لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب كيف نفهم التاريخ: مدخل الى تطبيق المنهج التاريخي PDF تأليف لويس جوتشلك

 كتاب " كيف نفهم التاريخ: مدخل الى تطبيق المنهج التاريخي " للمؤلف لويس جوتشلك - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


العنوان : كيف نفهم التاريخ: مدخل الى تطبيق المنهج التاريخي.


المؤلف : لويس جوتشلك.


الناشر : دار الكاتب العربي.


ترجمة : الدكتورة عائدة سليمان عارف والدكتور أحمد مصطفى أبو حاكمة.


عدد الصفحات : 344  ص.


حجم الكتاب : 5.63 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 




مقتطف من الكتاب :


"تحقيق هوية المؤلف


ولا بد - كما سبق ان بينا القول (ص) ١٦٠ و ١٦١) - من معرفة هوية المؤلف بعض الشيء وذلك لاختبار ما عليه الوثيقة من الصحة. وفي خلال تقرير صدق ما في الوثيقة من دقائق لا بد من ان تتهم بالخداع والتضليل. مها بلغت مظاهر الاصالة فيها - حتى تثبت براءتها. وعلى هذا فان الأهمية في اثبات درجة موثوقية المؤلف أي ما هو عليه من صدق، أمر لا ريب في أهميته. وحين نعرف اسم المؤلف، وعندما تتوفر لدينا المعلومات الكافية عن سيرته، يصبح التعرف على شخصيته عملاً سهلاً نسبياً. ونظراً لأنه في معظم البحوث القانونية والاجتماعية تكون شخصية الشاهد أو المؤلف للوثيقة معروفة لدى الباحث، فمثل هذه المسألة لا تصبح أمراً شائكاً بالنسبة للمحامين ولعلماء الاجتماع.


اما المؤرخ فكثيراً ما يجد نفسه مضطراً لاستخدام وثائق كتبها أشخاص لا يعرف عنهم شيئاً أو تكون المعلومات المتوفرة عنهم قليلة نسبياً. وان مئات قواميس الاعلام ودوائر المعارف الموجودة أمامه، لا تفيده، نظراً لأن اسم المؤلف غير معروف أو، حتى ولو كان معروفاً، فانه غير مدون في تلك الكتب. وعلى هذا فعلى المؤرخ ان يعتمد على الوثيقة نفسها ليتعلم شيئا عن شخصية كاتبها. ولا شك في ان وثيقة واحدة موجزة، قد تعلمه الكثير مما لم يعلم عن مؤلفها إذا سأل الأسئلة الصحيحة. غير انه من الجائز بالطبع ان تحتوي هذه الوثيقة على تفاصيل واضحة عن حياة المؤلف، غير اننا إذا قبلنا ذلك، فاننا بهذا تتجاهل السؤال الذي أشرنا اليه. ويجب ان ننبه إلى انه حتى حين تكون الوثيقة خالية من استعمال ضمير المتكلم، فاننا يمكن ان تتعلم منها الكثير عن أساليب المؤلف الفكرية في البحث وعن سلوكه الشخصي.


ولنأخذ النص المعتاد للخطاب الذي القاه لنكولن في غيتسبرغ Gottysburg، ولنفترض على سبيل المثال، أننا لا نعرف شيئاً عنه، ولنستقرىء هذا الخطاب. يقول الخطاب : « قبل سبع وثمانين سنة أتى آباؤنا الى هذه القارة بأمة جديدة تؤمن بالحرية وتخلص للرأي القائل بأن جميع الناس قد خلقوا متساوين. واننا الآن منهمكون في حرب أهلية كبرى، تختبر فيما اذا كانت الأمة أو أية أمة لها مثل ذلك الايمان، ومثل تلك العقيدة، يمكن أن تصبر طويلاً. اننا نتقابل في ميدان معركة كبرى من ميادين تلك الحرب. لقد جئنا لنكرس جزءاً من ذلك الميدان مستقراً أخيراً لاولئك الذين قدموا أرواحهم هنا لكي تعيش تلك الامة ولا شك أنه من اللائق أن نقوم بهذا، غير أننا، بمعنى أعم، لا نستطيع أن نكرس هذه الارض لا نستطيع أن نقدسها - لا نستطيع أن نطهرها، فان الرجال الشجعان، ممن هم أحياء ومن ماتوا، والذين تصارعوا هنا قد کرسوها بأكثر مما تستطيع قوتنا الضعيفة أن تفعله زيادة أو انقاصاً. ان العالم لن يلاحظ ما تقوله هنا، ولن يتذكره طويلا، ولكنه لن ينسى أبداً ما قاموا به هنا. ان علينا نحن الاحياء اذا أن نكرس أنفسنا هنا الى العمل الذي لم يتم والذي قد طوره أولئك الذين قد حاربوا هنا وأوصلوه الى هذا الوضع النبيل. ان علينا اذا أن نكرس أنفسنا هنا للعمل العظيم الباقي أمامنا أن نستمد من أولئك الموتى المكرمين تكريساً زائداً لتلك القضية التي أعطوها آخر وأكبر قدر ممكن من التكريس أن نقرر هنا في عزم أن أولئك الذين ماتوا لن تكون ميتتهم عبنا - وأن هذه الأمة، برعاية الله، سوف يكون لها ميلاد جديد في الحرية - وأن حكومة منتخبة من بين أفراد الشعب، وبواسطة الشعب، تعمل من أجل الشعب، لن تفنى من على ظهر الارض ».


ان فحصاً سريعاً لهذه الوثيقة يكفي ليبين بأن مؤلفها، أثناء كتابتها، كان يهدف لجعلها خطاباً ) ( نحن نتقابل »، « ما نقوله هنا » )، وأنه كان يكتب اللغة كتابة طيبة، وأن خطابه كان خطاباً جنائزياً و أتينا هنا لتكريس جزء من ذلك الميدان مستقراً أخيراً،، وأنه ربما كان مواطناً بارزاً، وأنه ربما كان في الغالب أمريكيا ) ( آباؤنا ) هذه القارة »، « أمة جديدة »، « منذ سبع وثمانين سنة، )، وأنه كان "داعية من دعاة الحرية والمساواة ) أو أنه على الاقل أراد من المنصتين اليه، ان يعتقدوا ذلك )، وأنه عاش خلال الحرب الاهلية الامريكية، وأنه كان يتكلم في غيتسبوغ، أو ربما فكسبرغ Vicksburg ( حرب أهلية كبرى »، « قبل سبعة وثمانين سنة » )، وأنه أراد من أنصاره في الحرب أن يعتقدوا أنهم كانوا يحاربون من أجل الديموقراطية ( حكومة الشعب، اختارها الشعب، من أجل الشعب ). واذا ما نسينا المناظرة التي قامت بين المؤرخين حول عبارة د برعاية الله، وهل قيلت بالفعل أو أضيفت فيما بعد، فيمكننا أن نقدر بأن قائلها كان مؤمناً بكائن أعلى أو كان يرغب في أن يبدو كذلك.


وهكذا فإنه يبدو من الممكن أن تتعلم الكثير من وثيقة قصيرة عن مؤلفها دون أن نعرف كنهه. وفي حالة خطاب غيتسبرغ هذا، فان أي مؤرخ مدرب تدريباً حسناً، قد يكشف شخصية ملقيه أي لنكولن، حتى ولو كان القائل مجهولاً، وسيكون في مقدوره لو لم يكن قد سمع مطلقاً بلنكولن أن يعرف، خلال محاولته للحكم على صدق التفاصيل الواردة في ذلك الخطاب، بأن من الجائز أن هذا الخطاب العام قد قاله رجل بارز من سكان الولايات الشمالية، ميوله واضحة في محاربة العبودية، بعد انتصار رئيسي على الولايات الكونفدرالية، في الحرب الاهلية الامريكية. وان الكثير من الوثائق الأقل تواضعاً، والاكثر اقتصاداً، في استعمال الكلمات، من هذه الوثيقة، تكشف عن شخصيات مؤلفيها في يسر أكثر."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب