لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ رباط الفتح pdf تأليف عبد الله السويسي

كتاب تاريخ رباط الفتح - تأليف عبد الله السويسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : تاريخ رباط الفتح.


المؤلف : عبد الله السويسي.


تقديم : ذ. محمد حجي.


الناشر : مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر - الرباط


الطبعة : 1399هـ/1979م.


عدد الصفحات : 299.

 

حجم الكتاب : 5.1 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"اذا كانت المدينة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع، فانه لا يخفىان البواعث الرئيسية لنشأة المدن ما هي الا نتيجة لعوامل سياسيــــــة واقتصادية واجتماعية ودينية وجغرافية وهي بواعث تتكامل فيما بينها لابراز المدينة الى عالم الوجود وكثيرا ما اقترن تأسيس المدن بقيام الدول، أو ببلوغها سن الرشد، ولا غنى لها حينئذ عن اتخاذ مركز للحكم والنفوذ لاعطاء الدولة الناشئة أو ما في حكمها ما يجدر بها من العزة والمهابة، وبمرور الزمن وتعاقب الايام تصير المدينة رمزا للدولة، ومقرا للزعامة السياسية، وقاعدة للاجهزة الادارية مدنية وعسكرية، ومعقلا للمعاهد العلمية والمنشآت العمرانية.


وهذا ما ادخرته الاقدار لرباط الفتح فعندما شملت عناية الله هذا الوطن الحبيب، أسس المولى ادريس مدينة فاس حاضرة المغرب الاولى وتلاه بطل المرابطين يوسف بن تاشفين بتأسيس مدينة مراكش الحمراء وكان الموحدون بدورهم يبحثون عن المكان الصالح لتأسيس مدينة يتخذونها قاعدة ومنطلقا لجيوشهم الى الاندلس شمالا والى افريقية شرقا، وقد اختاروا بقعة الرباط لكونها واسطة العقد ولاهمية موقعها الجغرافي بین مراکش وفاس والاندلس، ولسابقتها في جهاد البرغواطيين المضللين دفاعا عن الحنيفية السمحة فأسسوا مدينة رباط الفتح.


تقع الرباط على شاطيء المحيط الاطلسي، وعلى الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق شمال الخط العرضي بدرجة 37.81. وغرب الخط الطولي بـ 10.19 درجة. وهي قائمة في منحنى ينحدر بنسبة 18 مترا. ويرتفع جهة الجنوب بعلو 100 مترا


 وكانت هذه الناحية آهلة منذ فجر التاريخ القديم، وعرفت مرور الفينيقيين والقرطاجنيين والرومانيين وتتوافر فيها مخلفات عصر قبل التاريخ، كالمغارة المعروفة بمغارة دار السلطان والواقعة جنوبي غرب المدينة وقد عثر فيها على مجموعة ادوات توجد معروضة في متحف العاديات بالرباط يرجع تاريخها الى مختلف الادوار الجيولوجية. وكذلك في هضبة شالة، وحي المطار، واجمة اكدال، وخاصة في منجم القبيبات وقد اكتشف الباحث الفرنسي - مارسي - في الحث التلي للشاطيء الرباطي سنة 1934 ما يعرف بانسان الرباط، الا أنه لم يبق منه الا الفك السفلي وشظية من الحنك اما بقية عظامه فقد تلاشت وضاعت، وعثر الباحث - روش - سنة 1956 على فك سفلي قرب قرية تمارة يظهر انه يقارب النوع « النيانديرتالي »

 ‏

ووقع العثور حديثا سنة 1977 بشاطيء الهرهورة قريبا من الرباط على مغارة ومقابر ومساكن يرجع عهدها الى عصور ما قبل التاريخ حوالي عشرة آلاف سنة وهذه الاكتشافات مشمولة في الوقت الحاضر برعاية وزارة الشؤون الثقافية حيث صدر الأمر بمتابعة التنقيب وحماية الآثار المكتشفة


وتشهد هذه الكشوف الاثرية على أن مكان الرباط وناحيته كان مسكونا منذ العصور الموغلة في القدم


ويتفق المؤرخون على ابتداء تاسيس المدينة في عهد الخليفة يوسف بن عبد المومن ابن علي الموحدي، ويجمعون على اكتمال تخطيطها وتشييدها في عهد ولده الخليفة يعقوب المنصور عام 593 هـ الموافق لسنة 1197 ميلادية


ولا يفهم من هذا ان الرباط لم يكن موجودا مطلقا قبل تشييده في عهد الموحدين، لانه من المرجح تاريخيا أن عمران مدينة شالة - سلاكولونيا - كان يمتد منذ العصور الرومانية الى قصبة الموحدين


ومنذ الف سنة والتاريخ يشير الى وجود رباط حصين فوق المرتفعات الصخرية الممتدة في البحر أمام سلا يسكنها رهط من صنهاجة، ويجتمع فيه الاتقياء قصد التعبد والجهاد 


وفي أواخر القرن الثاني عشر الميلادي كان الحصن الموجود في هذا المكان يعرف بقصر بني تارجا، او قصبة تاشفين الذي أقام اول رباط في هذا الموقع 


وعندما فتح عبد المومن مدينة سلا سنة 541 هـ وجد الحصن قائم العيان فنزل فيه وجاء في الحلل الموشية انه لما وصل الى سلا تغلب عليها وفتحها وطاعت له قصبتها التي كان بناها الامير تاشفين في الرباط


وكان للرباطات دائما دورها الحضاري الفعال في حماية الاوطان والمقدسات، وتنشئة الاجيال المجاهدة واعدادها لحماية الذمار وتقويه العزائم. كما كانت الرباطات في حقيقتها مؤسسات دينية تعليمية عسكرية اقتصادية وهي الحصون التي تعد للدفاع والمحافظة على سلامة البلاد من المغيرين الاجانب، ولا سيما عند الشواطيء البحرية التي كانت هدفا للغزاة، فيها تدرب الجيوش، ويدرس القرآن والعلوم، وفي مساجدها تؤدى الصلوات ومن ورائها البساتين والحقول التي يعمل فيها المتطوعة لتوفير المؤن للجيش والغذاء الذي يحتاج اليه الرباط ولم يكن الرجال الذين يلتحقون بهذه الحصون من الجنود المرتزقة ولم يكونوا يحترفون الجندية، وانما هم من المتطوعة الذين يندفعون للقيام بمهمة الدفاع عن الدين والوطن بتأثير من ايمانهم، يقومون بواجبهم ابتغاء مرضاة الله وتزلفا اليـــــه 


وكان رباط الخليفة عبد المومن بن علي هو النواة الاولى لمدينة رباط الفتح وكان أوفق محل لتدبير الحركة العسكرية والسياسية لقربها من الثغور البحرية التي يمر منها الغزاة الى الاندلس و لتوسطها بين الغرب والحوز ولهذه الغاية اسس عبد المومن قصبة تحتوي على قصور ومسجد جامع، ومـد اليها أنابيب الماء من عين غبولة لامداد المحلة الموحدية وجرى الماء، وأذن الخليفة للناس في التعمير والسكنى


ولما مهدها وعمرها أعطاها اسم المهدية تيمنا باسم المهدي بن تومرت وقد تنوسي بعد ذلك هذا الاسم التاريخي لفائدة رباط الفتح، حيث عرفت كمدينة مستقلة عند نهاية القرن السادس الهجري


وقبل هذه التسمية الرسمية كان لرباط مهدية مكانة هامة مرموقة في تاریخ دولة الموحدين، حيث كانت تجتمع الجيوش الجهادية المساعدة لمسلمي الاندلس ومن ثم اخذت ناحية أبي رقراق صبغة القداسة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب