لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التاريخ واللسانيات، النص ومستويات التأويل - pdf تقديم عبد الأحد السبتي

كتاب "التاريخ واللسانيات، النص ومستويات التأويل" أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : التاريخ واللسانيات، النص ومستويات التأويل.


تنسيق وتقديم : عبد الأحد السبتي.


اعمال المائدة المستديرة - مراكش 25.26 ماي 1990.


الناشر : منشورات كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط.


سلسلة : ندوات ومناظرات رقم 20.


عدد الصفحات : 169 ص.


حجم الكتاب : 2.37 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"إن للوثيقة تعبيرين : تعبيراً صريحاً و آخر خفياً. فالصريح يمكن فهمه إذا توفر لدينا الكود الذي كتبت به. أما التعبير الخفي فلا يكفي لفهمه امتلاك الكود المذكور وإنما يجب اتباع تقنيات مخالفة لتلك التقنيات الكلاسيكية التي تكمن في شرح الكلمات والجمل والفقرات ... الخ. ولإدراك هذا التعبير الخفي يجب اعتبار عدة عناصر لانعتبرها عادة في فهم التعبير الصريح كالأغلاط المرتكبة والبيئة التي كتبت فيها (contexto) وعناصر أخرى خارجة عن النص. ولا أريد أن أقول بهذا أن الوثيقة تتعمد التعبير الخفي، وإنما وجود هذا الأخير يكون عفوياً وخارجاً عن إرادة كاتب الوثيقة. هذا التعبير يزودنا بمعلومات محيطية تكمل المضمون الصريح وتوضحه لهذا فانطلاقاً من تجربة شخصية سأحاول تقديم تحليل للنصوص الأعجمية الموريسكية معتمداً أحياناً قراءة مخالفة لتلك المعتادة لإبراز بعض المعلومات المحيطية التي تتضمنها.


ولكن قبل الدخول في التحليل، أود أن أعرف شيئاً ما بهذا الأدب :


 إن النصوص الأعجمية الموريسكية الإسبانية اللغة والعربية الخط، خصوصاً تلك المكتوبة في القرن السادس عشر وبداية السابع عشر تعكس جوانب عديدة من حياة هذه الشريحة من المجتمع الإسباني التي وجدت نفسها في هذه الفترة أمام وضع أرغمها على التكيف مع متناقضات كان عليها أن توفق بينها حتى تتمكن من تخطي المآزق.

 ‏

إن هذه النصوص التي مثلت ظاهرة ربما لم يُعرف لها نظير في تاريخ البشرية ضمنت لغتها مقومات الشخصية الإسبانية التي أفرزتها : فالإزدواجية اللغوية على كافة مستويات هذه الأخيرة ورفض الدين المفروض والتفقير الثقافي والإستيلاب المنشود من قبل الأغلبية المسيطرة... الخ كلها عناصر رسوبية يمكن ملاحظتها بإخضاع هذه النصوص إلى التحليل اللغوي الصوتي والدلالي. 


هذه اللغة اصطلح على تسميتها بـ aljamia أي الأعجمية وهي لغة إسبانية استعملها الموريسكيون وقبلهم المدجنون إسبانية كانت تحافظ في أراغون القرن السادس عشر مثلا عن صيغ كانت قد تخلت عنها لغة المسيحيين انذاك. ثم كانت لها خصوصيات صوتية تكمن مثلا في النطق بالشين مكان [s] وتفكيك المجموعات الصامتة بصائت كالموجود في المقطع السابق والخلط بين [e] و [i]... الخ.


ولهذه اللغة أيضا خصوصيات معجمية. فالنصوص التي وصلتنا تتخللها كثير من الكلمات العربية، خصوصاً تلك التي يمكن اعتبارها مصطلحات دينية إسلامية. فالموريسكي لم يكن يقبل تعويض المصطلحات العربية المذكورة بمقابلاتها الإسبانية نظراً لربطه بين العربية والإسلام وبين الإسبانية والمسيحية. فهكذا لا نراه أبداً يترجم الكلمات العربية : الله - النبي - الصلاة – الزكاة... الخ وإنما يتركها كما هي في العربية. وقد يذهب المسلم الإسباني أحياناً عند استعماله للخط اللاتيني الى عدم كتابة لفظة «الله» بهذه الحروف بل يحافظ عليها مكتوبة بالعربية وسط النص المكتوب بالحروف اللاتينية). ولنا خصوصيات معجمية أخرى لهذه اللغة كصياغة كلمات إسبانية على أوزان عربية وتكييف بعضها مع المعنى العربي بعد افراغها من الإسباني.


 أما أهم ما تتميز به اللغة الأعجمية كونها مكتوبة بالخط العربي.


هذه إذا لمحة تعريفية موجزة عن هذه اللغة التي وصلتنا منها نصوص كثيرة من عدة مناطق من الجزيرة الأندلسية : من أراغون وقشتالة وغرناطة... الخ.


إن أول ما يسترعي الانتباه أمام هذه الظاهرة اللغوية، كتابتها بالخط العربي. فهذا الجانب يكون لغزاً تضاربت حوله الآراء واختلفت و لم تقدم لنا جواباً مقنعاً ومنطقياً. فهناك من ظن أن كتابة الأعجمية بالخط العربي كان لإخفاء المضمون الديني لكتب الموريسكيين عن أنظار محاكم التفتيش، ثم من اعتبر تأثير الدين الإسلامي ومن ذهب إلى التعليل بعدم معرفة الموريسكيين للخط اللاتيني.


 إنني حاولت أن أبحث عن جواب لهذه الظاهرة فوجدت بعد تصفح وتحليل عدة عشرات من المخطوطات الأعجمية أن الرموز المستعملة فيها تكون نسقاً ناضجاً لتمثيل الأصوات اللغوية الإسبانية لا يمكن أن يكون وليد الحقبة التي كتبت فيها هذه المخطوطات. خصوصاً وأن انتشار هذا النسق عبر مناطق مبتعدة بعضها عن البعض يحتاج إلى وقت طويل، خصوصاً إذا أخذنا بعين الإعتبار صعوبة التواصل آنذاك في منطقة شاسعة الأطراف.

 ‏

إذا حاولنا إقامة إطار زمني لهذا الأدب فإننا سنجد، إذا قبلنا ما قاله L.P. Harvey أن مخطوط الكتاب شاغبين al-kitab segoviano الذي يرجع تاريخه الى حوالي سنة 1455 هو أساس كل ما سيُكتب مستقبلاً (في الأدب الأعجمي). إن هذا الأدب يتطور بين منتصف القرن الخامس عشر والعقد الثاني من القرن السابع عشر، أو ابتداءاً . الثلث الأول من من القرن الخامس عشر (1428) إذا اعتبرنا المخطوطات المكتشفة في Ocaña. ولكن كل هذا ليس إلا تحديداً يعتمد أساساً ما هو مكتشف ولا يراعي طبيعة الجانب الخطي الذي يجب أن يُعتبر مظهراً من المظاهر التي يمكن أن ينصب عليها التحليل لضبط عمر هذا الأدب، بتقنية قد تذكرنا بتلك المستعملة لمعرفة أعمار الأشجار.


وهكذا، فإذا أخذنا مخطوط الْكِتَابُ شَاغُبين فإننا سنجد فيه أن نظام التمثيل الصوتي يتمشى مع ما وجدناه في المخطوطات المكتوبة بعده. فسنرى مثلا تمثيل [e] بالفتح + الألف و [i] بالكسر و [ç] بالسين و [s] بالشين... الخ. ولكن إذا رجعنا الى مخطوط من مخطوطات Ocana مثلا وجد ضمن مجموعة يرجع تاريخها إلى سنة 1428 فإننا سنجد تمثيل [ç] يكون أحيانا بالسين وأخرى بالصاد، و [e] يكون بالكسر أحيانا وبالفتح + الألف أحيانا أخرى... الخ، الشيىء الذي يمكن أن يعتبر مؤشراً على الإنتساب إلى فترة لم يكتمل فيها بعد نضج النظام التمثيلي. 


ومن جهة أخرى أود أن أشير إلى جانب استرعى انتباهي بشكل خاص، ويتمثل في بعض عقود الزواج التي عثرتُ عليها في المكتبة الوطنية بمدريد والتي يرجع تاريخها إلى 1468 و 1470...إن هذه العقود كتبت بالنظام التمثيلي الذي اعتبرناه ناضجاً. لهذا فإن وجود هذه العقود وكذا بعض التسجيلات الحسابية يدلنا على أن استعمال الحروف العربية لم يكن منحصراً في كتابة النصوص الدينية التي احتاج إليها الموريسكيون أيام الحظر المفروض على الدين الإسلامي، بل أن هذه الكتابة كانت متداولة بين الناس في حياتهم اليومية لكتابة اللغة الإسبانية. وربما لن أخطىء إذا قلت إن بداية هذا الاستعمال يجب البحث عنه في الأيام الأولى من دخول المسلمين إلى جزيرة الأندلس، خصوصاً وأن الإسبانية آنذاك لم تكن قد رقيت بعد إلى مرحلة الكتابة التي لن تعرفها بشكل قار إلا في القرن الثالث عشر. إذا فمن الطبيعي أن يستعمل الفاتحون المسلمون خطهم لكتابة لغة الأندلس، خصوصاً وأن عامة مثقفيهم إذا كانوا قد احتكوا بالمسيحيين وتعلموا أحياناً لغتهم الرومنسية، فقليلون هم اولئك الذين نفذوا إلى القدر اليسير من العلم المسيحي المتوفر آنذاك والذي كانت تحتكره اللاتينية ورهبانها داخل الأديرة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب