لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب في النقد الفلسفي المعاصر؛ مصادره الغربية وتجلياته العربية pdf تأليف د. محمد نور الدين أفاية

كتاب في النقد الفلسفي المعاصر؛ مصادره الغربية وتجلياته العربية - تأليف د. محمد نور الدين أفاية - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : في النقد الفلسفي المعاصر؛ مصادره الغربية وتجلياته العربية.


إسم الكاتب : محمد نور الدين أفاية.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


الحجم : 7.05 ميجا بايت.

صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"عن المسكوت عنه» في الفكر العربي


رأينا من خلال ما تقدم أن الخطيبي يتعامل مع النصّ باعتباره تعدداً. هو نص تسكنه نصوص أخرى تحركه من الداخل. وتهاجر النصوص من سياق إلى آخر. قانونها العام هو التداخل في ما بينها إلى حد أنها تنتج من خلال هذا التداخل نصاً فرحاً، متوتراً في حركته وفرحه وحضوره، وغيابه وموته.


يتطلع الخطيبي، بأسلوب لا مثيل له في الثقافة العربية المعاصرة، إلى «فكر مختلف». لقد سئمنا من التكرار المعمم، سواء تعلق الأمر بتكرار التراث، أو مفاهيم الغرب. فالتراث يكبّلنا، والغرب يحاصرنا، ونحن لا نكفّ عن تقديسهما، أو التمرد عليهما بشكل لا يرقى إلى مستوى الرفض الضروري الرصين لهما.


يتعلق الأمر باختلاف عام، يمس الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية، وبإعادة طرح الأسئلة الجديدة على المجتمع والسياسة والثقافة. من هنا تأتي ضرورة نبذ كل ادعاء للانخراط في هوية عمياء تجهل التميز ، أو تريد أن تتعامى عن الفروق الثاوية في مكونات المجتمع والأخلاق، إذ لا يمكن لفكر الهوية المطلقة أن يعترف بالاختلاف كفكر لا يهتم بالمركز والأصل والوحدة، بقدر ما يعمل على تفجيرها والانطلاق من الهامش، والسيرورة، والاختلاف.


يشكل الوطن العربي، لدى الخطيبي في عمقه تعدداً هائلاً، ونحن ما زلنا نتعامل معه بفكر يتعالى على الواقع، ويساهم من دون وعي في كثير من الأحيان، في طمس التناقضات التي تحرك هذا الواقع، وتفرز اختلافاته من هنا يتعين القيام بنقد مزدوج ينصب علينا كما ينصب على الغرب، ويأخذ طريقه بيننا وبينه.


إنه سؤال من نوع آخر، يتعلق بالذات والآخر، ضمن فكر يكسر الثنائيات جميعها ليحل داخلها. أراد الخطيبي أن يؤسس داخل الفكر العربي المعاصر نمطاً جديداً من السؤال. وفكر الاختلاف هو فكر السؤال بامتياز منذ هرقليطس إلى دريدا، في حين أن السؤال في الوطن العربي إن لم يكن منبوذاً ومكبوتاً فله مواقع هامشية. ليس هناك مجال للسؤال داخل أنماط الفكر السائدة حتى التقدمية منها، وحتى إذا ما تقدمت بعض الجهات إلى التداول العام باسم الرأي والرأي الآخر»، فإن الأمر لا يعدو مجرد ادعاءات تخفي وراءها خطة جهنمية لإشاعة التقليد، ونشر الفكر النابذ للاجتهاد والنقد.


من هنا ضرورة إعادة النظر في الأشياء كافة وسلوك سبيل فكر مختلف يتحرك في اتجاهين: نقد التراث وتفكيك الميتافيزيقا الغربية. ذلك التراث يشكّل سلطة عامة، ومساءلته هي في العمق مساءلة للموت الذي لا يكف عن سحقنا وتسييجنا: فالتراث (الذاكرة الأرض (اللغة لا يضيء الإنسان إلا بمقدار ما يستحق موته، بين الموتى). إنه ليس رجوعاً لما كان مهملاً مطموساً فحسب. وحتى هذا الرجوع ذاته، إذا كان ينبغي محاسبته ومحاكمته، ينطق بإقامة الإلهي في قلوب البشر وعقولهم.


ومأساتنا نحن العرب في الزمن الراهن هي أننا لا نرقى إلى مستوى الموت الذي يفرضه علينا التراث، ولم نستطع محاكمة الأسماء الميتة التي ما زالت تحكمنا وتسكننا إلى حد كبير. لا يكتفي الخطيبي بالدعوة إلى إعادة النظر في التراث، أو قراءته قراءة جديدة ضمن مشروع» فكري يتغيّا تأويلاً جديداً، وإنما يطالب بتفادي النظر إلى الحياة الراهنة كتجل للأرضية الميتافيزيقية التي شيدها الموت المنبعث من عمق التاريخ والذاكرة والأدب، لأن كلام الموتى، في هذه العودة، شديد البأس دائماً على فكرنا، فلسنا إطلاقاً متأهبين كما ينبغي لكي نجابه هولهم.


يتعين، إذن، طرح الأسئلة الصامتة التي تعاني فينا، لأننا لا نملك أي خيار آخر غير الانخراط في فكر مختلف حاسم في اختلافه، يندرج ضمن مغايرة فكرية هائلة تنبذ كل اختلاف غارق في سذاجته متوحش في ادعائه المفرط بالتميز، هو الاختلاف الوحشي، إذن، الذي يقذف بالآخر في خارج مطلق، وينسى «الاختلاف الوحشي» أن الآخر يسكننا، وأن هذا الآخر، المتمثل بالغرب أساساً، يشكل بالنسبة إلينا سؤالاً حاسماً يزلزل كياننا وبقدر ما يمثل هذا السؤال فرصة لا يمكن تجنبها، يتطلب مواجهته بكل مسؤولية لا تدخل فيها ولا اتباع.


إنه عمل لا متناه حول الذات يروم، باستمرار تحويل معاناتنا وإهاناتنا المتلاحقة داخل العلاقة . الآخر مع في مختلف تعبيراته. ولعل عملية التحويل، هذه مؤلمة لأنها ليست بالأمر الهين. فهي لا تكتفي بنقد التراث، أو الآخر، أو محاولة استنطاق الواقع، بل تقوم بهذه المهمات بالإضافة إلى محاكمة ذاتها بالأسئلة الضرورية في الفرصة الضرورية.


يتعلق الأمر بنقد مزدوج، إذن، داخل استراتيجية متعددة الحركات والتوجهات تسعى إلى إنتاج فكر مختلف يقاوم كل دعوة إلى الرجوع إلى زمن قدسي مثالي يشكل أساسيات حياتنا كوجود منجرح في كيانه وعلاقاته، ويتصارع مع فكر يرمي بنا في إطار مرجعي لاهوتي غير واع بلاهوتيته، ولو اتخذ شكل توجه ثوري.


لا يكتفي فكر الاختلاف باقتراح استراتيجية للسؤال والتفكيك، لأنه يتحرك، أيضاً، في مواجهة الأسئلة العامة التي تزعزع الإنسان المعاصر في العالم. هو فكر لا يتقوقع في خصوصية مطلقة موهومة، بقدر ما ينزع نحو الانخراط في النقاش - أو الصراع ـ العالمي الدائر حول الإنسان والعلاقات البشرية وارتباطاته بالطبيعة، والميتافيزيقا، والعلم، والموت.


 تكمن مشكلة العرب بالأساس في كون الأيديولوجيات ـ سواء أكانت تراثية أو سلفية أو عقلانية - تمنعهم من طرح الأسئلة الحقيقية التي تخترق أسوار الوهم الميتافيزيقي الذي جثم على العقل منذ زمن طويل. ولهذا يقول الخطيبي إنني أكرر بأن التيوقراطيا، باعتبارها فكرة للسلطة، أو سلطة للفكر هي . مسألة متعلقة بالماضي، وإذا ما صمدت، فهي ككل أشكال الفكر التي ينسجها الموتى.


يعاني الجسد العربي شرخاً هائلاً، ولا يرقى الفكر العربي إلى مستوى الإنصات لإيقاع جسده، باعتباره جسداً ينطق بمعاناة اختلاف مكبوت منذ زمن طويل. يعمل الفكر العربي، منذ عصر النهضة إلى الآن على نسيان هذا الاختلاف المكبوت بالرمي به في سلطة المطلق. إنه اختلاف «لامفكّر فيه يتألم في إلغائه الكلي من طرف دوائر فكرية وسياسية لا تكف عن بسط هيمنتها كيفما كان إطارها المرجعي أو التأويلي.


وحدها مغامرة فكر متعدد له أقطاب حضارية متعددة، واجتهادات تقنية وعلمية متعددة) يمكنها، على ما يبدو لي أن تضمن لنا انعطافاً على الساحة الكونية، لأنه لم يعد هناك اختبار لأحد »، فالاختلاف تعدد والفكر المتعدد يعمل على الدوام على إبراز الاختلاف في جوانبه المنسية والهامشية. من هنا، فإن فكر الاختلاف هو، في عمقه سؤال اللامفكر فيه في الكائن العربي، سؤال يسعى إلى استنطاق الطبقات اللاشعورية التي تراكمت على المكبوت العربي هو اختلاف لا ماهية له أو يصعب اكتناه ماهيته» (Intraitable)؛ يتميز بكونه يستقبل كل محاولة لحفر اللامفكر فيه، كأننا أصبحنا عبيداً مقيدين ومتحررين داخل نسق هائل للتكرار وذلك بإدامة هذه الإرادة الخارجية»."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب