لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة؛ حضارة وادي النيل وبعض الحضارات القديمة: فارس - الإغريق - الرومان... - الجزء الثاني pdf تأليف د. طه باقر

 كتاب مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة؛ حضارة وادي النيل وبعض الحضارات القديمة: فارس - الإغريق - الرومان... - الجزء الثاني - تأليف د. طه باقر - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة؛ حضارة وادي النيل وبعض الحضارات القديمة: فارس - الإغريق - الرومان...


الجزء : الثاني.


تأليف : طه باقر.


الناشر : دار الوراق.


الطبعة الثانية : 2012.


عدد الصفحات : 733.


حجم الكتاب : 15.85 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"عهد الدولة الرومانية (الجمهورية)


ونذكر من هذا العهد النقاط البارزة أي الحقائق الأساسية في التأريخ الروماني على الوجه الآتي:


1 ـ جاءت القبائل الإيطالية إلى شبه الجزيرة التي دعيت فيما بعد «إيطاليا»، وكانت هذه القبائل جزءاً من هجرات الأقوام «الهندية ـ الأوروبية»، وكانت في بداية ،أمرها كما كان الحال في قبائل الفرس والإغريق، قبائل شبه همجية، ولكنها أخذت تتعلم أصول الحضارة بالتدريج من اتصالاتها بالمدنيات المجاورة. وتعلمت بوجه خاص من جماعات كانت تقطن في إيطاليا نفسها قبل مجيء الإيطاليين»، وهم الأتروسكيون الذين يحتمل أن يكون أصلهم من آسيا الصغرى وكانوا مسيطرين على إيطاليا في القرن السادس ق.م، من مدنهم المحصنة التي كانت في الإقليم المسمى «توسكاني ثم تعلمت من اليونان وأخذت عن القرطاجيين أشياء مفيدة من عناصر الحضارة.


2 ـ وكان الرومان في مبدأ أمرهم يحكمهم ملوك لا يمتون إليهم بصلة ويرجح كثيراً أن يكونوا ملوك الأتروسكيين أنفسهم، ولا نعلم كم دام هذا العهد. ولكن المرجّح كثيراً أن الإيطاليين أنشؤوا جمهورية قوامها «دولة المدينة» ولا سيما في روما في حدود 508 ق.م. لا تفرق كثيراً عن دويلات المدن الإغريقية وكان في إيطاليا دويلات مدن أخرى غير دولة روما، ولكن روما أخذت تسيطر عليها بالتدريج وتضمها إليها مكونة مملكة واحدة وبوسعنا أن نلخص توطيد سلطان روما في جميع إيطاليا بالمراحل الآتية :


(1) ظلت دولة روما حتى 325 ق.م. في حروب مع الأتروسكيين ومع منافسين آخرين من اللاتين وكذلك صدّت هجمات الغاليين واستطاعت أن


تنجح في جميع ذلك وتحرز السيادة، وكانت في أثناء ذلك قد اكتسبت كثيراً من عناصر الحضارة ومن بين ذلك الحروف الهجائية المشتقة من الخط الإغريقي.


(2) بدأت روما بصفتها زعيمة الدويلات اللاتينية في (325 - 280) في دحر الأقوام الإيطالية الأخرى في وسط إيطاليا وفي جنوبها (ومن بين ذلك القبائل المعروفة بالسامنية) وكذلك الأتروسكيين والغاليين.


(3) وأخيراً رضخت بعض المدن الإغريقية في إيطاليا إلى سيادة روما، واستطاعت في حدود 280 - 275 أن تصفي الحساب مع منافسيها فتقضي على مقاومتهم.


(4) اتخذت روما سياسة حكيمة باتخاذ القبائل الإيطالية التي كانت تخضعها حلفاء لها وأعطت الجماعات الأخرى الحكم الذاتي المحلي، وإذا أضفنا إلى هذا العامل الطرق الرومانية الشهيرة أدركنا العوامل التي استطاعت بها روما أن تؤسس دولة قوية موطدة استطاعت أن تقف بوجه كثير من الصدمات التي حلت بها فيما بعد.


وقبل أن نتابع إيجاز الوقائع الأساسية في تأريخ الرومان نقول كلمة مختصرة عن نظام الحكم في روما قبل أن تصير أمبراطورية وهو النظام الذي نشأ مع نشوء الدولة الرومانية. ويبدأ ذلك منذ أن تخلصت روما من حكم الملوك الأتروسكيين وأخرجتهم من المدينة في حدود (500 أو 508 ق.م)، وكان العامل المهم في طرد هؤلاء الملوك طبقة النبلاء الرومان (الباتريشي)، فأخذ هؤلاء زمام الحكم بيدهم، ولكن لم يستطع أحد أن يكون ملكاً، منهم بل إنهم وافقوا لعله إرضاءً للناس على أن ينتخب اثنان منهم يسميان «القنصلين لرئاسة الدولة وكانت مدة انتخابهما سنة واحدة وكانا متساويين في السلطات. وكانت طريقة انتخابهما تتمّ في كل عام من مجمع يضم جميع القادرين على حمل السلاح أي جميع المحاربين ويكون نوع الحكومة هذا النظام الجمهوري تقريباً ولكن كان للجمهورية رئيسان. ولما كان حق اختيار القنصلين محصوراً في طبقة النبلاء فقد صارت حكومتهم تتصف بالاستبداد. ولكن العوام (البليبيون وهم على الأكثر من القبائل اللاتينية) رفضوا الخضوع إلى استبدادهم وحيث كان النبلاء في حاجة ماسة إلى العوام إذ هم مادة الدولة وجنودها، فقد استرضوهم وأعطوهم حصة كبيرة في الحكم بأن سمحوا لهم بانتخاب جماعة من الموظفين من مجمعهم، وسمي هؤلاء الموظفون «تربيون» وكان لهؤلاء الحق في نقض أي قرار أو قانون حتى ما كان يصدر من القنصلين. فإذا ما شعر مواطن بهضم حق له من جانب القنصل فإنه كان يرفع ظلامته إلى «التربيون الذي كان باستطاعته أن ينقض الحكم حتى الحكم الصادر بالإعدام، وهكذا حصل التربيون على سلطات واسعة وعندما زادت أعمال الحكومة زاد عدد أعضاء مجلس التربيون» ونشأت طبقات جديدة من الموظفين لمساعدة القنصلين اللذين كانت أعمالهما كثيرة كقيادة الجيوش وتنفيذ القوانين والهيمنة على موارد الدولة إلى غير ذلك من شؤون الحكومة، فعين موظفون لإدارة الشؤون المالية )، ثم موظفون عامون أنيطت بهم إحصاء النفوس وتخمين الضرائب المترتبة على الأفراد وتنظيم أمور الانتخاب ومراقبة سلوك الناس وكذلك عين القضاة للبت في القضايا. واعتاد الرومان في إبان الأزمات الوطنية أن يعينوا حاكماً عاماً ممن يثقون بهم وبنزاهتهم يعطى السلطة العليا المطلقة وهذا هو الدكتاتور الذي كان يعين زمناً قصيراً محدوداً. ونشأ عند الرومان مقابل «التربيون مجلس السنات) أي مجلس الشيوخ يؤلف من النبلاء (أي الباتريشيين والواقع أن مجلس الشيوخ يرجع في أصله إلى زمن الملوك الأتروسكيين الذين كانوا يجمعون مثل هذه المجالس للشورى وكان هذا يسيطر على القنصلين والسلطة التنفيذية. ومع سلطة «التربيون» بحق النقض ورفع الظلامات عن طبقة العوام، فلم يكن بوسعه أن يضمن حقوق العوام وتمتعهم بحق المواطنة والحقوق السياسية ومحافظة ممتلكاتهم إلى غير ذلك، ولذلك لم تكتف طبقة العوام بحصولها على مجلس العوام (أي التربيون المنتخب منهم بل استمرت في انتزاع حقوقها من الطبقة المتنفذة المثرية، واستمرّ النزاع وكان شبيهاً بما حدث في أثينا وبعض الدويلات الإغريقية الأخرى في أثناء انتقالها إلى الحكم الديمقراطي ولكن تطور النزاع في روما إلى نتائج أفضل ووصلوا إلى تسوية أحسن والواقع أن الرومان كافحوا كفاحاً شديداً، ولكن بدون إراقة دماء أو ثورات ونجحوا نجاحاً كبيراً في خلال القرنين اللذين أعقبا تأسيس الجمهورية. فمن جملة ما طالبوا به وأحرزوا فيه النجاح تدوين القوانين المتعارف عليها، فلم يكد يمضي خمسون عاماً على تأسيس الجمهورية حتى دوّنت القوانين الرومانية القديمة على اثني عشر لوحاً من البرونز 450 ق.م)، وطالب الشعب في الوقت نفسه أن يكون له نصيب في وضع القوانين الجديدة ونشأ في روما مجلسان مهمان صارا مجلسين تشريعيين لجميع الدولة الرومانية. وقد استطاع العوام الحصول على حقوق متساوية في انتخاب هذين المجلسين، وهكذا أصبحت للعوام حقوق مهمة في التشريع وزادت حصتهم من إدارة الدولة وحفظت حقوقهم."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب