لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب حفريات الاستشراق (في نقد "العقل" الاستشراقي) pdf تأليف سالم يفوت

 كتاب حفريات الاستشراق (في نقد "العقل" الاستشراقي) تأليف سالم يفوت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : حفريات الاستشراق (في نقد "العقل" الاستشراقي).


المؤلف : سالم يفوت.


الناشر : المركز الثقافي العربي.


الحجم : 3.3 ميجا بايت.

 ‏

صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"تشكل كتابات ماركس وانغلز حول مجتمعات الشرق إحراجاً أيديولوجياً بوصفها تقدم تبريراً للاستعمار. فهي تؤكد على أن الأمم الشرقية والأمم الصغيرة والمستضعفة عاجزة عن توفير الإطار التاريخي الكافي للتطور الرأسمالي بنفسها، لذا لا بد من أن يفرض عليهـا ذلك الإطار من خارج». فقد رد أنغلز ثورة الأمير عبد القادر الجزائري على المستعمر الفرنسي، إلى كونها صراعاً يائساً للحالة «البربرية للمجتمع»، مرحباً بالغزو الفرنسي للجزائر، الذي اعتبره «حقيقة هامة وسعيدة في تقدم الحضارة»، ويعتمد تفسير انغلز هذا، على فرضيتين أساسيتين: الأولى هي ركود التشكيلات الاجتماعية للعالم الشرقي، وأن الرأسمالية تستطيع بالتالي أن تلعب دوراً تاريخياً في تحطيم أنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية التي تسود هذه التشكيلات، والثانية، هي أن «الأمم الصغيرة أو ثورات الأقليات، لا تساهم في تطور الرأسمالية كنظام علاقات اقتصادية عالمية).


واستلهاماً من هذا الاعتقاد «المقدس»، ذهب تنظيم شيوعي، هو تنظيم مدينة «بلعباس» الجزائرية المنضوي تحت لواء الحزب الشيوعي الفرنسي إلى حد رسم الإطار النظري لتبرير رفض استقلال المستعمرة، بالتأكيد على أن أهليي شمال أفريقيا، هم في أغلبهم عرب غير قابلين للتطور الاجتماعي والثقافي والأخلاقي الضروري للأشخاص من أجل تكوين دولة مستقلة قادرة على بلوغ الكمال الشيوعي. وحيث أنهم لا يحوزون على التقنيين ولا على أدوات العمل والعمال القادرين على استغلال الأرض وباطن الأرض الشمال افريقية (...) لهذه الأسباب، فإن الفرع الشيوعي لسيدي بلعباس يعتبر أن تحرير البروليتاريا الأهلية لشمال أفريقيا لن يكون إلا ثمرة للثورة المتروبولية».


ثمة إذن «نزعة تطورية مراحلية أو تاريخانية تسند المنظور الماركسي للشرق وتحليله لتشكيلاته الاجتماعية، تحت ثقل تصور غائي يعالج التاريخ كسلسلة من المراحل الضرورية، مع اعتبار ما يمر به الشرق حالياً، مرحلة سابقة على التاريخ الحقيقي، نظراً لركود حضاراته وانغلاقها ضمن عاداتها المنحطة وأعرافها الأخلاقية الرسمية وشرائعها، بالمقارنة مع الحضارة الغربية، ونظراً للطابع «السلطوي» «الاستبدادي» لأنظمته السياسية ويتم التأكيد بالخصوص على الإسلام، باعتباره يستوفي، حسب تلك الدراسات، كل نقائص العقلية الشرقية فالإسلام عاجز عن إنتاج معرفة علمية كافية بنفسه. إذ أن الظروف السياسية للمجتمعات الإسلامية تحول دون النقد المستقل، والإسلام يحتاج إلى العلم الغربي من أجل إنتاج المعرفة حول ثقافة العالم الإسلامي وتنظيمه الاجتماعي (...) ومن هذا المقترب التاريخاني، تجري مقارنة التاريخ الراكد للإسلام (...) بالتاريخ الديناميكي للحضارة الغربية التي تتخللها ثورات تقدمية مستمرة.


ويلجأ عادة، في محاولة تفسير ما يدعى بالركود واللاتاريخية إلى عدة فرضيات من أبرزها القول بـ غياب الطبقات الاجتماعية الحقيقية وبالتالي غياب صراع طبقي باعتبار المجتمع الشرقي، بناء فسيفسائياً يرتكز أساساً إلى التنوع العرقي والاثني، وغياب الرأسمالية كمرحلة مخاض لما بعدها.


إنه الهم الذي قاد المفكر الشهير عالم الاجتماع والمستشرق مكسيم رودنسون Maxime Rodinson ، في مؤلفه القيم الإسلام والرأسمالية Islam et capitalisme» حيث يظل نسق الإسناد والمرجع هو الرأسمالية الغربية والمراحل التي قطعها المجتمع الأوروبي. إذ يظهر الغرب في الاستشراق، كمنطق للفضائل اليونانية (الفلسفة والديمقراطية والفردية، بينما يظهر جمود الشرق الأوسط بفعل خصوصية اليهودية وانغلاقها من جهة وتعصب الإسلام وبلادته من جهة أخرى». وإذا كنا قد أبرزنا الأصول «الأنواريـة» (نسبة إلى عصر الأنوار)، بل الوسيطية، ثم الهيغلية لفكرة تعصب الإسلام» فإن لفكرة انغلاق اليهودية نفس الأصول. يقول هيغل: «التاريخ اليهودي (...) تفسده سمة الانغلاق التي يقرها الدين بالنسبة لروح الأمم الأخرى ... كما تفسده نقص الثقافة عموماً وظهور الخرافة التي أدى إليها تصور القيمة العليا لجنسهم الخاص، وهي فكرة أدت لاحقاً بالماركسيين إلى الاعتقاد أن الحل النهائي للمسألة اليهودية هو بلترة اليهود تحويلهم إلى بروليتاريا) وهو أمر يقتضي منحهم وطناً يدخلون من خلاله التاريخ ويقطعون مراحله الطبيعية والعادية، وهو اعتقاد انتشر في الأوساط الاشتراكية التي ستبرر الصهيونية ماركسياً وبروليتارياً، استناداً إلى تفسيرات تاريخانية وغائية للماركسية، تستلهم مواقف هيغل على نحو ما فعل «بوروشوف» (1881 - 1917) - B. Borochov . اليهودي الروسي الماركسي الذي أكد أن البنية الطبقية شرط الدخول إلى التاريخ، وهو ما لا يتوفر في المجتمع اليهودي آنذاك، الذي لا بد له من ،وطن كي تنشأ علاقات الفئات اليهودية فيما بينها ويظهر الصراع . أنها ذات الإشكالية الهيغلية القائمة على مركزية أوروبا ونموذجية الغرب بالنسبة للشرق، وقد ورثها الفكر الماركسي، فهذا الأخير يبشر بمشروع جوهره تحول أوروبا إلى بؤرة استقطاب العالم، وقوامه تصور نظام عالمي تتم صياغته انطلاقاً من نموذج للتنمية يسير على هدى وخطى التجربة الأوروبية «الأمر الذي يقتضي تقنين المجاري المختلفة والمتعددة للتراث الحضاري الإنساني، تبعاً لحاجات مركز ثقل واحد ـ مع ما يترتب على هذه العملية من إلحاق وتدمير للثقافات غير الأوروبية المنكفئة إلى حدود «أطراف تابعة - هذا التصور يتواصل في فكر لينين الذي راهن حتى اللحظة الأخيرة على الديناميكية الثورية للغرب)."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب