لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

فیرناند بروديل والتاريخ: الانطلاقة الجديدة لمدرسة الحوليات الفرنسية PDF تأليف د. سوالم أحمد

مقالة "فیرناند بروديل والتاريخ: الانطلاقة الجديدة لمدرسة الحوليات الفرنسية" تأليف د. سوالم أحمد - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن المقالة :


العنوان : فیرناند بروديل والتاريخ: الانطلاقة الجديدة لمدرسة الحوليات الفرنسية.


المؤلف : د. سوالم أحمد.


المصدر : المعرفة.


الناشر : وزارة الثقافة


تاريخ النشر : 2021.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"أزمنة بروديل


ساعدت العوامل السالفة فيرناند بروديل، أن يصبح مجدداً في التاريخ موضوعاً ومنهجاً، وعن ذلك قال : أناضل من أجل صورة جديدة للتاريخ. وهو ما عبرت عنه أفكاره الإنسان لا يصنع التاريخ، تاريخ إمبريالي، او سوق مشتركة لعلوم الإنسان كرفض للحدود بين العلوم الإنسانية - مفهوم الزمن (الأمد القصير والأمد الدوري، والأمد الطويل) «فالتاريخ بحسب فهم بروديل وممارسته له يقوم على جدلية الأزمنة المختلفة في وتائرها وانسيابها، للكشف عن أوجه الصراع الدائم الذي يقوم بينها.


 وتمتاز أزمنة بروديل، بأنها متعددة ومتضامنة فيما بينها عملت على تجديد التاريخ وتوسيع فكرته لتشمل الإيقاع الأبطأ فيه، بهدف بلوغ تاريخ شمولي يحيط بالمجتمع في بنياته وجغرافيته واقتصاده وذهنيته وعقليته وحضارته، من خلال احتكاك اكبر بين التاريخ وباقي العلوم الإنسانية الأخرى، فمع بروديل تخطى التأريخ نفسه، ليصبح جغرافياً واجتماعياً واقتصاداً في آن واحد وعلى قدم المساواة، ويمكن الوقوف على ثلاثة مستويات من الأزمنة لدى بروديل، هي: 

 ‏

 ‏أ - الزمن الطويل أو الزمن الجغرافي يهتم بمستوى علاقة الإنسان ببيئته ومحيطه، بطيء في صيرورة تحوله . وهذا الزمن ينطبق على الضفة الجنوبية اكثر من الشمالية، ففيه نتحدث عن بنيات ثابتة أو شبه ثابتة كعلاقة الإنسان بالأرض، والتي ظلت كما هي منذ ظهور الاستعمار حتى الاستقلال، فالبنيات لم تتغير لمدة زمنية طويلة.

 ‏

فللتأريخ بهذا الزمن، شدد بروديل نظرياً وعملياً على أهمية الإطار الجغرافي، فالجغرافيا ترسم سجوناً للإنسان طويلة الأمد، لكنها غير جامدة تتأثر بالمناخ وموجاته وبقدرة الإنسان على التكيف والتغير، إنه التاريخ الذي يجمع بين معطيات الطبيعة ومعطيات البشر، فخلف التاريخ الذي يعج بالحكومات والحروب والمجاعات، ترتسم تواريخ أخرى يكاد الناظر لا يتبين حركتها - تواريخ بطيئة الحركة، كتاريخ الطرق البحرية، وتاريخ القمح، ومناجم الذهب والجفاف، والري، والأراضي، ووصف الجبال والسهول والأنهار والعادات والتقاليد، والبحار، والرياح، والملاحة، والجزر، والمناخ والحدود، والسكان... 


فتاريخ الزمن الطويل، هو تاريخ البنيات الجغرافية الاقتصادية والاجتماعية المتأصلة وبطيئة التطور، فالبنيات لم تتغير لمدة زمنية طويلة . ويكتسي هذا الزمن أهميته في إسهامته في تجاوز التاريخ التقليدي المرتكز على الأفراد والأحداث، وفي تحطيمه الحواجز التي كانت بين التاريخ والعلوم الإنسانية الأخرى كالجغرافيا والانثروبولوجيا، والاجتماع.... وقد عبر عند ذلك بروديل نفسه بقوله : «الزمن الطويل له قيمة استثنائية، لأنه التاريخ العميق للإنسانية، وإنه بالعلاقة مع هذا التاريخ يبنى كل التاريخ. 


ب - الزمن الدوري : تاريخ المدى المتوسط أو زمن التاريخ الاجتماعي أو تطور المجموعات، يحتل موقعاً وسطاً ضمن الهندسة البروديلية للزمن بين مستوى عميق شبه ثابت ومستوى سطحي سريع الإيقاع بين الاعماق السحيقة وزبد الأيام.


يتميز الزمن الدوري بأنه يتغير بصفة دورية فهو تاريخ الظرفية، وهو مبني على أساس الأرقام والجداول والرسوم البيانية. فالتغيرات الدورية التي تصيب الاقتصاد من هبوط وارتفاع الأسعار أو الإنتاج تدخل ضمن الزمن الدوري، والظواهر الدورية تكذب التاريخ الخطي الكرنولوجي للأحداث المتسلسلة.


ج - الزمن القصير: هو زمن التاريخ السياسي والعسكري أو التاريخ الحدثي، هو زمن إخباري صحفي كان يشتغل عليه المؤرخ عادة يمتاز بانه تاريخ تقليدي سردي متغير ومتواتر ذو بعد فردي وليس له بعد إنساني، دعا بروديل إلى تجاوزه لانه بمنزلة الزبد الذي يطفو فوق موجات بحر التاريخ فهو تاريخ متقلب غالباً ما ينتهي إلى النسيان.


تاريخ الحدث هو منهج التاريخ التقليدي القائم على السرد التعاقبي للأحداث وهو أكثر المدد تقلباً وخداعاً حسب بروديل، لأنّه يمتاز بالسطحية والظاهرية لذلك دعا لتجاوزه دون إلغائه «فلا ينبغي التفكير ضمن الزمن القصير وحده، ولا ينبغي لنا أن نعتقد أن الفاعلين الذين يحدثون الضجيج هم وحدهم أكثر الفاعلين أهمية، بل ثمة آخرون صامتون، ودعا لاستبدال بالتاريخ الحدث التاريخ المشكلة، سعياً منه للإحاطة بوقائع الاجتماع البشري كلها، وبتعدد الأزمنة التاريخية وتفاوتها في الزمن الواحد.


نافلة القول، يعد فيرناند بروديل أول من جمع العلوم الإنسانية بمناهجها وأدواتها في مقاربة واحدة شاملة، كما أسهم في تجديد الكتابة التاريخية، «... فمع بروديل، بحسب فرونسوا إيفالد، تخطى التأريخ نفسه ليصبح جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً في آن واحد وعلى قدم المساواة، فاستحق بذلك أمير التاريخ حسب فرنسوا دوس."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب