لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب العصبية القبلية؛ ظاهرة اجتماعية وتاريخية (على ضوء الفكر الخلدوني) pdf تأليف د. د. بوزياني الدراجي

 كتاب العصبية القبلية؛ ظاهرة اجتماعية وتاريخية (على ضوء الفكر الخلدوني) - تأليف د. د. بوزياني الدراجي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : العصبية القبلية؛ ظاهرة اجتماعية وتاريخية (على ضوء الفكر الخلدوني).


تأليف : د. بوزياني الدراجي.


الناشر : دار الكتاب العربي- القبة – الجزائر.


رقم الطبعة : الأولى.


تاريخ الإصدار : 2003.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 






مقتطف من الكتاب :


"نشأة الدولة :


والآن.. يحق للقارئ أن يتساءل؛ عن المراحل المنطقية التي قطعها ابن خلدون أثناء تأمله، وعن موقفه تجاه بقية النظريات التي سبقه إليها مفكرون آخرون بخصوص نشأة الدولة؛ ثم قياس كل ذلك بما وصل إليه الذين أتوا بعده فيما يخص نشأة الدولة أيضاً. لأنه قد اتضح بأن ابن خلدون قــد راجع ـ خلال تأمله ـ مخزونه العلمي والمعرفي الذي تزخر بـه ثقافته، ومطالعاته السابقة. حيث وجد أن المنطلق يكمن في المبدأ الذي أعلنه أرسطو، ثم الفيلسوف العربي أبو نصر الفارابي. وينطلق ذلك المبدأ من قولهم : الإنسان مدني بالطبع)). فبهذه العبارة انطلق ابن خلدون في بناء نظريته. حيث شرح الصورة التي يحدث بها الاجتماع؛ وذلك بإبراز حتمية وضرورة التعاون بيـن الناس؛ كل حسب تخصصه. عندها ينشأ الاجتماع الذي يلملم شملهم، ويوحد جهودهم؛ ويوفق بين مختلف نشاطات أفرادهم : الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية. فتظهر - عندئذ - الحاجة إلى تقديم خدمات معينة من طرف بعضهم لبعضهم الآخر؛ وذلك حسب تخصصاتهم وقدراتهـم العقلية والعضلية. وتصبح - مع مرور الوقت ـ لكل عضو في المجتمع ممتلكات خاصة به؛ يحصل عليها بفضل ما كسبه بواسطة حسن تفكيره وبذل الجهد في عمله. ولما تتكدس الثروة - بفضل التفوق الإبداعي ـ لدى بعضهم؛ يتسرب الحسد والطمع إلى نفوس بعضهم الآخر؛ ممن ضحلت مجالات إبداعهم، وهزلت ميادين أفكارهم، وضعفت جهودهم الإنتاجية، وشحت خزائنهم ومدخراتهم؛ عندئذ يحاول المتطفلون منهم الاستفادة من خيرات غيرهم، ومشاركتهم ممتلكاتهم؛ فيلجئون إلى محاولة انتزاعها منهم؛ فيصدهم أصحاب الـشيء. وهنا تنشب الفتنة؛ المؤدية إلى الاقتتال. وعندها يصل ابن خلدون إلى صلب الموضوع؛ أي للمرحلة التي تظهر فيها الحاجة إلى قيام الوازع؛ الذي يصد الظالمين، ويحمي المظلومين. وهكذا يتوصل إلى نتائج منطقية يمكن تلخيصها في : 


- أن الاجتماع الإنساني أمر فرضته الطبيعة، وبالتالي فهو ضروري. 


- ‏أن العدوان أمر محتوم؛ لأنه طبيعي ـ أيضاً ـ في النفس البشرية.


- وعليه فلا بد من قيام الوازع؛ الذي يمكن بواسطته كبح الظالمين، والذود عن المظلومين، ومنع حدوث أي عدوان من قبل أطراف قوية على أطراف أخرى ضعيفة.


وبقيام الوازع - الضابط والمحافظ على تحقيق السير الحسن في المجتمع؛ أي مجتمع كان - ينشأ أول شكل من أشكال السلطة. وهذه السلطة تتدرج ـ طبعـاً ـ مـن صورتها البدائية البسيطة إلى صورة أخرى متطورة. ففي البداية تكون السلطة على شكل رئاسة أو مشيخة؛ لـهـا صلاحيات استشارية غير قاهرة؛ ثم تنمو وتشتد؛ بتدرجها نحو الشكل الذي يعرف - فيما بعد - بالملك؛ ذي القوة القاهرة والسلطان المطلق.


 وجملة القول.. هي أن الطبيعة التي سنها الله سبحانه وتعالى في الكون؛ تقتضي الاجتماع البشري؛ كما تقتضي وجود العمران. ولما كان العدوان ـ أيضاً ـ من مقتضيات الطبيعة؛ فإنه يستدعي التوفيق بيـن تلك المقتضيات. لذا تحتم أن يقوم في المجتمع وسيط - قد يسمى حاكما يمكنه تحقيق العدالة بين الناس، ويفصل في القضايا والخلافات؛ كلما حدث خصام أو حصل تشابك في المصالح، أو وقع تضارب في الأهداف. وبذلك ظهر ما يسمى بالوازع، أو بالأحرى الحاكم؛ الذي أضحى وجوده من الضرورات المحتومة، والمطلوبة؛ لسلامة البقاء، ودوام الحياة. وبطبيعة الحال.. فذلك الوازع يحتاج ـ بدوره ـ إلى معونة؛ لكي يقوم بمهامه على أتـم وجه وأفضله. عندئذ يشرع في استخدام معاونين ومساعدين؛ الأمر الذي يستلزم ظهور هيئة متماسكة سميت. فيما بعد ـ بالحكومة، أو الدولة.


وبهذا التفسير يعلل ابن خلدون قيام الدولة؛ ثم يقول : ((والسبب الطبيعي الأول في ذلك على الجملة أن الدولة، والملك للعمران؛ بمثابة الصورة للمادة؛ وهو الشكل الحافظ بنوعه لوجودها. وقد تقرر في علوم الحكمة؛ أنه لا يمكن انفكاك أحدهما عن الآخر. فالدولة دون العمران لا تتصور؛ والعمران دون الدولة، والملك متعذر؛ لما في طباع البشر من العدوان؛ الداعي إلى الوازع؛ فتتعين السياسة لذلك؛ إما الشرعية، أو الملكية؛ وهو معنى الدولة. وإذا كانا لا ينفكان فاختلال أحدهما مؤثر في اختلال الآخر؛ كما أن عدمه مؤثر في عدمه)). والوازع - حسب رأي ابن خلدون ـ لا يكون وازعاً إلا من كان يحظى بعصبية قوية تسانده، وتوفر له سلطة قاهرة؛ تمكنه من التحكم بقوة وغلبة؛ تؤهلانه لصد أشكال العدوان؛ على اختلاف أصنافه وتباين شدته. وعليه فهو يُخرج من هذه الصفة رؤساء القبائل، وشيوخها؛ لأن حقيقة الوازع لديه هي كما يقول: ((فلا بد أن يكون متغلب عليهم بتلك العصبية، وإلا لم تتم قدرته على ذلك. وهذا التغلب هو الملك. وهو أمر زائد على الرياسة؛ لأن الرياسة إنما سؤدد؛ وصاحبها متبوع؛ وليس له عليهم قهر في أحكامه. وأما الملك فهـو التغلب، والحكم بالقهر. إذن فالوازع ليس شيخاً لفئة معينة فحسب؛ ولا رئيس قبيلة فقط. كما أن القبيلة ليست هي الدولة؛ تلـك الدولة التي يسميها ابن خلدون في مواضع عديدة : الملك."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب