشف في المأكل والملبس، ويصرفونهم عن اللهو ومباهج الدنيا.


ولتدعيم هذا التوجه حاولت هذه الفئة من العلماء أن تؤسس رُبطاً تُخصَّص للتوعية والتحسيس بمخاطر الأمراض الاجتماعية عن طريق تنظيم حلقات تدريسية تجسد ما يداهم المجتمع من كوارث أخلاقية وكيفية تجاوزها، عن طريق العودة إلى الأصول الصافية للإسلام ولإنجاح هذا المشروع الإصلاحي فكروا في الابتعاد عن المراكز الحضرية والاستقرار في هوامش المدن والأودية والصحاري، فتغيرت أهداف الرباط من المرابطة والمدافعة ضد تحرشات أهل الحرب إلى هدف التدريس والتلقين من أجل التوعية.


ولعل من أهم الرباطات التي نَحَتْ هذا المنحى الأخلاقي والتعليمي رباط تازة ورباط وادي ماسة ورباط سلا ورباط هرغة ثم رباط أصيلا ورباط نفيس الذي كان يسمى بـدار المرابطين»، وهو الرباط الذي كان يشرف عليه الفقيه السوسي وجاج بن زلو، ويدرس فيه أصول الفقه المالكي وفروعه، كما كان مدرسة في الزهد والعبادة، ومكاناً لدراسة أحكام الشريعة، وكان عبد الله بن ياسين الزعيم الروحي والديني للدولة المرابطية، أحد رواده المخلصين.


وتأتي «الرابطة» بمعنى الرباط سواء في الإطلاق على مكان الجهاد أو مكان العبادة، وإن كان بعض المؤلفين يسمي الجيش المقيم في الرُّبط رابطة. وقد سمَّى المؤرخون «رابطة» المكان الذي أقام فيه عبد الله بن ياسين وجماعة من اللمتونيين الصنهاجيين في إحدى الجزر الساحلية بأقصى الجنوب المغربي، وذلك في أوائل القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي). وتلاحق الصنهاجيون برابطة ابن ياسين لينقطعوا معه فيها إلى عبادة الله تعالى وليتعلموا منه أمور دينهم إلى أن بلغ عددهم نحو ألف رجل، فدعاهم لجهاد القبائل الزائغة عن تعاليم الإسلام، وتطور أمرهم إلى أن كونوا دولة المرابطين.


وقد تصدى الأستاذ محمد مفتاح في أطروحته لمناقشة وتحليل مسألة الرباط والزاوية من حيث التعريف والتوزيع والوظائف، بحيث نجده يدمج كل الأمكنة المعدة للعبادة أو للجهاد في مفهوم واسع لتشمل الرباط والرابطة والزاوية والحصن والمحرس والقصر والمنظرة والمسجد وما انضاف إلى ذلك من الأمكنة المبنية أو غير المبنية مثل الكهف والغار والنوالة والعريش والخيمة والقيطون. كما يناقش المفاهيم اللغوية والاصطلاحية للزاوية والرباط، ليلاحظ استعمال اللفظين متلازمين أو مفترقين للدلالة على المكان المعد لاحتباس النفس للجهاد والحراسة والعبادة ويرى أن اختلاف معنيهما راجع إلى اختلاف التعاريف الملحقة بهما بحكم اختلاف الظروف. ويلمح إلى تطور هذه الأمكنة تاريخيا، مشيراً إلى أن الربط ترجع كلها إلى العصر المرابطي والموحدي ثم أضيفت إليها الزوايا في العصر المريني، مفسراً الاستمرار أو التقهقر بالموقع والعصبية العرقية أو الدينية وبمداخيل المؤسسات ويورد خلال ذلك لائحة الأماكن المرتبطة بالتصوف مميزاً بينها حسب موقعها، ليخلص إلى دراسة كل صنف على حدة، مبيناً أسسه وأدواره وأسباب وجوده واستمراره.


وقد ذيل الأستاذ عبد اللطيف الشاذلي في أطروحته عن «التصوف والمجتمع» دراسة محمد مفتاح المذكورة بما يكون مادة لدراسة تاريخ تطور الربط بالمغرب خلال العصر الوسيط، من خلال تقديم جرد بهذه الربط مُرتب ترتيباً تاريخيا، معتمداً في ذلك على بعض المصادر التاريخية الوسيطية كـ«التشوف» لابن الزيات و«المسالك» للبكري و«الأنيس المطرب» لابن أبي زرع الفاسي. وهذا لا يعني أنه مسح بذلك الجرد كل الربط التي بنيت في الفترة المذكورة وإنما هو محاولة جادة منه تحتاج إلى من يستكملها في إطار بحث خاص من خلال الرجوع إلى جميع المصادر على اختلاف مشاربها المعرفية."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب