لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التعرف على المغرب 1883 - 1884 - الرحلة - جزأين - pdf تأليف ف. شارل دو فوكو

كتاب التعرف على المغرب 1883 - 1884 - الرحلة - جزأين - تأليف ف. شارل دو فوكو - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : التعرف على المغرب 1883 - 1884 - الرحلة.


الجزء : الأول والثاني.


المؤلف : ف. شارل دو فوكو.


تحقيق وترجمة : المختار بلعربي.


الناشر : دار الثقافة.


حجم الجزء الأول : 6.85 ميجا بايت.


حجم الجزء الثاني : 26.47 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"بدأت منطقة جديدة بالنسبة إلي عند الوصول إلى تيسنت يختلف كل ما فيها السماء، المنتوجات السكان، الأزياء . عما رأيته قبل هذا اليوم. حتى الآن كنت في أراض جبلية كان لها مناخ ومنتوجات جنوب أوروبا. كان السكان من سلالة الشلوح وكلهم تقريبا كانوا لابسين الصوف الأبيض. حدود هذه الأراضي جبل باني. تطأ قدم المرء عالما جديدا عندما يدخل إلى تسنت بعد المرور بهذه الاراشي. هنا، للمرة الأولى، يمتد البصر نحو الجنوب دون أن يعترضه جبل. الجهة جنوب جبل باني سهل شاسع، تارة أبيض وتارة أخرى رمادي، ناشر على مد البصر قفاره المحجوجرة. يحد هذا السهل خط من زرقه السماء عند الأفق ويفصل السهل عن السماء : إنه حافة الضفة اليسرى لدرعه. انطلاقا هنا تبدأ الحمدة. ما لهذا السهل المُعَرَّض لحرارة محرقة من حياة نباتية إلا بعض أشجار السنط الداسية وما له تضاريس أخرى سوى مجموعة ضيقة من التلال الصخرية والمتقطعة الملتوية كأجزاء تعابين. توجد بجوار هذا الخلاء الكتيب الواحات وحياتها النباتية الباهرة وغابات نخيلها الدائم الاخضرار وقصورها المليئة رفاهية وثروة. يرى المرء ساكنة كثيرة من رجال ذوي وجوه سوداء : حراطين ذوي لون داكن جدا. يرى المرء هذه الساكنة عاملة في البساتين أو ممددة بلا مبالاة تحت ظل الأسوار أو جالسة القرفصاء عند أبواب المساكن تتبادل الحديث وتدخن الغليون. أثار انتباهي أولا ملابسهم : كلهم لابسون ثياب قطن زرقاء. هذه الملابس من قماش السودان. أوجد في منطقة ذات مناخ جديد : ليس له فصل شتاء بتاتا. يتم زرع البذور في شهر دجنبر وتجمع الغلات في شهر مارس ليس الجو باردا أبدا وفوق رأسي سماء دائمة الزرقة تمتد نقية بعناد وحيث لا تتطاير غيوم أبدا.


تيسنت إحدى الواحات الكبرى لصحراء المغرب. توجد في قعر وهدة جوانبها جبل باني من جهة ومن جهة أخرى حزام تلال صخرية عند الجنوب ورملية عند الشرق والغرب. وسط هذه الدائرة يمتد سهل من رمال بيضاء : هنا توجد الواحة. إنها غابة من نخيل يخترقها نهر جميل وبها قصور بارزة عند حاشية المغارس.


بنهر تيسنت كثير من الماء خلال جميع فصول السنة. هذا الماء مالح. يفضل الناس شرب مياه الأمطار والتي تحفظ في حفر بعض صخور الجوار. ليس للسكان صهاريج لحفظ مياه الأمطار. يحتوي النهر على كثير من الأسماك. يصطادون منها ما يصل طوله إلى 40سم. هذه الأسماك وهذه المياه الغنية هي مصدر عدة خرافات. لايشك الناس أن مصدر مياه النهر هو البحر. مرجع رأيهم هذا اعتقاد منتشر في البوادي المغربية. يقول هذا الاعتقاد أن مياه الأنهار والجداول والينابع التي تسيل على سطح الأرض من أصلين أساسيين :


 مصدر البعض منها من ماء الغيوم. هذه مياه عذبة يختزن جوهر Substance هذه المياه في باطن الأرض ؛

 ‏

مصدر مياه البعض الآخر من هذه الأنهار والجداول والينابع ـ وهي ذات الماء الملح . من مياه البحر الذي يتسرب داخل باطن الأرض ؛


 هناك أسرة أنهار لا تمتلئ ماء إلا خلال تساقط الأمطار. ليس هناك تردد حول أسباب تكوين أنهار هذه الحالة الأخيرة؛

 ‏

وتوجد أخيرا مجاري مياه من نوع رابع، وهي الأكثر غموضا، تسيل مجاري المياه هذه خلال السنة كلها، دون أن تعرف مصادرها ـ وهذا سواء سقط المطر أم لم يسقط : مصدر مياه هذه المجاري ليس لا الأرض ولا البحر ولا السماء ولكن هي من عند الله وحده.


 يمر واد تيسنت وسط النخيل ينمو النخيل على ضفاف الواد نفسها وتنشر ضلالها على مياهه يوجد سرير النهر الصخري في كل مكان تقريبا، على مستوى المغروسات وليس له أصواح. عرض النهر ما بين 100 و120م. تغطي ربع هذا العرض المياه التي تتوزع إلى عدة أدرع. عند عالية الواحة حجم المياه أكثر أهمية. عند مدخل النخيل قبالة ، أكدير يحجز المياه سد : يتكون عند هذه النقطة خزان طويل الشكل وعميق تنطلق من هذا الخزان مجموعة سواقي لا تحصى لري كل بقعة أرض. ضمن الواحات المختلفة التي سأراها في المغرب لا توجد واحة واحدة يمكن مقارنتها مع واحة تسنت فيما يرجع إلى كميات المياه الجارية : عند كل خطوة نقطع قنوات صرف المياه يصل عرض عدد كبير من هذه القنوات حتى 2م. ويتراوح عمقها ما بين 40-50سم.


ما سطح الواحة إلا رمال. غرست النخيل التي تكسوه متقاربة جدا. تفصل غابات النخيل عدة أسوار من مقدار إلى قطع لا متناهية. يوجد بين أشجار النخيل قليل من الأشجار من جنس آخر : نادرا ما ترى بعض أشجار التين. لا توجد مزروعات تحت ظلال النخيل : يحتفظ السكان بالماء كله لسقي هذه الشجرة الثمينة. لاتوجد حقول الحبوب إلا خارج النخيل، عند حدود الواحة. هنا تزرع الخضر والشعير في الرمال، ولاتزرع الا خلال سنوات الأمطار، عندما يخصب الأرض ماء السماء، وعندما يكون النهر أوفر ماء مما هو عليه خلال السنوات العادية موفرا هكذا أكثر مما تحتاج إليه النخيل من الماء فيُمَكِّنُ إذ ذاك النهر إرواء مساحة أكبر من الأرض.


التمور ثروة تيسنت ويرجع لها الفضل لكون تسنت أحد المراكز المزدهرة لجنوب المغرب : حسب كلام مأثور من بين الواحات الثلاث المشهورة في المنطقة، طاطا، وأقا وتيسنت، تفوز طاطا بالمرتبة الأولى فيما يخص عدد السكان وتفوز تسنت بالمرتبة الأولى فيما يخص عدد النخيل. تنتج تسنت تمورا من عدة انواع : الجهل، بو إطوب، بوفكوس، بوزكري وبوسواير [Nbp]. يحتل الجيهل الصدارة ضمن هذه الأنواع من التمور : التمور جيدة جدا في تيسنت بينما هي عادية في مناطق أخرى. 


عدد قصور تيسنت 5 : أكدير 500 عائلة»، أيت أو إرن وتزنوت والزاوية وبوموسي هما القصران الرئيسيان. في أيام الفتن يضع سكان أكدير وبوموسي قصور تسنت ممتلكاتهم داخل قصورهم يكاد يعمر المرابطون وحدهم قصري بوموسي والزاوية. توجد زاوية سيدي علي وعبد الرحمان بقصر بوموسي. نفوذ هذه الزاوية كبير عند أولاد يحيى. يوجد في الزاوية ضريح سيدي عبد الله ومحند. الزاوية موقرة جداً من طرف عدد كبير من البرابر بسبب وجود قبر هذا الولي وقبر ابنه سيدي محمد وبوبكر. يأتي الناس من جميع الجهات لزيارة أضرحة الأولياء الثلاثة ولتقديم التبرعات لأفراد سلالتهم. توجد أضرحة أخرى بتسنت كما هو حال ضريح مولاي اسماعيل قبالة أكدير. عدد مثل هذا من الأولياء، أموات أو أحياء، يدل على وجود ساكنة ورعة. فعلا أن حراطين تسنت أتقياء Devots، وهذه حالة تكون تناقضا مع مسلمي الصقع الآخرين وخاصة مع هؤلاء العرب «الوثنين) كما يلقبون الرحل جيرانهم في طاطا وأقا من جهة، وعند قبيلة زناكة من جهة ثانية، لا أحد يحج إلى مكة، لا أحد يعرف القراءة سوى عدد قليل من الأولياء، لا أحد يصلي بصفة دائمة، وكثير من الكسالى لا يعرفون الصلاة. العمل الديني الوحيد الذي ينجز هو إعطاء بعض النقود للزوايا. وفي هذه الحالة لا ترسل إليها النقود بتاتا : يجب على المرابطين أن يذهبوا أنفسهم لطلب الزيارة» في كل دوار الرحل إن الأمر أسوأ عند إذا وبلال : حتى لو أن المرابطين قدموا إليهم فإنهم لا يعطونهم شيئا وإن كرر المرابطون طلباتهم فإنهم ينعتونهم بالكسالى ويردونهم على أعقابهم مستهزئين بهم هل يحدثهم المرابطون عن الجهاد ؟ فإنهم يجيبونهم إنهم لا يذهبون إلا حيث يوجد ربح أما فيما يخص القراءة والكتابة فلا واحد في القبيلة يعرف القراءة. وأما الصلاة فلم يفكروا فيها أبدا. على العكس، في تسنت، لا يوجد إلا قليل من ذوي شيء من اليسر لم يؤد مناسك الحج. أداء مناسك الحج طموح جميع سكان الواحة يتطلب أداء مناسك الحج 1500/1000 فرنك. يمثل هذا الرقم كمية كبيرة من المال في البلد يعمل الناس بدون انقطاع حتى يحصلوا عليه. هل توفر هذا القدر المطلوب من المال ؟ فإنك تراهم ذاهبين الى طنجة ومن هناك إلى مكة. أعجوبة أكثر ندرة إن بعض . سكان الواحة يعرف القراءة. إنها المرة الأولى التي أرى فيها خارج المدن والزوايا مغاربة مثقفين : تكوّن تسنت أعجوبة وسط عالم الجهل العام في إطار هذا الورع السائد بين سكان تسنت لا يمكن أن يسود في حق المرابطين إلا سخاء ووقار دون حدود : كثر عدد الرباطات والأولياء في كل مكان في أرض مواتية إلى هذا الحد."


رابط تحميل الجزء الأول



رابط تحميل الجزء الثاني

عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب