لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الجذور التاريخية لسكان المغرب القديم: من خلال المصادر الأثرية والأنثروبولوجية واللغوية - PDF تأليف محمد علي عيسى

كتاب الجذور التاريخية لسكان المغرب القديم من خلال المصادر الأثرية والانثروبولوجية واللغوية - تأليف محمد علي عيسى - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الجذور التاريخية لسكان المغرب القديم: من خلال المصادر الأثرية والأنثروبولوجية واللغوية.


المؤلف : د. محمد علي عيسى.


الناشر : المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية.


عدد الصفحات : 368 ص.


حجم الكتاب : 51.17 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"ظهور الإنسان بمنطقة المغرب القديم


لقد أشرنا في السابق إلى البقايا العظمية الإنسانية، التي تعود لفجر العصور الحجرية والعصر الحجري القديم الأسفل، والجدير بالذكر أن هذه المرحلة تعتبر من أطول العصور الحجرية، حيث بدأت منذ نهاية دهر البليستوسين، واستمرت لتغطي حوالي %75% من هذا الدهر. وقد عثر العلماء عن أولى البقايا العظمية لهذه المرحلة في نهاية القرن التاسع عشر بجزيرة جاوة، وهي تمثل أحفورات تعود إلى أكثر من 500000 ألف سنة مضت، والتي أطلق عليها اسم إنسان جاوة. وفي الربع الأول من القرن العشرين عثر العلماء بالقرب من مدينة بكين على أحفورات مشابهة تعود لنفس الفترة السابقة التي أطلق عليها اسم إنسان بكين. وقد توالت بعد ذلك الاكتشافات، حيث ظهر إنسان (هيدلبيرج) وإنسان (النيندرتال) وإنسان (كرمانيون) وإنسان (جريمالدي). واعتقد العلماء أن إفريقيا بصفة عامة، ومنطقة المغرب بصفة خاصة ظلت في معزل عن التطورات البشرية التي عرفها الجنس البشرى. ولكن في سنة (1954م). اكتشف (كميل أرامبورج) أول الشواهد العظمية من السلالات البشرية والتي تتمثل في ثلاثة عظام فكية، وإحدى جوانب الجمجمة والتي تعود للعصر الحجري القديم الأسفل. لقد تم اكتشاف هذه البقايا في موقع تيرنيفين (باليكاو) قرب مدينة معسكر بالجزائر. ولقد أطلق على هذا الإنسان اسم إنسان الأطلس. وقد عثر في محجر سيدي عبد الرحمن بالقرب من مدينة الدار البيضاء على بقايا عظام إنسانية وحيوانية متحجرة تعود أيضاً للعصر الحجري القديم الأسفل وتنتمي أيضاً للمجموعات السابقة نفسها والتي عثر عليها بمنطقة الشرق الأقصى. وعثر بضواحي الرباط على بقايا جمجمة إنسانية تعود لفترة العصر الحجري القديم الأسفل، ولها نفس خصائص إنسان أطلس وإنسان سيدي عبد الرحمن. ولم تمدنا منطقة المغرب القديم بمخلفات ذات قيمة عن إنسان أطلس الذي يمكن أن يندرج تحته كل من إنسان الرباط وإنسان الدار البيضاء، خاصة من حيث الفترات الزمنية التي عاش فيها هذا الإنسان. وقد افترض (ل بالو) أن هذا الإنسان عاش في الفترة ما بين 500000 – 400000 سنة منذ الوقت الحاضر. ولذلك نعتقد أن هذا الإنسان كان قريباً جداً من إنسان بكين الذي عاش في نفس الفترة الزمنية. ورغم أن هذا الإنسان يرجح أنه عرف النار، وعرف لغة بدائية، فإن العلماء يطلقون عليه اسم الإنسان القرد وهذا يدل على عدم وجود أي صلة بينه وبين الإنسان الذي ينتمي إلى آدم أبو البشر». هذا فيما يخص العصر الحجري القديم الأسفل، أما عن العصر الحجري القديم الأوسط، والذي يمتد ما بين 60 - 40 ألف سنة قبل الميلاد فإن الثقافة العاتيرية تمثله أحسن تمثيل. وتمتاز هذه الثقافة بأنها تنتشر في منطقة واسعة تكاد تغطي كل النصف الشمالي من القارة الإفريقية )، والجدير بالذكر أن أول من التقط أدوات حجرية عاتيرية هو (فردريك مورو) في الفترة ما (1883 - 1887) بين وهي أدوات حجرية تشبه رؤوسها نهايات السهام، وكانت تحتوي على سوق من المحتمل أنها كانت تركب على أذرع ليسهل عملية استعمالها، وقد رأى (جابريال كاريير أن تلك الأدوات التي اكتشف الكثير منها بضواحي وهران عبارة عن أدوات موستيرية. في حين رأى (بول بالاري) بأنها ترجع للعصر الحجري الحديث، وهذه شهادة من (بالاري) على أن هذه الأدوات أكثر دقة من شبيهاتها التي ظهرت في أوروبا. وفي عام (1909م) كشف (دوبـروج على كميات هائلة من هذه الأدوات واقترح تسميتها بالأدوات الأوبيرية نسبة للموقع الذي اكتشفت به بالجزائر. وكان (ريقاس) أول شخص يطلق عليها اسم الأدوات العاتيرية، وذلك نسبة لموقع بئر العاتر. وقد شاع هذا الاسم منذ عام (1922م). ولقد اكتشف كل من (باولو قراتزيوزي) و (م. والوني في الفترة ما بين 1943 – 1948م. الكثير من الأدوات العاتيرية بمنطقة فزان بليبيا. وكشف (ماكبرني) على أدوات عاتيرية أيضاً بحقفة الطيرة وكهف هو افطيح، وذكر بأن هذه الأدوات ترجع للفترة ما بين 60 - 40 ألف سنة مضت ونشرت كاتون طمسون) دراسة هامة حول المواقع اللوفالوزية في مصر. ومن خلال تلك الدراسة أشارت إلى انتشار الثقافة العاتيرية بواحات الخارجة والداخلة وقرب الأقصر بمصر. وقد أشار (هوغو) بأن الثقافة العاتيرية وصل انتشارها إلى مواقع بالصحراء الوسطى الجزائرية. وقد شاركه (بوبـو) في رأيه بانتشار هذه الثقافة في مناطق الصحراء بالجزائر وليبيا. ويرى البعض بأن الثقافة العاتيرية قد اجتازت في انتشارها وادي النيل فوصلت إلى مصر العليا، حيث عثر على آثارها قرب نقادة وبين دندرة والمراشدة، وقرب نجع حمادي، وقرب أسيوط، وفي أبيدوس وطيبة، ولم يقتصر تواجد هذه الثقافة بمنطقة وادي النيل فقط، بل أكدت الأبحاث الحديثة تواجد آثارها عند سواحل البحر الأحمر بمنطقة شبه الجزيرة العربية، وقد أكدت أبحاث أخرى اكتشاف آثار هذه الثقافة بالمنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، خاصة بالمناطق المحادية للمحيط الهندي ). ولكن وللأسف الشديد فإن المعلومات غير متوفرة حتى الآن بالقدر الكافي عن إنسان الثقافة العاتيرية، بسبب عدم توفر شواهد عظمية كاملة لهذا الإنسان ضمن الصناعات الحجرية الكثيرة التي تم العثور عليها بالكثير من المناطق. ويعتقد معظم العلماء وعلى رأسهم (ل. بالو)، أن الإنسان العاتيرى قادم من الشرق، ولا يمكن أن يأتي من أي جهة أخرى. واستنتج (ل. بالو) هذا الرأي من خلال توصله إلى أن الأدوات العاتيرية التي اكتشفت بمنطقة المغرب القديم أسبق تاريخياً، وأكثر تطوراً من الأدوات التي اكتشفت في أوروبا، والمعروفة باسم الموستيرية. ولذلك لا يمكن أن تتطور الأولى عن الأخيرة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يرى (ل. بالو) كما سبقت الإشارة أن الإنسان العاتيري من الناحية الأنثروبولوجية أكثر ذكاء وتطوراً من الإنسان الموستيري الأوروبي، ولا صلة له بإنسان النيندرتال)، الذي ظهر قبل ذلك سواء في أوروبا أو في منطقة المغرب القديم، والمعروف باسم إنسان أطلس؛ لأن الإنسان العاتيري يعرف بالإنسان العاقل على عكس المجموعات السابقة له."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب