لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ القرن التاسع عشر pdf تأليف د. محمد قاسم ود. حسين حسني

 كتاب تاريخ القرن التاسع عشر - تأليف د. محمد قاسم ود. حسين حسني - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب : 


إسم الكتاب : تاريخ القرن التاسع عشر.


تأليف : د. محمد قاسم ود. حسين حسني.


الناشر : مطبعة لجنة التأليف و الترجمة و النشر.


سنة النشر : 1938.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"ظهور نابليون بونابرت


مولده ونشأته :


ولد في أجاكسيو بجزيرة قرشقة ( Corsica ) فى ١٥ أغسطس سنة ١٧٦٩ من أسرة تسكانية الأصل، هاجرت إلى تلك الجزيرة قبل ذلك العهد بأجيال عديدة، وكان أبوه «شارل بونابرت» محامياً ذا شهرة كبيرة، وأمه « ليتيشيا رامولينو ( Latitia Ramolino ) » من فضليات النساء وأذكاهن. شب والجزيرة حديثة العهد بالثورة التي قامت ضد فرنسا، حين حاولت الاستيلاء عليها، فشبعت مخيلته بقصص أبطال قومه وشجاعتهم، ولما آنس. منه أبوه الرغبة فى الجندية من صغره، أرسله إلى مدرسة بريين ( Brienne ) الحربية ومنها إلى المدرسة الحربية العليا بباريس، فأظهر تفوقاً عظيما على أقرانه في الرياضيات، وإطلاعاً واسماً في التاريخ والجغرافيا، ولما أتم دراسته سنة ١٧٨٥ عين ملازماً في الجيش، وسرعان ما نشبت الثورة فرحب بها نابليون حقداً على الأشراف وأبنائهم الذين كانوا يهزأون به في المدرسة، وانتصاراً للأفكار الحديثة التي تشبع بها، فطفق يساعد على نجاح الثورة وانتشارها في موطنه، تارة بالكتابة وتارة بالخطابة، حتى اضطرت أسرته إلى النزوح إلى فرنسا، فراراً من اضطهاد أهل الجزيرة لها، إلا أنه خفف تدريجاً من حماسته وتشيعه الشديد للثورة، لأن تربيته العسكرية لم تلائمها الفوضى والجرائم التي كان يرتكبها الغوغاء، ولكنه من جهة أخرى رأى من واجبه تعضيد حكومة اليعاقبة، لدفع الأخطار التي كانت تهدد البلاد، فعين عام ۱۷۹۳ قائدا للمدفعية فى حصار طولون التى ثارت واعتصمت بمعونة الانجليز والأسبان، فكان الخطته الفضل الأكبر فى إخضاعها، ولما حدثت فتنة باريس التي أشرنا إليها ( عام ١٧٩٥ ) نجح فى الدفاع عن المؤتمر كما عرفنا، وتعرف إذ ذاك بجوزفين بوهارنيه، أرملة أحد قواد فرنسا الأشراف، فتزوج بها، ثم عهدت إليه قيادة الحملة الايطالية ( التي أعدتها الحكومة الجديدة ) اعترافا بخدماته لحكومة الادارة.


الحملة الإيطالية :


كانت الجيوش الفرنسية قد انقلبت إلى الهجوم كما علمنا عقب موقعة قالمى، فدخلت بلجيكا وهولندا ثم ردت على أعقابها بعد تأليف التحالف الدولي الأول، ولكن لجنة الأمن العام قاومت هذا الخطر، وأخذت تهاجم أعداءها. حتى احتلت البلجيك وهولندا من جديد، فانفرط عقد التحالف على الأثر بخروج بروسيا التي اعترفت لفرنسا بفتوحها في الشاطئ الأيسر للرين، وتبعتها أسبانيا التي نزلت لفرنسا عن جزيرة سان دومنجو، فلم يبق سوى انجلترا والنمسا، ومعهما سردينيا، فبدأت حكومة الادارة بتوجيه ضرباتها إلى النمسا، وكانت خطتها ترمى إلى مهاجمة فيينا عن طريق وادى الطونة، بينما يقوم جيش آخر بالزحف إلى شمالى إيطاليا، ومنها إلى فيينا أيضاً، وهذا القسم الأخير هو الذي وكل إلى بونابرت. 


سار بونابرت بطريق الألب البحرية، وكان جيشه صغيراً تنقصه المؤن والذخائر، بيد أنه أشعل حماسة الجند وحرك مطامعهم، فما كاد ينزل في السهل الأعظم حتى مزق شمل أعدائه في موقعة ( مونت نوت ( Monte Notte ) ( في أبريل سنة ١٧٩٦، وما زال يتعقب السردينيين حتى نفضوا يدهم من مخالفة النمساويين، وتخلوا له عن نيس وسافوي في أبريل سنة ١٧٩٦، فتحول حينئذ إلى النمساويين، فأجبر قائدهم « يوليو ( Beaulieu ) » على الارتداد إلى ما وراء نهر الأدا ومنه إلى ما وراء المانشيو ( Mancio )، حتى أصبح سهل لومبارديا مفتوحاً أمام بونابرت، فدخل « ميلان »، ومنها تقدم إلى « منتوا ( Mantua ) » أمنع معقل لأعدائه في إيطاليا، فحاول النمساويون أن يحولوا دون استيلائه عليها، ولكنهم أرغموا في النهاية على تسليمها، وبذلك فتح الطريق أمام بونابرت لمواصلة الزحف إلى فيينا، من غير أن يلقى مقاومة تذكر، فاضطر النمساويون أخيراً إلى التقدم بطلب الهدنة. 


ولما كان جيش فرنسا الزاحف على الرين قد هزم، وحصلت فرنسا على كل ما كانت ترجوه من الحملة، فقد أجاب بونابرت طلب الهدنة، ثم عقد صلح «كامبيو فورميو ( Campo Formio ) » في أول أكتوبر سنة ١٧٩٧، وبه تخلت النمسا عن كل أملاكها في إيطاليا مقابل حصولها على جمهورية البندقيه، كما تخلت عن البلاد الواطئة، واعترفت بجمهورية شمالي إيطاليا ( Cisalpine ) التي كونها نابليون، وسلمت بحق فرنسا في الاستيلاء على الشاطئ الأيسر للرين، وعلى ملحقات البندقية على ساحل الأدرياتيك، وهي « دلماشيا ( Dalmatia ) »، وجزائر ( الأيونيان (lonian ) ). وتعتبر هذه الحملة فاتحة عهد بونابرت المجيد، لما تم على يديه من الفوز الباهر والنصر العظيم.


الحملة المصرية :


لم يبق من أعداء فرنسا بعد ذلك إلا انجلترا، فقد حاول الفريقان عبثاً الوصول إلى حل حاسم أو إبرام صلح يرضى الجانبين، ومن ثم اتجهت أنظار فرنسا منذ عام ١٧٩٧ إلى غزو مصر لتحويل تجارة الهند عن طريق رأس الرجاء إلى طريق البحر الأحمر، رغبة في هدم سيادة بريطانيا التجارية، وإنشاء قاعدة لغزو ممتلكاتها فى الشرق، نظراً إلى أن سيادة انجلترا البحرية كانت تحول بين فرنسا و بين غزو عدوتها في بلادها.


على أن فكرة استيلاء الفرنسيين على مصر. لم تكن حديثة العهد، بل ترجع إلى ذلك الزمن الذى كانت فيه بريطانيا وفرنسا تتنازعان النفوذ في بلاد الهند، فقد كانت بريطانيا تعمل دواماً على جعل طريق رأس الرجاء هو طريق مواصلات الهند، رغبة في استبقاء سيادتها التجارية التي تقوم على السيادة البحرية، بينما كانت فرنسا تعمل على تحويل ذلك التيار التجاري إلى طريق البحر الأبيض، على زعم أن موقعها الجغرافي يسمح لها بالتفوق على انجلترا، ولذا كانت تحاول بين حين وآخر إعادة فتح طريق مصر التجاري، أو الاستيلاء على مصر ذاتها ؛ غير أنها فشلت المرة بعد المرة، حتى إذا ما تهيأت الظروف لغزو مصر إبان حروب الثورة وجدت الفكرة تعضيداً عاماً من رجال التجارة ومن رجال الحرب والسياسة كنابليون وتليران."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب