كتاب علم التاريخ عند المسلمين للمؤلف فرانز روزنثال - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
عنوان الكتاب : علم التاريخ عند المسلمين.
المؤلف : فرانز روزنتال.
ترجمة وتحقيق : صالح أحمد العلي.
الناشر : مؤسسة الرسالة.
الطبعة : الثانية 1983م / 1403هـ.
عدد الصفحات : 877.
حجم الكتاب : 17.38 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"المختصر في علم التاريخ
ان الكتاب القصير الذي عنوانه « المختصر في علم التأريخ » والذي ننشر بعضه في الصفحات التالية كتب سنة ١٤٦٣/٨٦٧ وبالرغم من حداثة تأريخه نسبيا، فانه اقدم رسالة اسلامية معروفة لدينا عن نظرية علم التأريخ فاذا وجدت عن الموضوع كتب أخرى أقدم منه فانها لم تظهر للنور بعد. اما « مقدمة » ابن خلدون، فقد اعتبرت كتابا مستقلا في حياة مؤلفها الذي اطلق على « موضوع الكتاب الأول منها » علما مستقلا. ومع هذا فقد أريد « بالمقدمة»، ان تكون مقدمة لتأريخ عظيم، وكانت تبحث في التأريخ ولا تبحث في كتابة التأريخ الا بصورة غير مباشرة.
اما الكافيجي ، فقد حاول ، من جهة ثانية ان يكتب كتابا يهتم بمعالجة نظرية للتأريخ دون غيرها. ويمكن القول لاول وهلة بانه لم ينجح. فالنصف الثاني من الصفحات العشرين من المخطوطة المصرية للكتاب مليء بالقصص، وهذه القصص يهدف منها الى توضيح المناقشات النظرية، غير انها في الواقع مجرد أمور خيالية عادية، وحكايات عن الملائكة والانبياء، مع بعض المعلومات التأريخية التي اضيفت الى آخر الكتاب واذا كان النصف الثاني من الكتاب مليئاً بمادة لا قيمة لها، فان القسم الاول يعوض تماما عن نقائص القسم الثاني.
ان محي الدين محمد بن سليمان الكافيجي اصله من كوك جاكي في الاناضول وقد ولد على ما يقول ـ وقد يكون في قوله مبالغة لعمــــره - في سنة ٧٨٨هـ / ١٣٨٦ م، وتوفي في سنة ٨٧٩ / ١٤٧. وان كثرة تردد اسمه في تراجم رجال القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي المذكورين في « الضوء اللامع » للسخاوي، تدل على انه كان معلما شعبيا. اما مؤلفاته فكانت كثيرة، غير ان معظمها قصيرة ولم ينشر منها شيء وفي دار الكتب المصرية بالقاهرة بالاضافة الى كتاب الكافيجي عن علم التأريخ عدة مخطوطات رجعت اليها، ومنها شرح لكتاب ابن هشام في النحو ومجموعتان من رسائله الصغرى، وموضوع هذه الرسائل لا يختلف كثيرا، غير انه يبدو ان الكافيجي عالجها بأصالة كبيرة.
وكتاب « المختصر في علم التأريخ » هـذا جدير بالاعتبار لاصالة طريقته وجودة كتابته. وهو يتبع النظام المألوف في تعريف علمي يرجع الى الفلسفة الارسطو طاليسية. وكان مصدر الالهام المباشير في هذا المضمار هو طريقة البحث في علم الفقه. وقد أجاب باختصار عن المسائل المتعلقة بخصائص علم التأريخ وغرضه، وهدفه وفوائده. غير انه كرس مجالا اوسع للمعضلات الناجمة عن غموض كلمة « تأريخ » العربية، وعن مركز التأريخ في العلوم الدينية الاسلامية.
لم يكن الكافيجي مؤرخا محترفا، ولا يبدو انه مهتم بصورة خاصة بالتأريخ، وبالاضافة الى الكتاب الحالي، فقد اهتم بالمعضلات التأريخية في « كتاب النصر القاهر والفتح الظاهر وكان يعتبر في زمانه ثقة في العلوم غير الدينية وغير الاحاديث وتظهر في كتابه عن علم التأريخ معرفته الضئيلة بالفلسفة والعلوم، غير انه كان فوق كل شيء عالماً دينياً مثل معاصره الاصغر، السخاوي، ومثل علماء عصره كافة. غير ان انشغاله بالتأريخ كان عرضيا بالنسبة لدراساته عن الحديث والفقه، ولعل هذا كان أكثر مما يود ان يعترف هو به.
ان افكار المكافيجي عن التأريخ كما بينها في الكتاب الحالي، كان لها اثر كبير على السخاوي فلولا « المختصر في علم التأريخ » لما كان بالامكان ظهور « الاعلان بالتوبيخ » للسخاوي فان المسائل، وعرضها الى حد ما، هي نفسها في كلا الكتابين ولا يوجد مبرر لافتراض وجود مصدر مشترك لهما. غير انه قد يكون من الخطأ ذم السخاوي لعدم تقديره لكتاب سلفه. فقد كان السخاوي يحاول دائما ان يعطي حلولا جديدة للمسائل التي اثارها الكافيجي. وقد كان السخاوي واضحا بينما كان عرض الكافيجي شديد الايجاز. وقد ملأ فراغا كبيرا لنواحي علم التأريخ الاسلامي كافة.
ومن سوء الحظ ان ابداع الكافيجي لم توازه مواهبه في التعبير الادبي، فملاحظاته تبدو كانها رؤوس أقلام المحاضرات القيت على جماعة من طلاب الفقه. وهناك بعض الاشارات الى مناقشات سابقة لا نعرفها. ومع ملاحظتنا للاصطلاحات الفنية التي كانت شائعة في ذلك العصر وهي اصطلاحات فقهية بصورة عامة، فان المعنى المضبوط للنص يبقى في بعض الأحيان غامضا .. وهذا يرجع من حبث العموم الى عدم قدرة المؤلف على التعبير عن نفسه بوضوح. ثم ان أفكاره أيضا غامضة، ويبدو ان كثيرا منها لم يتح لها الوقت الكافي لتنضج في ذهن المؤلف.
كل هذه العوامل تجتمع لتعقد واجب المترجم وقد تمت ترجمة الكافيجي بالروح نفسها التي ترجم فيها كتاب السخاوي، وينبغي ان تقارن الملاحظات على مقدمة ترجمة « الاعلان » « أدناه ص ۱۹۸ - ۲۰۰، وفي بعض الاحيان كنا نشعر بالحاجة الى المزيد من الترجمة الحرفية. وقد ترجمنا « علم التأريخ » في « الاعلان » history ولم نستعمل التعبير المحرج "historiography" أو « The Science of history وهي ترجمة تثير بسهولة اقترانات مغلوطة في ذهن القارىء الحديث. اما في هذا الكتاب، فقد اخترت ''historiography" لكلمة علم التأريخ. كما اني استعملت كلمة "Codification" ترجمة لكلمة « تدوين، ولم استعمل لها "Systematic Theoretical Treatment" وان كان هذا التعبير الاخير ادق.
اما مخطوطة « المختصر في علم التأريخ، التي استندت عليها هذه الترجمة، فهي المخطوطة المحفوظة في دار الكتب المصرية. وقد كتبت بعد ثمانية أيام من انتهاء المؤلف من الكتاب في سنة ٨٦٧هـ / ١٤٦٣م، اما ناسخها فهو احد تلامذة الكافيجي، وهو علي بن داود الجوهري، المؤرخ الذي ولد سنة ٨١٩هـ / ١٤١٦م وتوفي سنة ٩٠٠هـ / ١٤٩٥م، ولا بأس ان نذكر هنا عرضا ان السخاوي جعله في « الضوء اللامع، ذا شهرة رديئة جدا.
وهناك مخطوطتان أخريان من هذا الكتاب في استامبول : ايا صوفيا ٣٤٠٣ ، ٣٤٠٣، وقد استفسرت عنهما من هذه ريتر الذي كان لا يزال آنذاك في استامبول ، فتلطف باخباري ان نسخة واحدة منهما فقط يمكن التوصل اليها، اما الثانية فكانت في الاناضول حيث نقلت هناك خشية من أخطار الحرب غير ان كلتا النسختين أصبحتا الآن في متناول اليد. وقد استطعت الحصول على مصورات فوتوغرافية لهما بالتعاون الودي التام للسلطات التركية في امريكا وفي تركيا، وباللطف العظيم للدكتور مصطفى كويمن، من رجال المكتبات في استامبول، والدكتور ج. ك . برج من استامبول. والنسختان كتبهما الشخص نفسه وهو يحيى ابن محمد الدمسيسي الذي ولد سنة ٨٣٣ / ١٤٣٠ وكان تلميذاً آخر للكافيجي، وقد ظل الدمسيسي، بعكس الجوهري، على علاقات طيبة مع السخاوي، فلما الف هذا « الضوء اللامع كان الدمسيسي لا يزال على قيد الحياة، فحظي بقسط وافر من المديح.
وقد تم نسخ مخطوطة ايا صوفيا ٣٤٠٢ يوم الخميس في الثالث والعشرين من شعبان لسنة .. ( لم استطع قراءة بقية الكتابة، ولعلها السنة. التي الف فيها الكتاب، غير ان اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة ١٣/٨٦٧ مايس ١٤٦٣ يصادف الجمعة ).
واذا كانت مخطوطة الجوهري كتبها لاستعماله الخاص كما يتجلى ذلك من كتابتها الرديئة فان نسخ الدمسيسي ربما نسخت للبيع، ولذلك كتبت بخط ممكن قراءته. والكتابة الرديئة في هذه الحالة، لا تعني ان النص جيد، فنسخة الجوهري أردأ من نسخة الدمسيسي؛ اما مصورة ايا صوفيا ٣٤٠٣، فقد وصلت بعد ان ارسلت مسودة کتابي للناشر، فلم تتوفر لي فرصة مقارنتها قبل طبع الكتاب."
رابط تحميل الكتاب :