لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

السوسيولوجيا المغاربية: بين التركة الكولونيالية ورحلة البحث عن الهوية pdf تأليف د. بوخريسة بوبكر

مقالة "السوسيولوجيا المغاربية: بين التركة الكولونيالية ورحلة البحث عن الهوية" تأليف د. بوخريسة بوبكر - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن المقالة :


العنوان : السوسيولوجيا المغاربية: بين التركة الكولونيالية ورحلة البحث عن الهوية.


المؤلف : د. بوخريسة بوبكر.


الناشر : المجلة العربية لعلم الاجتماع.


المصدر : المجلة العربية لعلم الاجتماع – إضافات.


المجلد / العدد : ع 15.


عدد الصفحات : 22.


حجم المقال : 0.8 ميجا بايت.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"الموروث الكولونيالي


يمكننا من دون خطر الوقوع في تناقض تقديم الفكرة التي مفادها أن السوسيولوجيا وبشكل عام العلوم الاجتماعية، أعلنت دخولها في الفضاء المغاربي على أثر انتقال نظريات ومفاهيم، ومناهج، وتساؤلات، بدأت في الحقيقة مع الحقبة الكولونيالية وضمن منطقها نفسه بداية مع التقليد الفرنسي الذي حوّل المجتمعات المفتوحة جميعها إلى فضاء تساؤلات العلماء الاجتماعيين عن التمثلات التي كانوا يحملونها، تمهيداً لانتشار وتوسع «البعثات التحضيرية» في تلك المجتمعات. وبشكل تدريجي، فقد جندت النخبات الجديدة «الأهلية» في منطق تحررها هي أيضاً، تلك العلوم للمساهمة في البناءات الوطنية، واستنكار صورتها التي تعكسها مرآة العلم الكولونيالي عن تلك المجتمعات. وبعبارات تحصيلية واستكشافية، فإن تطور العلوم الاجتماعية الذي ما يزال مبكراً، قد أفرز تراكمات معارف متناقضة، كمياً وكيفياً، بحسب البلدان، مع تأثير رئيسي، سواء من الداخل أو الخارج، يكون قد دعم تمثل وحدة هذه المنطقة من العالم. الموروث السوسيولوجي الاستعماري، إذن، كان موجوداً في الخمسينيات ( ١٩٥٠ - ١٩٦٠)، في المجتمع المغاربي، لكنه كان يتوزّع بشكل لا متساو بين الأقطار الشمال - أفريقية. فهو أكثر أهمية في الجزائر مقارنة بما هو عليه في بلدان المنطقة الأخرى. وإذا كان متواضعاً من حيث موضوع المؤسسة وتكوين الباحثين، فهو يتوّج بمحصلة محترمة من حيث المعارف والعلم المتعلقين بالمجتمعات المغاربية التي ستلقي بكل ثقلها على التطور اللاحق للسوسيولوجيا. فقد تم تخطّي الجامعات القروسطية الأزهرية (مصر)، والقرويين (المغرب)، والزيتونة (تونس) بشكل نهائي. بين حقبة الحربين العالميتين، ووقع استبدالها - من دون أن تزول بشكل رسمي - بمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الحديثة.


١ - لقد تم تأسيس جامعة الجزائر، مثلاً، في عام ۱۹۰۹ بضم أربع مدارس عليا، كانت موجودة مسبقاً: فقد افتتحت المدرسة العليا للطب في عام ۱۸٥٧، أما المدرسة العليا للآداب. مدرسة القانون ومدرسة العلوم، فقد أنشئت كلها بين عامي ۱۸۷۹ و ۱۹۸۰. وظفت مدرسة الآداب في عام ۱۹۰٥ ثمانية أساتذة مرسمين وثلاثة مكلفين بدروس، لتعليم الجغرافيا وتاريخ شمال أفريقيا، واللغة والأدب العربي، واللغة البربرية والأدبين الفارسي والمصري والتقاليد الأفريقية القديمة والفلسفة والتاريخ الإسلامي. كما أسّست عدة معاهد للتنسيق بين عمليتي التعليم والبحوث منها معهد البحث الصحراوي في عام ١٩٣٧، ومعهد الدراسات الإسلامية في عام ١٩٤٦، ومعهد الدراسات الفلسفية في عام ١٩٥٢، ومعهد الدراسات الإثنولوجية في عام ١٩٥٦. وقد خلف السوسيولوجي عبد الملك صياد (۱۹۳۳ ـ ۱۹۹۸ ) في سيرته الذاتية والفكرية شهادة حية ومهمة عن التعليم وحياة الطالب في جامعة الجزائر في الخمسينيات (Sayad2002) أما خارج أسوار الجامعة، فقد رأي معهد البحوث الاقتصادية والاجتماعية النور في عام ١٩٥٤. وأنشئ مركز البحوث الأنثروبولوجية القبل - تاريخية والإثنوغرافية في عام ١٩٥٦، على أثر اكتشافات مهمة. وهو يكون هكذا قد حلّ مكان مخبر الأنثروبولوجيا والأركيولوجيا قبل التاريخية، الذي أنشئ داخل الجامعة في عام ١٩٤٩. واجتهدت عدة جمعيات عالمية في نشر مجلات وتنظيم ملتقيات، منها: جمعية الجغرافيا والأركيولوجيا (Société de geographie et d'archeologie التي ولدت في عام ۱۸۷۸ وجمعية جغرافيا الجزائر وشمال أفريقيا Société de géographie d'Alger et de l'Afrique du) nord التي أسست في عام ١٨٩٦، والجمعية التاريخية الجزائرية Société historique) (algérienne التي أشرفت على إصدار المجلة الأفريقية (La Revue africaine) التي يكتب فيها بشكل منتظم جزائريون من أمثال: م. بن شنب وبن شعاب وصوالح وبن مراد، وأ. لشرف، وإ. حمات مجموعة من المقالات 45-190546 ,Revue africaine).


٢ ـ وفي المغرب، الذي أصبح تحت الحماية في عام ۱۹۱۲، فتح معهد الدراسات العليا المغربية أبوابه في عام،۱۹۲۰، لترقية البحوث العلمية التي تدور حول المغرب والدفع بها، ونشر معرفة لغات وحضارة المغرب، وزيادة على ذلك تحضير بعض اختبارات التعليم العالي والمهني. كما أنشئت مراكز أخرى بعد عدة سنوات ففي عام ۱۹۲۸، أنشئ مركز الدراسات القانونية في الرباط والدار البيضاء، بهدف تكوين حملة الليسانس في القانون، وفي عام ١٩٤٠ افتتح مركز الدراسات العليا العلمية الذي لم ينطلق سوى في عام ١٩٤٥. وفي الخمسينيات، تم افتتاح المدرسة المغربية للإدارة. وخارج إطار التعليم العالي، تنشر الإقامة العامة النشرة الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، حيث كانت الدراسات التي تخص السكان المغاربة كثيرة (109-95 :1984 ,Rivet).


٣ ـ أما في تونس، فأنشئت المدرسة العليا للغة والأدب العربي في عام ۱۹۱۱، لإعداد إجازة وشهادة العربية بالإضافة إلى شهادات الليسانس العربية التي يقدمها الطلبة في جامعة الجزائر. إنها المؤسسة الوحيدة للتعليم العالي في تونس، حتى إنشاء معهد الدراسات العليا التونسية بعد الحرب العالمية الثانية، الذي كان تحت الوصاية العلمية لجامعة السوربون. ويتوزّع التعليم العالي فيها في أربع شعب الدراسات القانونية، والاقتصادية والإدارية التي تحضر لاختبارات الكفاءة والليسانس في القانون والدراسات السوسيولوجية والتاريخية للحصول على شهادة التاريخ والأركيولوجيا البونيقية ودروس التاريخ الحديث لتونس؛ والدراسات الفلسفية والألسنية لتحضير ثلاث شهادات في اللغة العربية (الأدب والفيلولوجيا والدراسات التطبيقية)؛ كما الشهادة العليا للعربية. لقد سمح إنشاء ليسانس الدراسات السوسيولوجية والتاريخية بإدماج دروس جديدة وحضور جامعيين فرنسيين من أجل الإشراف على تخريج الجيل الأول من السوسيولوجيين التونسيين. وتشرف لجنة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في معهد الدراسات العليا التونسية، انطلاقاً من عام ١٩٥٢ على نشر مجلة العلوم الإنسانية: دفاتر تونس التي تتناول المجتمع التونسي والجغرافيا البشرية والاجتماعية والاقتصاد الإقليمي والأركيولوجيا والتاريخ. كما تنشر الإقامة العامة في تونس منذ مطلع ١٩٤٦ نشرية اقتصادية واجتماعية عن تونس، تعالج المسائل الاقتصادية والثقافية (1989-1988 ,Mahfoudh-Draoui) تستقبل هذه المؤسسات التعليمية العليا والبحثية الطلبة والباحثين الفرنسيين في أغلبهم. وبالنسبة إلى الطلبة المحليين فهم يمثلون الأقلية، مثلما يبيّن ذلك مثال الجزائر.


إذا كان الموروث الكولونيالي المؤسساتي والبشري هزيلاً إلى هذا الحد، فإن العلوم ومعرفة المجتمعات الشمال أفريقية كانت أكبر أهمية. وتتأتى فائدتها أقل من التقدم المحقق في فهم المجتمعات، بل من المعارضة التي شكّلت موضوعاً لها في الخمسينيات. ويحتل الفضاء المغاربي مكانة متواضعة في تشكيل النزعة الاستشراقية والإسلامية في أوروبا، بينما تؤدي مصر فيها دوراً ريادياً منذ نهاية القرن الثامن عشر، مع بعثة نابليون بونابرت في عام ۱۷۹۸، ونشر الوصف العلمي لمصر في باريس، الذي كتبه العلماء الذين رافقوه. هذه التجربة العلمية الأولى الحديثة، تم نقلها إلى كل من: الجزائر والمغرب وتونس. فمنذ بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر عام ۱۸۳۰، جاءت الإدارة الكولونيالية الجديدة التي تبحث عن تحديد المحل القانوني للملكية، بنسخة من القرآن الكريم من القاهرة، وقد شكل العديد من الأطباء والمترجمين جزءاً من جيش شمال أفريقيا، وهم الذين شاركوا في بعثة مصر. وأخيراً، شيّدت الإدارة الكولونيالية في الجزائر سلسلة من الأعمال تحت عنوان: الاستكشاف العلمي للجزائر على نمط وصف مصر Exploration scientifique de l'Algérie sur) le modèle de la Description de l'Egypte)."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب