لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب أدب الرحلة في التواصل الحضاري PDF

 كتاب " أدب الرحلة في التواصل الحضاري " - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF


 



 



معلومات عن الكتاب :


العنوان : أدب الرحلة في التواصل الحضاري.


المؤلف : مجموعة من المؤلفين.


سلسلة الندوات : 5.


الناشر : جامعة المولى إسماعيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية – مكناس.


عدد الصفحات : 375 ص.


حجم الكتاب : 5.59 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :

 

"التقييم الإداري لبلاد المغرب في عصر الفاطميين

من خلال رحلة ابن حوقل


تعد سنة 296هـ / 909م نهاية عهد تعدد السلطة ومذاهبها في بلاد المغرب من سنية وخارجية. وبداية عهد أحادية السلطة ومذهبها وكذلك تحول بلاد المغرب من دار ولاية وإمارة إلى دار خلافة مع بقائه مستقلا عن الخلافة القائمة ببغداد وأصبح الحاكم الأوحد لبلاد المغرب الخليفة الفاطمي - يحكم إقليما واسعا كثير المدن، ومتعدد الأمصار وورث مجتمعا تختلف فيه المذاهب كما تختلف فيـه الانتماءات القبلية، كما ورث هذا الحاكم نظم الدول التي أصبحت عواصمها دار ولاية تتبع دار خلافته بالمهدية وواجهت هذه السلطة الجديدة معارضة قوية لمذهبها وسياستها خاصة المالية، وحاولت أن توفر لنفسها الاستقرار بالقضاء على هذه المعارضة حتى تتمكن من تحقيق مشروعها السياسي، وهو إسقاط الخلافة السنية ببغداد المغتصبة لسلطتها الشرعية وإقامة خلافة شيعية. ولقد تعاملت مع هذا الوضع بأساليب مختلفة ومن بين أشكال هذا التعامل إدارة الأقاليم وهـو مـوضـوعـنا فـي هـذه الدراسة.


إن اهتمام المؤرخين بهذا الجانب بسيط بل وينعدم في بعض الأحيان، فلا يسجلون أحداثه إلا بقدر علاقته بالأحداث السياسية والعسكرية، أي عندما يتعلق الأمر بانتصار جيش وتنصيب حاكم مما أعطى صورة مبتورة وقائمة ليس فقط عن تاريخ الدولة الفاطمية بل عن تاريخ كل الدول الإسلامية، وصور على أنه سلسلة من الحروب والفتن.


وإذا كان المؤرخون قد اهتموا بتسجيل الأحداث السياسية والعسكرية فإن كتب الرحلة سجلت لنا سير المجتمعات وتطورها وأعطت لنا صورة صادقة عن حياة المجتمعات وتعامل السلطة معها والذي كانت وسيلته الإدارة والرحلة إن كانت في أحد أهدافها هي المعرفة الجغرافية بذاتها، فأن الاهتمام بأخبار الأقاليم ومسالكها ومقدار جبايتها هو جزء من العمل الإداري.


والبحث في النظم الإدارية في بلاد المغرب من المواضيع التي يصعب دراستها وهذا لافتقادنا نوعا من المصادر يعتبر المرجعية الأساسية وهو كتب النظم التي عرفت تنوعا وثراء كبيرين في بلاد المشرق فلقد دون العلماء وكبار موظفي الدولة الكثير عن الوزارة والكتابة والحجابة والبريد والنظم المالية. بينما في المغرب لم تحظ هذه الجوانب بالاهتمام ولا يتعرض لها إلى عرضا وحتى الدولة الفاطمية لم تعرف هذا النوع من المصادر إلا في مرحلتها المصرية. وربما تعود أسباب هذا الإهمال في الفترة السابقة لحكم الفاطميين كون بلاد المغرب كانت دار ولاية. أما في العصر الفاطمي فإن طبيعة الوجود الفاطمي وحكمه لبلاد المغرب والفترة الزمنية نفسها هي التي لم تسمح بظهور هذا النوع من الكتابات.


إن الذي أولى اهتماما لبعض جوانب هذه المواضيع هو كتب الرحلة والجغرافية كما ذكرنا في السابق كالتقسيمات الإدارية الإقليمية، غير أنها لا تتعرض لنظام سير هذه الإدارة، ولقد اخترنا لهذه الدراسة رحالة من القرن الرابع الهجري (10م) وهو أبو القاسم ابن حوقل النصيبي (ت حوالي 367هـ) الذي زار بلاد المغرب أيام حكم الفاطميين وترجع أسباب اختيارنا له إلى:


1 - إن ابن حوقل شيعي المذهب، فهو بذلك يعكس وجهة النظر الرسمية أو يمثل سياسية الدولة.


2 - إن ابن حوقل كتب بناء على مشاهدته وما عاينه ينفسه فيقول فهذه صورة المغرب ومكان كل عمل ومدينة وموقعها من شمالها وجنوبها ومشرقها وغربها حسب ما أدت الاستطاعة إليه ووقفت بالمشاهدة والخبر الصحيح بالمفاوهة عليه لقد كان بالمغرب ابتداء من الثلاثيات من القرن الرابع الهجري في أيام خلافة المنصور (334 341هـ فذكر عند وصفه لمدينة المهدية ... أدركتها سنة ست وثلاثين وملوكها كماة وجيوشها حماة...) وفي سنة 340هـ / 951م كان بسجلماسة وهذا بعد عودته من الأندلس التي دخلها في بداية سنة 337هـ . وظل بالمغرب حتى بعد رحيل الخليفة المعز لدين الله إلى القاهرة 362هـ / 972م فيقول عندما يتحدث عن قبيلة صنهاجة «... ومساطة آل يوسف بن زيري بن مناد خليفة آل عبيد الله أصحاب المغرب على المغرب وبلكين يوسف بن زيري بن مناد هو صاحب المغرب يومنا هذا وملكه منذ شخوص أبي تميم عنه...».


لقد اتخذ ابن حوقل من كتاب مسالك الممالك للاصطخري الذي ألفه بين سنتي 318 - 321 هـ / 930 / 933م نموذجا له ووضع على غراره كتابه صورة الأرض، وكان اصطخري هو الذي طلب منه إصلاح ما جاء في كتابه، فأصلحه ونسبه إليه ثم وضع كتابه صورة الأرض فيقول: «فأصلحت منه غير شكل وعزوته إليه، ثم رأيت أن أنفرد بهذا الكتاب وإصلاحه وتصويره أجمعه وإيضاحه» وإذا كان ابن حوقل قد أصلح بعض ما أفسده الاصطخري عند تصويره لبعض الأقاليم كمصر والمغرب، فإنه اعتمد نفس التقسيم للعالم الإسلامي الذي وضعه الاصطخري فجعله عشرين إقليما مبتدأ بديار العرب لأن فيها الكعبة ومكة أم القرى وهي واسطـة هــذه الأقاليم...» ويقول ابن حوقل في ذلك... وقد فصلت بلاد الإسلام إقليما واحدا لأن الكعبة فيها ومكة أم القرى، وهي واسطـة هـذه الأقاليم عندي ...» بل أن ابن حوقل ينقل عن الاصطخري حرفيا عندما يصف بعض الأقاليم كالسند وما وراء النهر وغيرهما، وأن كون الاصطخري رأس مدرسة المسالكيين جعل كل الذين جاءوا من بعده يتأثرون به وينقلون عنه.


غير أن الذي ميز ابن حوقل عن الاصطخري هو غزارة المعلومات عند وصفه لبلاد المغرب هذه المعلومات التي سجلها ابن حوقل في كتابه لا نجدها عند غيره من الرحالة في هذه الفترة، فلقد أمدنا بمعلومات قيمة عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية وكذلك التنظيمات المالية وبعض الاحصائيات ووصف الطرق التجارية والمسالك هذا بالإضافة إلى التنظيمات الإدارية. وجاءت معلوماته عن القسم الشرقي من المغرب أغزر وأوفر من باقي المناطق وربما يعود ذلك إلى بعد هذه المناطق عن مركز الدولة (مغرب أغزر وأوفر من باقي المناطق وربما يعود ذلك إلى بعد هذه المناطق عن مركز الدولة (مغرب أوسط وأقصى والخروج المستمر عن سلطتها وكان اهتمامها بهذه المناطق إلا بالقدر الذي يضمن لها ممارسة النشاط التجاري بتوفير الأمن للقوافل التي تقصد بلاد .السودان. كما أن هذا الاهتمام بالجزء الشرقي حيث مركز الدولة ومقرها هو بسبب ضمان الاستقرار. وابن حوقل سجل وعكس هذا الاهتمام."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب