لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تاريخ الزمن الراهن، مواقف وتجارب PDF تأليف د. عبد المجيد الهلالي

 مقالة "تاريخ الزمن الراهن، مواقف وتجارب" تأليف د. عبد المجيد الهلالي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن المقالة :


العنوان : تاريخ الزمن الراهن، مواقف وتجارب.

 ‏

تأليف : د. عبد المجيد الهلالي. 

 ‏

الناشر : المجلة الجزائرية للبحوث والدراسات التاريخية.


مجلد / عدد : المجلد 6، العدد 11


تاريخ النشر : 2020.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"السياق العام لظهور تاريخ الزمن الراهن و إشكالية تعريفه :


يعد تاريخ الزمن الراهن رافداً من روافد التاريخ و قد تكون هذا الصنف كرد فعل من طرف جماعة من المؤرخين على الأحداث السياسية التي عرفها العالم خلال القرن 20 خصوصاً المتعلقة بالأنظمة الديكتاتورية و الشمولية des régimes dictatoriaux et totalitaires، و التي حرقت بشكل سافر حقوق الإنسان، كما اقترن مفهوم الزمن الراهن بظهور ما يعرف في الأدبيات السياسية بالعدالة الانتقالية"، التي يعود سياقها إلى ظرفية ما بعد الحرب العالمية الثانية عقب محاكمة النازية محاكمة نورمبرغ)، والتي عرفت انتشاراً واسعاً مع اندحار الحكم العسكري في اليونان والبرتغال واسبانيا في أوروبا، وخصوصاً مع سقوط الأنظمة العسكرية بأمريكا الجنوبية و نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا أواخر القرن الماضي، وما تلا ذلك من متابعات وتقصي الحقائق من خلال إطارات مثل لجنتي تقصي الحقائق في الأرجنتين سنة 1983، والشيلي سنة 1990، ولجنة الحقيقة والمصالحة الشهيرة لمعالجة جرائم حقوق الإنسان السابقة للأبارتيد بجنوب أفريقيا سنة 1995.


وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ الزمن الراهن يرتبط بشكل وثيق مع استخدام الرواية الشفوية، التي دافعت عنها مدرسة شيكاكو الأمريكية منذ 1957، وبعد ست سنوات (أي 1963) تم نحت عبارة التاريخ المباشر l'histoire immédiate اعتماداً على الموروث الشفوي.


و قد ظهر مفهوم "الماضي القريب" Le passé récent بالأوساط الفرنسية في بداية السبعينيات من القرن الماضي بعد التقلب الثقافي الذي شهدته فرنسا في شهر ماي من سنة 1968، بسبب التدهور الاقتصادي، وانتشار موجة التشاؤم، التي لعب الفلاسفة دوراً كبيراً فيها، و بحث الفرنسيون عن الهوية، الشيء الذي أفرز مطالب اجتماعية جديدة، وبالتالي فكل هذه الحركات أدت إلى الحديث عن التاريخ القريب (أي الماضي الأكثر قربا))، وظهرت في الأوساط الفكرية مجموعة من التساؤلات حول كتابة تاريخ الزمن الراهن، من قبيل المقال المعنون ب "هل يمكن فعل تاريخ ساخن؟". وكل ذلك شكل اللبنة الأولى لتأسيس معهد تاريخ الزمن الراهن الذي خرج من رحم المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS). واهتم المختبر الناشئ (IHTP) بدراسة العقود الأخيرة، وذلك للرقي بالبحث في مرحلة همشتها الجامعة، ففرض تاريخ الزمن الراهن نفسه في البحث على الصعيد الوطني الفرنسي وكذا العالمي، وتم إدماج الحاضر في ميدان المؤرخ انطلاقاً من نهاية السبعينيات من القرن الماضي، مما أسهم في إحداث قطيعة حقيقية مع الإسطوغرافية الفرنسية.


وقد تنامت الدعوات لتوسيع نطاق تاريخ الزمن الراهن وعدم حصره في التاريخ السياسي وتطبيقه في الحقول المختلفة من التاريخ الثقافي إلى التاريخ الحضري، ومن إنهاء الاستعمار إلى تاريخ المخططات أو المقاولات وكذا العلاقات الدولية). وبذلك أصبح الطلب كثيراً على مؤرخي الراهن من طرف الدولة (خبرة، تخليد ذكرى)، والعدالة (شهادات)، والجماعات الترابية (متاحف.... وتبقى الذاكرة هي حجر الزاوية الذي يجمع بين هذه الأوراش كاملة، سواء تعلق الأمر بتدبير الصدمات الناجمة عن عنف الحرب الحرب العالمية الثانية وحرب الجزائر أو بالاستعمالات السياسية والاجتماعية للماضي ذكرى مرور مائتي سنة عن الثورة الفرنسية، الثورة الطلابية لماي 1968، مما يسهم في تجديد مسألة مسؤولية المؤرخ الاجتماعية.


على الصعيد المفاهيمي، يشكل الزمن الراهن فضاء زمنياً صغيراً، ونقطة بسيطة وعابرة، فله خاصية تختفي في الوقت الذي يبدأ في الظهور فيه، فمجرد التحدث عنه نصبح في الماضي، الشيء الذي يطرح إشكالية الزمن بجميع أبعاده ( ماضي حاضر – مستقبل )، و هنا نستحضر التساؤل المشهور ل Saint Augustin: "ما هو الزمن؟ إذا لم يسألن عنه أي شخص فأنا أعرفه، ولكن إذا ما سئلت عنه وبدأت في شرحه أكتشف أني لا أعرفه " وبذلك فالزمن الراهن تطغى عليه المقاربة النفسية، باعتباره مكان توقيت موسع يحتوي على ذاكرة أشياء ماضية وانتظار أشياء قادمة حاضر الماضي هو الذاكرة، وحاضر الحاضر هو الرؤيا، وحاضر المستقبل هو الانتظار.


وعموماً، فإن تاريخ الزمن الراهن يهتم بالماضي الأكثر قرباً من الحاضر، وبالأحداث التي مازال الفاعلون فيها على قيد الحياة وبإمكانهم الإدلاء بشهاداتهم). وبالتالي فإن التاريخ الراهن ينبني على مجموعة من الثوابت؛ أولها القرب الزمني لعملية التحرير من الموضوع المتطرق إليه، وثانيها القرب الميداني بين الباحث والأزمنة موضوع الدرس. والملاحظ أن الكتابة التاريخية في فترات سابقة عرفت اهتماماً بكتابة تاريخ الزمن الراهن، فهناك مجموعة من المؤرخين الجريئون خاضوا في هذا الميدان معتمدين على مواقف الشهود و الفاعلين، أمثال توسيديد وعبد الرحمن بن خلدون وكارل ماركس ونيكولا ميكيافلي.


إن التاريخ الراهن يتحول في بعض الأحيان إلى تاريخ آني لحظي، فيجد المؤرخ نفسه أمام عمل يشبه العمل الصحفي مما يجعلنا أمام إشكالية أخرى تتجلى في حدود العلاقة بين الصحافة والتاريخ؟ إن التاريخ والصحافة يتقاطعان ولا يندمجان يختلفان في المنهج والمصدر؛ فإذا كان الصحافي يهمه السبق لنشر الخبر ويركز على التشويق في الترويج للأحداث، فإن المؤرخ يحكمه المنهج وتقيده المصادر. ورغم ذلك فإن الصحافي ليس هو ذاك الذي يعمل دائما في تسرع بقدر ما هو ذاك الذي يتصرف في قليل من المعطيات فالفارق بينه وبين المؤرخ هو فارق في الكم أكثر منه في الكيف.


هكذا نستنتج أن تاريخ الزمن الراهن اقترنت به إشكاليات متعددة، كما ارتبطت به تسميات ونعوت مختلفة؛ من قبيل التاريخ الآني والتاريخ اللحظي وكذا التاريخ الفوري، فضلا عن التاريخ القريب والتاريخ الساخن... غير أن الذي أصبح أكثر تداولاً وأكثر استعمالاً في الدراسات والأبحاث التاريخية هو عبارة التاريخ الفوري وعبارة تاريخ الزمن الراهن، وتحيل العبارة الأولى على فترة تقارب جيلاً واحداً، أي حوالي 30 سنة الماضية، في حين يهتم تاريخ الزمن الراهن بالأعوام الخمسين أو الستين الماضية."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب