لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التفكير العلمي pdf تأليف د. فؤاد زكريا

كتاب التفكير العلمي - تأليف د. فؤاد زكريا - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : التفكير العلمي.


المؤلف : د. فؤاد زكريا.


الناشر : عالم المعرفة.


الحجم : 0.64 Mo.


عدد الصفحات : 259.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"الوضع الحالي للعلم: 


في القرن العشرين حدثت ثورة كمية وكيفية هائلة في المجال العلمي بمعنى أن نطاق العلم قد اتسع إلى حد ،هائل، كما أن إنجازاته قد اكتسبت صفات جديدة وأصبحت أهميتها تفوق بكثير كل ما كان الحلم يحققه في أي عصر سابق. بل أن هذا التغير جعل العلم هو الحقيقة الأساسية في عالم اليوم، وهو المحور الذي تدور حوله كل المظاهر الأخرى لحياة البشر. 


ولو نظرنا إلى الأمر من الزاوية الكمية الخالصة، لتبين لنا أن معدل نمو العلم قد تسارع بصورة مذهلة خلال القرن العشرين إذ تقول الإحصاءات أن كمية المعرفة البشرية تتضاعف، في وقتنا الحالي، خلال فترة تتراوح بين عشر سنوات وخمس عشرة سنة، وهو ما كان يستغرق في العصور الماضية مئات السنين وسيظل هذا في ازدياد مستمر، بحيث أن الإنسان سيحتاج من اجل مضاعفة معرفته بالعلم عند نهاية هذا القرن إلى فترة لا تزيد عن خمس سنوات. وبطبيعة الحال فان تعبير «مضاعفة كمية المعرفة البشرية» قد يبدو تعبيرا مضللا، لأن في المعرفة البشرية أمورا لا تقاس بالكم، فضلا عن أن بحثا واحدا قد يكون أعظم أهمية في تقرير مصير العلم من عشرات الأبحاث ولكن من الممكن، مع ذلك، تحديد مستوى المعرفة في ميدان العلوم الطبيعية، بصورة مجملة، عن طريق عدد الأبحاث التي تجرى فيه. 


كذلك فان عدد العلماء يتزايد بمعدل مذهل : فأشد الإحصاءات تحفظا تقول أن عدد العلماء الذين يعيشون الآن يساوى ثلاثة أرباع مجموع العلماء الذين عاشوا على هذه الأرض منذ بدء التاريخ البشرى، وهناك إحصاءات تقول أن العددين متساويان . ولو افترضنا -تخيّلا- أن الزيادة في عدد العلماء قد استمرت بنفس معدلها الحالي فسيكون معنى ذلك أن كل رجل وامرأة وطفل لا بد أن يصبح . ا في أواسط القرن المقبل. وكذلك يقدر هواة الإحصاءات انه لو استمرت زيادة الإنتاج في البحوث العلمية بنفس معدلها الحالي، فان وزن المجلات العلمية الموجودة في العالم سيصبح، بعد مائة سنة، اثقل من الكرة الأرضية ذاتها، ولو استمر الإنفاق على الأبحاث العلمية في الدول المتقدمة، يتزايد بمعدله الحالي، فان هذه الدول ستنفق، بعد فترة لا تزيد عن خمسين سنة، كل دخلها القومي على البحث العلمي والتكنولوجيا ، دون أن يتبقى منه شيء للتعليم أو الصحة أو الغذاء أو الجيش. 


هذه كلها بطبيعة الحال إحصاءات فرضية، لأن حياة البشرية ستصبح مستحيلة لو أصبح كل رجل وامرأة وطفل فيها عالما، ولم يعد هناك صناع أو زراع أو موظفون. ومن المستحيل أن تُترك المطبوعات العلمية لتتراكم حتى تسد علينا منافذ الحياة، أو أن ننفق على البحث العلمي وحده ونترك سائر القطاعات الحيوية بغير إنفاق . فكل ما تدل عليه هذه الإحصاءات هو أن معدل النمو في العلم يتزايد في القرن العشرين بسرعة مخيفة، وأنه سيكون من المحتم وضع حد لهذه الزيادة، وتخفيف حدتها في المستقبل حتى تصبح حياة الإنسان ممكنة، وأن كان هذا لا يعني بأي حال إيقاف تقدم العلم، لأن العدد الحالي من العلماء، حتى لو استمر دون زيادة، كاف لإحداث تغيرات هائلة في العلم، لاسيما وأن الظروف التي يعمل فيها العلماء والأدوات التي يستخدمونها، سوف يرتفع مستواها وتتضاعف قدراتها على الدوام.


ومن جهة أخرى فهذه الإحصاءات تنطبق على البلاد المتقدمة وحدها، وهي وحدها كافية لكي يدرك القارئ إلى أي . حد ستظل الهوة بيننا وبين العالم المتقدم تتسع باستمرار، إذا لم يتفق موقفنا من العلم ومن البحث العلمي تغييرا جذريا. ففي الوقت الذي أصبحت فيه البلاد المتقدمة تشعر بخوف حقيقي من جراء النمو السريع للبحث العلمي، وتفكر في وسائل إيقاف هذا التسارع المذهل، نعاني نحن من نوع عكسي من الخوف على مستقبلنا في عالم يقرر مصيره العلم الذي لا نبدي به اهتماما كبيرا. وأبسط ما يمكننا أن نلاحظه في هذا الصدد هو أن النجاح في العلم (كما هو في ميدان المال يولد مزيدا من النجاح، وأن الاتساع المتزايد في قاعدة البحث العلمي وازدياد جذورها تعمقا يعطى الجيل القادم فرصا أعظم لمضاعفة الإنجازات العلمية، مما يؤدى في النهاية إلى تقدم يستحيل أن يتنبأ العقل بأبعاده. أما في حالة البلاد المتخلفة علميا فان الفشل يؤدى إلى مزيد من الفشل لان العلماء الذين يشعرون بخيبة الأمل والإحباط، والذين يفتقرون إلى وسائل البحث الجاد إمكاناته، ويمشون في جو لا يشجع عليه، سيتركون من ورائهم جيلا أكثر إحباطا واقل مقدرة، وسيصبح هذا الجيل الأضعف هو المسئول يوما ما، وهلم جرا. 


فإذا حاولنا أن نقدم عرضا لأهم إنجازات هذا العلم المعاصر، لكي نتبين منها الملامح المميزة له من العلم في العصور الماضية، فإن مهمتنا تبدو في هذا الصدد شديدة الصعوبة ذلك لان هذه الإنجازات تبلغ من الكثرة والتشعب حدا يجعل من العسير تقديم عرض يتسم بأي قدر من الشمول لها، كما يجعل من الصعب الاختيار بينها إذا كان الهدف هو عرض نماذج منها. وعلى أية حال، فسوف نكتفي بالكلام عن مجموعة من الإنجازات التي يكاد يكون هناك إجماع في الرأي على أهميتها العظمى في حياة الإنسان المعاصر، مع تأكيد حقيقة أساسية هي أن هناك إنجازات أخرى لا تقل عنها أهمية في نظر الكثيرين. 


أول هذه الإنجازات هو كشف إمكانات الطاقة الذرية. ولقد كان اكتشاف الطاقة الكامنة في الذرة حصيلة مجموعة كبيرة من التطورات الأساسية في علم الفيزياء، من أهمها اهتداء «أينشتين» إلى معادلته المشهورة بين المادة والطاقة. ولسنا نود أن نتحدث الآن عن الأهمية النظرية لهذا الكشف الكبير الذي أزال الحد الفاصل بين ما كان يعتقد انه «مادة صلبة» وبين الطاقة التي هي مجرد قوة غير ملموسة، ولكن ما يهمنا هو أن معادلة أينشتين ظلت حقيقة « نظرية» في حاجة إلى التحقيق العلمي والتجريبي وكانت الظروف العالمية، الخارجة عن نطاق العلم، هي وحدها التي هيأت الفرصة لهذا التحقيق العملي وهي التي جعلت أول وأهم تطبيقات هذه المعادلة يحدث في الميدان العسكري."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب