لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس pdf تأليف سالم يفوت

 كتاب " ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس " للمؤلف سالم يفوت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF




 



معلومات عن الكتاب :

 


عنوان الكتاب : ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس.


المؤلف : سالم يفوت – أستاذ بكلية الآداب – جامعة محمد الخامس – الرباط.

 

الناشر : المركز الثقافي العربي - الدار البيضاء.


الطبعة الأولى : 1986. 

 

عدد الصفحات : 532 ص.


حجم الكتاب : 16.3 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 




مقتطف من الكتاب :


"شكلت العلوم معبراً، منه تسربت الأفكار الفلسفية الى الأندلس، بل يمكن القول انه أهم منفذ تم منه دخولها الى هذا البلد. فقد كانت للعلوم في تلك الفترة أسس نظرية فلسفية صريحة ترتكز اليها. وهي أسس كثيراً ما كانت تتنافى والمعتقدات الدينية، مثلما هو الشأن في الكيمياء القديمة والفلك والتنجيم والطب. أو على الأقل تصدر عن تصور للكون والعلاقة النفس بالجسد، مخالف لذلك الذي يقول به الدين وهذا ما جعل الفقهاء، يتوجسون خيفة من العلوم ومن ممارستها، وقد مكن ذلك، الكتب الأدبية المشرقية من أن تلقى رواجاً أكثر من ذلك الذي لقيته كتب العلوم. وتجدر الإشارة بهذا الصدد الى أن الأندلس ابان دخول المسلمين اليها، كانت جرداء من الناحية الثقافية، فهي بالمقارنة مع المشرق الذي عرف فيه الفكر اليوناني حياة جديدة ثانية، وانتعاشاً لا سيما بعد غزوات الاسكندر المقدوني وتأسيس بعض المراكز اليونانية کالاسكندرية... لم تعرف أي ازدهار علمي حقيقي يذكر. وقد ركز غالبية المستشرقين الاسبان على هته النقطة مؤكدين على غياب تقليد علمي سابق على مجيء الاسلام وعلى أن الازدهار العلمي والفلسفي الذي عرفته الأندلس أقرب أن يكون استمراراً لما كان في المشرق، لانعدام أي رابط حقيقي يشده الى التقاليد الثقافية الاسبانية المحلية كما أن وصاعد الأندلسي يشير الى هته المسألة بذكاء خارق حينما يؤكد أن الأندلس قبل ذلك في الزمان القديم [ كانت ] خالية في العلم لم يشتهر عند أهلها أحد بالاعتناء به [ العلم ]... ولم تزل على ذلك عاطلة من الحكمة الى أن افتتحها المسلمون.


لهذا نجد أن الثقافة الفقهية واللغوية الوافدة مع الفاتحين، هي الثقافة التي طغت، وافرزت في ارتباط بعوامل أخرى المعايير المقننة لازدهار الفكر ولكل رواج فكري. وهذا ما جعل الأندلس تتعامل مع العلوم والمعارف من جانب جدواها وفائدتها الدينيتين، فالعلوم التي لا تتنافى أغراضها والعقيدة الدينية، كانت تحظى بالقبول. أما العلوم التي كانت ترتكز على عقائد أو أهداف تناقض العقيدة، فكان يتوجس منها خيفة. وهذا ما جعل الكتب الأدبية تعرف انتشاراً كبيراً بخلاف الكتب الفقهية والعلمية التي بقي أمر أنتشارها أو عدمه، تحت طائلة الفقهاء. ولا عجب في ذلك، فهته الطائفة، كما بينا من قبل، تشددت، لأسباب تاريخية تتمثل في محاولة الحفاظ على الوحدة العقائدية والفكرية وكراهية الاختلاف والتعدد.


 فقد قاوم الفقهاء كل ما هو دخيل متصدين لكل ما يمكن أن تشتم منه رائحة البدع، وهو ما لم يحدث في المشرق. 


هذان العاملان المتمثلان في غياب تقليد علمي سابق على مجيء الإسلام من جهة، وتشديد الخناق من طرف الفقهاء على العلوم والأفكار المتداولة من جهة أخرى، جعلا العلم الأندلسي في بدايته، يتخذ صورة استعادة للعلم المشرقي، كما جعلت العلماء الأندلسيين يقتاتون من موائد زملائهم المشارقة.


ذلك أن وقد ترتب عن اتسم العلم في الأندلس بنفس السمات التي انطبع بها العلم في بغداد والقاهرة والاسكندرية، بل ان أغلبية العلماء الأندلسيين، كانوا اما مشارقة وافدين إلى الأندلس، أو أندلسيين درسوا بالمشرق، ومع أن فقهاء الأندلس أمعنوا في التصدي لكل تجديد، فإن الانفتاح الذي عرفته الأندلس مع عبد الرحمن الثاني ومع حركة أهل الحديث شكل متنفساً تاريخياً مكن العلماء المتعطشين للمعارف العقلية والعلمية من استنشاق هواء جديد. في عهد هذا الأمير، لم تفد على الأندلس أمهات الكتب الأدبية فقط، بل وصلت أيضاً كثير من النصوص العلمية الهامة. ففي عهده وصل أول كتاب هندي في علم الفلك هو كتاب السند هند ولا تتفق المصادر حول العالم الأندلسي الذي أدخل هذا الكتاب بعضها يعزو ذلك الى «عباس بن فرناس المتوفي سنة 274 هـ، بينما ينسب البعض ذلك الى ( عباس بن ناصح ». الا أننا نميل الى ترجيح الافتراض الأول، لأن عباس بن ناصح، حسب ما يقول ابن الفرضي عنه، لم يكن سوى شاعر ( ومن أهل العلم باللغة والعربية كما كان هو وابن فرناس ملحقين ببلاط عبد الرحمن الثاني.


و كتاب السند هند، كان قد حمله معه الى المنصور العباسي المفكر الهندي « كانكا »، فأمر المنصور بترجمته الى اللغة العربية، وأن يؤلف منه كتاباً يتخذه العرب أصلاً في حركات الكواكب، فقام بالترجمة ابراهيم الفزاري، وعمل منه ابنه محمد كتاباً على غراره يسميه المنجمون و السند هند الكبير )، وأصبح الكتاب الذي يعول عليه في الفلك الى أيام الخليفة المأمون، وقد قام باختصاره «محمد بن موسى الخوارزمي ) ( وجعل منه زيبا اشتهرت في كافة البلاد الاسلامية، وجعل تعاديله على مذهب الفرس وميل الشمس فيه على مذهب بطلميوس.


 وتجدر الاشارة الى أن عباس بن فرناس أدخل مختصر الخوارزمي. وقد تكلف مسلمة المجريطي في القرن الرابع الهجري (المتوفي سنة 398 هـ ) بتحويل الحساب الفارسي الى الحساب العربي. كما قام أحد الأندلسيين في القرن الخامس، وهو عبد الله بن أحمد السرقسطي المتوفي سنة 448 هـ، بتأليف رسالة بين فيها فساد مذهب السند هند في حركات الكواكب وتعليلها ويستفاد من ( طبقات الأمم ان كتاب ( السند هند )، يتضمن اعتقادات جوهرها أن الكواكب السبعة وأوجاتها تجتمع كلها في رأس الحمل خاصة في عدد يقرر بأربعة ملايير مدة العالم، ذلك أن الكواكب متى اجتمعت في « رأس الحمل »، من السنين، وهي فسدت جميع الكائنات في الأرض، وبقي العالم السفلي خراباً دهراً طويلاً حتى تتفرق الكواكب في البروج من جديد ليبدأ الكون بداية جديدة تعود فيها حالة العالم السفلي الى ما كانت عليه، وأن حال الكون في نظرهم هي هكذا دوماً والى ما لا نهاية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب