لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ أوروبا الحديث pdf تأليف جفري برون

كتاب تاريخ أوروبا الحديث - تأليف جفري برون - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ أوروبا الحديث.


تأليف : جفري برون.


ترجمة : علي المزروقي.


الناشر : الأهلية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"عصر الاصلاح الديني


حدث في أوروبا في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، حادثان كبيران كان لهما الأثر الواضح والمؤثر في تاريخ أوروبا والغرب بصورة عامة، وهما:


الأول: ارتباط كثير من أمراء أوروبا بعضهم ببعض بروابط المصاهرة مما أدى إلى توحيد إماراتهم بطريقة الإرث حتى إذا وصلنا إلى الإمبراطور شارل الخامس وجدناه يحكم إمبراطورية لم يقم في الغرب مثلها منذ ان سقطت إمبراطورية شارلمان، والتي كانت تضم بين حدودها الشاسعة أسبانيا وايطاليا ومستعمرات أسبانيا من وراء البحار.


الثاني: قيام ثورة دينية في إمبراطورية شارلمان، عصفت بالجو الديني في الغرب وأوجدت المذهب البروتستانتي الذي لا يزال سائداً في كثير من بقاعه. وغرضنا في هذا الفصل أن نعرف شيئاً عن نشوء إمبراطورية شارلمان وعن المقدمات السياسية التي مهدت السبيل للثورة الدينية.


وقبل أن نسرد قصة المصاهرات السياسية بين ملوك أوروبا علينا أن نلقي نظرة على بيت هبسبرك الذي كان شارلمان ينتمي إليه ثم نعلل سبب نشوء أسبانيا ودخولها معترك التنافس الدولي في الغرب.


كان رودولف أول من أشتهر من آل هسبرك فقد انتخب إمبراطورا عام 1273 واستولى على دوقتي النمسا وستيريا فأورث خلفه هذا الملك الذي يعد خير ما يعتز به آل هسبرك ويعتمدون عليه.


ولم يمض جيل على وفاة رودولف حتى تعود أمراء ألمانيا انتخاب إمبراطورهم من حكام المقاطعات النمساوية، وعنى ذلك حصر هذا المركز في هيسبرك الذين لم يكونوا ليهتموا بالإمبراطورية قدر اهتمامهم بأراضيهم وثروتهم الخاصة، فأصبح أسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة خيال لا حقيقة له، وصدق فيها قول فولتير عنها بأنها ليست إمبراطورية ولا رومانية ولا مقدسة. وعندما أصبح مكسمليان الأول في أوائل القرن السادس عشر إمبراطورا تزوج بابنة شارل الجسور ملك برغندية فضم بذلك الأراضي المنخفضة وبلجيكا وبعض أجزاء فرنسا الشرقية إلى النمسا ثم زوج أبنه ووارث عرشه فيليب من وريثة العرش الأسباني فتضاعف بذلك ملك هيسبرك. ويقضي الواجب علينا هنا أن نلتفت قليلاً إلى أسبانيا لنرى ماذا حل بها تحت أيدي العرب المسلمين مدة خضوعها لهم.


إن الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس غير مجرى تاريخ هذه البلاد وجعله مغايراً لتواريخ جميع الأمم الأوروبية الأخرى. فقد كان من نتائجه الأولى تحويل شطر كبير من السكان إلى الدين الإسلامي وبفضله بلغت أسبانيا درجة عالية من التقدم خلال القرن العاشر، ذلك القرن كانت أوروبا خلاله تتخبط في ظلمات الجهل وفوضى الإقطاع. ففي تلك الأيام نضجت مدينة السلام وتم امتزاج أهل الأندلس من قوط وعرب وبربر وضربت الزراعة والصناعة والتجارة بأقدام قوية نحو الرقي وأزدهر العلم وتفتحت زهور الفن فتعالت أصوات الشعراء والمغنين على الجداول، وارتفعت القصور الشامخة تزينها النقوش الجميلة وهياكل الرخام الذي تمر من خلاله جداول المياه ويجتمع فيها الندمان حول كؤوس الراح يتبادلون الحديث في مختلف نواحي الحياة من شعر وفلسفة وأدب. وكانت قرطبة قد بلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة في جميع جنباتها الجامعات والقصور الملكية وانتشرت فيها المساجد فبلغ عددها أربعة آلاف بمنائرها القائمة والمرتفعة، وأصبح عدد حماماتها العامة ثلاثمائة أو يزيد كانت قرطبة في تلك الفترة من أعظم مدن العالم أن لم تكن من أعظمها قاطبة، وكان يرى فيها الآلاف الطلبة الذين قصدوها طالبين العلم من مختلف الأقطار وكان الساري يمشي الساعات مبتعداً عن المدينة ونور قرطبة يضئ له الطريق، فكانت عاصمة الأندلس كقطعة من ماس تتلالاً وسط الظلام، ظلام الليل وظلام الجهل والخرافات الذي ساد مجتمعات أوروبا البربرية، ففي تلك الفترة كانت العلوم في أوروبا محصورة في أدمغة بعض رجال الدين الضيقة الذين لم يكونوا ليحسنوا القراءة والكتابة حقاً. على أن هذه المدينة الزاهرة لم تعش أكثر من مائة عام فقد سقطت الخلافة في قرطبة في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، وتمزقت البلاد أربا إذ غزاها البرابرة من أفريقيا ثم توالت المصائب على الأندلس.


ثم أخذ المسيحيون في الشمال يتأهبون لفتح شبه الجزيرة مرة ثانية، فمنذ عام 1000 م. تكونت ممالك مسيحية صغيرة في شمال أسبانيا مثل (قشتالة) (ونافار) (واركون) وقد كانت الأولى أشدهن بأساً فحاربت العرب واستولت على طليطلة عام 1075م. أما أركون فقد وسعت أملاكها أيضاً بفتحها برشلونة واستيلائها على وادي الأبروا. وما ان جاء عام 1250م، حتى مدت قشالة سيطرتها على الجنوب فدخلت قرطبة في حوزتها .


وبقي المغاربة بعد ذلك مدة مائتي سنة في منطقة غرناطة الجبلية في شبه الجزيرة. وكانت قشتاله أثناء ذلك مشغولة في أضطراباتها الداخلية فلم تشتد الحرب بينهما ولكن حدث أن تزوجت (إيزابيلا) ملكة قشتاله عام 1469 م، من (فردنند) ولي عهد أركون فتكونت من هذا الاتحاد قوة جعلت لأسبانيا أسماً كبيراً بين الدول، إذا أصبحت أقوى دولة حربية في أوروبا في تلك الفترة. وأخـذ فـردنـنـد وزوجته منذ أول أيام زواجهما على عاتقهما محاربة العرب وإتمام فتح شبه الجزيرة وفي عام 1492 م سقطت غرناطة في أيديهما وسلمت اليهما مفاتيح قصر الحمراء الذي يعد من أرقى ما وصل إليه من البناء العربي والإسلامي، فهوى بذلك نجم العرب من سماء الأندلس، ولم يبق منهم إلا ذكريات تبدو لسامعها حلماً من الأحلام.


في نفس العام الذي سقطت فيه غرناطة أكتشف كولومبس أميركا ففتح بذلك لأسبانيا بابا تدخل منه خزائنها من الذهب والفضة ما لا حد له. ففتك رجالها الظالمون مثل (كورتيز) (بزارو) بأهالي المكسيك وبيرو وسلبوا منهم أموالهم فصاروا يرسلونها إلى بلادهم أسبانيا وصارت هذه بفضل الثروة التي جاءتها من العالم الجديد تشغل منصباً في أوروبا ما كان لها بالحسبان."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب