لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فلسفة التواصل في الفكر العربي المعاصر pdf تأليف د. جلول مقورة

كتاب فلسفة التواصل في الفكر العربي المعاصر - تأليف د. جلول مقورة - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : فلسفة التواصل في الفكر العربي المعاصر.


الكاتب : جلول مقورة.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


عدد الصفحات : 275.


حجم الملف : 7.58 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"العقل العربي والمساءلة الأيديولوجية


من الراجح أن الحديث عن الإشكاليات التي طرحها المفكر والمثقف العربي، إنما تصب كلها في مصب واحد هو مصب النهضة العربية، ومن الأرجح أيضاً أن الإجابات لم تخرج عن إطار الثنائيات المترابطة: العقل والنقل الأصالة والمعاصرة، التراث والحداثة، الإسلام والعصر، والتي تعيد إنتاج نفسها في كلّ مرة ولو بثوب جديد، لقد سئم العرب من ذلك وراودهم هوس كبير في أن يكون سر نجاح غيرهم مثبطاً لهم، حتى وصل بهم الأمر إلى التخبط بين المواقف وممارسة نوع من الترحال الفكري الاضطراري الذي يرتدي عباءة التلفيق حيناً، ورداء التوفيق حيناً آخر. ولأن أنموذج التفكير الغربي المعاصر اتخذ من مساءلة العقل سبيلاً إلى إنشاء فلسفة ما بعد حداثية تنتصر للوجدان وللإرادة وللاوعي فإن الفكر العربي من منطلق انبهاره المستمر بالآخر، ومحاكاته المتواصلة لنهجه الفلسفي، أصرّ على أن تكون المساءلة، سواء كانت بنيوية، أو تأويلية، أو تفكيكية، أو أركيولوجية موجهة للعقل العربي الإسلامي، فكانت عناوين مثل: تكوين العقل العربي، بنية العقل العربي، نقد العقل العربي، تحديث العقل العربي، تجديد الفكر العربي، أزمة العقل العربي، العقل العربي وإعادة التشكيل، وغيرها كثير دالة على أن العقل دخل حلبة الرهان. وهكذا اختزل العرب هويتهم، وكينونتهم في عقلهم ورجعت المتتالية الترابطية إلى الذاكرة، إذ بقدر ما يتحرر العقل يحدث التقدم، وبقدر ما تتأخر عملية النقد يكون التخلّف.


في كتابهما: دراسات في العقلية العربية : الخرافة، يطرح إبراهيم بدران وسلوى الخماش سؤالاً لست أدري إن كان جريئاً أو محرجاً، هو : هل العقل العربي خرافي، والإجابة ربما تكون أكثر جرأة عندما يجيبان بـ: إن المواقف الخرافية الكامنة والمغلّفة بقشور رقيقة من التعليم تشكل جوهر العقلية الاجتماعية لدى المجتمع العربي ). فرغم الفاصل الكبير والقطيعة المنهجية والمعرفية التي تفصل الخرافة عن العقل، إلا أن هذا الموقف من الفكر العربي يؤكد أن الحديث عن العقل الإسلامي هو قمة الجمع بين النقيضين على أساس أن هذا الطرح الديني يعيد إنتاج نفسه بعد أن كان طرحاً لاهوتياً مع الكنيسة، ويحاول أن يؤدي الدور نفسه في الثقافة العربية الإسلامية. إن هذه الخرافة: نابعة من صلب الأيديولوجيا الدينية ذاتها، بسبب انعدام الحرية الفكرية والحرية الاجتماعية بالمفهوم التقدمي، وبسبب استمرار تحكم الفئات المحافظة ذات العقلية العشائرية الفردية، سواء مباشرة أو عن طريق بيروقراطيات وشبه برجوازيات عسكرية أو متعسكرة).


تؤكد الأدلجة العلمية إذاً في صراعها مع الأدلجة السلفية، أن الدين هو مصدر إخفاقات العقل، والحل لن يكون إلا بثورة تقوم على العلمنة، وتحديث العلاقات والمفاهيم الإنتاجية والاجتماعية، عن طريق التغيير الجذري المتواصل الواعي، والتأسيس لعقلانية علمية علمانية تعلي من شأن العقل العلمي الذي يمرّ عبر اعتبار الدين خرافة، وهو شكل من أشكال الأيديولوجيا المتطرفة أيضاً التي ترفع شعار العلمانية الكلية، كما ينعتها عبد الوهاب المسيري.


 وهناك مقاربة أخرى تختلف من حيث المضامين، ولكنها ليست بعيدة من حيث الطرح، عندما تعتبر أن العقل العربي يعيش أزمة أفق تتعلق بعدم قدرته على تجاوز سقف الأنموذج الليبرالي الرأسمالي والبناء الاشتراكي، فالأول أدى إلى تكوين عقل غير قومي، وغير علمي، وغير بنائي، ويعجز تماماً عن تخطي حالة الخمول والتردّي الراهنين، بينما يؤدي الثاني إلى تكوين عقل قومي، بنائي، علمي، ولكنه مرتبك ويبقى بعيداً عن المستوى المنشود. وهكذا تتخذ هذه الأيديولوجيا من العقل وسيلة لتمرير خطاب أو صد آخر، وتخضعه لترتيب تنازلي أو تصاعدي وفقاً لأهدافها. إذاً بقدر تبعية العقل لهذه الأيديولوجيا، يكون علمياً، وقومياً، وبنائياً، والعكس صحيح. وفي معرض دفاع حامد خليل عن الأيديولوجيا الاشتراكية، وتحامله على الرأسمالية، فإنه يؤكد قائلاً: «الرأسمالية في البلاد العربية لم تعمل على ابتكار قيم جديدة أو وجهة نظر جديدة، لا عن العالم، ولا عن الحياة، وإنما ظلت قانعة بجهلها وراضية ببهيميتها ... فإن العقل الذي أسهمت البرجوازية العربية في تكوينه، لم ينشأ لا في صراع مع الطبيعة، ولا في مواجهة الصناعة المتجددة، بل يمكن القول إن شروط تجهيل العقل هي وحدها الشروط المتحققة. ولهذا يرى حامد خليل أن النموذج الاشتراكي يكون قد خلق لدى العقل الأوروبي نزوعاً قومياً متنامياً، في ما يفترض أنه وجهة لبناء جامعة إنسانية شاملة، إلا أن الرأسمالية غيّرت مساره ليصبح تعصباً قومياً. أما في البلدان العربية، فإن القوى ذات الاتجاه الاشتراكي لم تنشأ على نحو واحد، بل أدى اختلاف العوامل الموضوعية والذاتية بين قطر عربي، وآخر، إلى تشكيل أكثر من صيغة للتحكم في تكوين الفكر الاشتراكي، وأكثر من قوة لتوجيه عملية التحكم هذه، وبالتالي أكثر من عامل لتحديد بنية العقل.

 ‏

إن هذه الفقرات تؤدي إلى نتيجة وحيدة تعبّر عن مدى تحكم الأيديولوجيا بصورها المختلفة في إنتاج النشاط العقلي الموجة، فالعقل الاشتراكي هاهنا يصوغ نفسه على أنه الأقدر على حل الأزمة، وأي انحراف للعقل إنما هو منبعث من أيديولوجية الآخر الرأسمالي أو الديني التي تمارس حصاراً غير نزيه ما دامت المسألة لا تتعلّق ببنية العقل الاشتراكي الداخلية، وإنما بالحروب القذرة التي تشنها القوى الرأسمالية والبرجوازية والرجعية.


طرح أيديولوجي آخر يرى الحقيقة من زاوية ليبرالية، نأخذ على سبيل الذكر فيه لا الحصر، هو المفكر الليبرالي حسن صعب الذي يطلق مشروعه تحديث العقل العربي، من حتمية التحديث القائم على جدلية الثورة والعنف حيث يقول: إن الاستقراء التاريخي يدلنا على أن الإنسان يواجه حالات تفرض عليه اختيار العنف طريقاً للحرية وللتقدم.


وليست الأيديولوجيا الرأسمالية والاشتراكية الوصيَّتين اللتين تؤكدان رهان العقل باعتباره محرك التغيير وأداته، بل إن الأيديولوجيا الإسلامية اعتبرت أن ما أصاب الأمة من تشرذم وتشتت في تعدد الأنظمة واصطناع الحدود، إلى جانب فقر وجهل الشعوب العربية، والتقوقع على الذات، وضياع الهوية، وافتقاد الدور الريادي على الصعيد العالمي؛ هذه كلها شواهد واقعية تستوجب التأمل والتبصر في واقع العقل العربي، لأنه هو الأحرى أن يلام على ما أصاب الأمة. لذلك يتجه هذا الطرح في مناقشته للتخلف العربي الراهن إلى العقل من أجل تقويضه، واعتباره علة الداء، وأن البعد عن النهج الإسلامي هو سبب العلة. وترتيبه، وفق هذا المنهج كفيل بإزالة كل هذا التخلّف والتردي والتراجع عن الواقع العربي. وهذا ما دفع عماد الدين خليل إلى القول: «لما كان العقل المسلم قد أصيب بكسور خطيرة في العصر الراهن ولما كان الإسلام نفسه قد أولى تلك الأهمية القصوى التي تكاد تكون بداهة من البداهات، فإن النتيجة الطبيعية غير المفتعلة أن يكون التشديد على إعادة التشكيل العقلي في إطار إسلامي ضرورة ملحة، وأمراً محتوماً. وهو بهذا يدعو إلى ضرورة التشديد على تشكيل العقول لكي تعمل كما أراد الإسلام لها أن تعمل، فذلك هو التحدي الحقيقي، وهذا هو طريق الاستجابة المرسوم في كتاب الله وسنة نبيه."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب