كتاب "الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية" للمؤلف علي ابن ابي زرع الفاسي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
العنوان : الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية.
المؤلف : علي ابن ابي زرع الفاسي.
عدد الصفحات : 165 ص.
حجم الكتاب : 2.96 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"في أول محرم سار السعيد من فاس إلى مراكش
وفيها انتقل الأمير أبو بكر بن عبد الحق حتى نزل بالقرب من مكناسة، فكان يباكرها بالقتال والغارات ويراوحها حتى ملكها بمحاولة شيخها علي بن أبى العافية، فدخلها في شوال من السنة المذكورة، فهو أول ملك من بني مرين ملك البلاد، واقتنا الطارف والتلاد، وضرب الطبول ونشر البنود، وجمع العساكر وجند الأجناد، وأعطي على كل من حاد عن طاعته النصر والتمكين، وكانت سنوه عنوان سعد مرین.
وقيل إن السعيد لما طالت إقامته بفاس اتصل به أن أهل مدينة أزمور أشاعوا عليه أنه قد مات فأحرقوا أجفانه التي كان صنعها من خشب جامع حسان، فحلف أن يدخل أزمور بالسيف، فارتحل نحوهم فكلمه العلماء والصلحاء فيها فعفا عنهم وقالوا : كفر يمينك بأن تدخلها من باب والسيف في يدك مصلتاً، وتخرج على باب آخر فدخلها ليلا كذالك، فلقي في طريقه سخان حمام فقتله، وأخذ أهل أزمور بالمغارم الثقيلة حتى لم يبق لهم شيئاً، وارتحل إلى مراكش وساءت أحوال المغرب وانقطعت الطرقات.
فلما اشتد الأمر على أهل مكناسة خلعوا طاعة الموحدين وبايعوا بني: مرین، فبعث علي بن أبى العافية وثلاثة من أشياخها إلى الأمير يعقوب بن عبد
الحق أخي الأمير أبى بكر فأدخلوه البلاد ومكنوه منها فبعث إلى أخيه أبي بكر من مجباها الثلث، فقدم عليه ودخلها فانه كان كبيره وهو الأمير في الوقت، فقدم على ثلثه خديمه عبد الحق بن تاغلا وبقي الثلثان لأبي بكر.
وفي هاذه السنة في شهر صفر منها سافرت الحرة الصالحة المباركة أم البمن بنت محلى فحجت بيت الله الحرام وجاورت بمكة والمدينة وقعدت ببلاد المشرق أربعة أعوام ورجعت إلى المغرب، فوصلت إلى مدينة فاس في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وأربعين وستمئة، فأقامت بالمغرب إلى أن توجهت ثانية للحج، فخرجت في محرم عام اثنين وخمسين وستمئة، فدخلت إلى مكة وحجت ثانية ورجعت إلى مصر فتوفيت بها في ربيع الآخر من سنة ثلاث وخمسين وستمئة، وحضر وفاتها الحاج موسا اللمائي المعروف بأبي القاسم : وهو الذى أخبر بموتها وكانت إمرأة صالحة مقتصرة على أكل الحلال ولباسه وكانت مجابة الدعوة.
وفي آخر سنة ثلاث وأربعين وستمئة حين نازل الفنش إشبيلية حدثت للأمير يعقوب بن عبد الحق عزيمة على الجواز إلى الجهاد ونصر الاسلام، فشرع فيها قواه فلما سمع أخوه بذالك كتب إلى الوزير أبي علي بن خلاص صاحب سبتة ألا يمكنه من الجواز ورغبه في ثقافه معه، فوصل الأمير يعقوب بن عبد الحق إلى قصر المجاز، وهو على عزمه، فاجتمع هنالك بالشيخ الولي الصالح يعقوب بن هارون فجلس معه على صخرة هنالك فمنعه من الجواز وقال له ما لك من هاذه العدوة زوال فى هاذا الوقت حتى تملك جميع بلاد المغرب وتفتح حضرة مراكش وتقطع ملك بني عبد المومن، وحينئذ تجوز إن شاء الله تعالا كما تحب، وعلمك منشور، وجيشك منصور، فرجع عن عزمه.
وفيها كسفت الشمس كسوفاً شنيعاً
وفيها قتل الأمير أبو بكر بن عبد الحق كثيراً من عرب رياح.
وفي رجب ركب الوزير أبو علي بن خلاص البحر من سبتة في مركب معد بعد أن جمع المنجمة، فاختاروا له طالعاً سعيداً يركب فيه البحر.
فاعتمد على قولهم وركب البحر حين أمروه بالركوب، فلم يصل به الغراب الميمون في البحر أميالا حتى غرق ومات جميع من كان فيه.
وفيها أعطا الأمير ابن الأحمر مدينة جيان وأرجونة وبركونة وبيغ والحجار وقلعة جابر وصالحه بذالك على ما بيده من البلاد لعشرين سنة، وقيل كان ذالك في سنة أربع وأربعين.
وفيها توفي الشيخ الصالح الامام الحافظ العالم تقي الدين ابن الصلاح، والشيخ عثمان بن عبد الرحمان ابن عثمان، كان إماماً في الحديث والفقه، واستوطن بيت المقدس، ثم قدم دمشق لما خرب بيت المقدس، فأم بدمشق ودرس بها وحدث، وولاه الملك الأشرف دار الحديث، وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين لربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين وستمئة، وصلي عليه بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية، سافر إلى البلاد، فسمع بنيسابور من منصور بن عبد المنعم.
قال صاحب التاريخ :
وحين ملك الأمير أبو بكر مدينة مكناسة اتصل الخبر بالسعيد وقال : ما أرا أمر بني مرين إلا في اعتلاء مزيد."
رابط تحميل الكتاب
