لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الفلسفة والعلم في العصر الكلاسيكي؛ سيادة التصور الميكانيكي pdf تأليف سالم يفوت

كتاب الفلسفة والعلم في العصر الكلاسيكي؛ سيادة التصور الميكانيكي - تأليف سالم يفوت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الفلسفة والعلم في العصر الكلاسيكي؛ سيادة التصور الميكانيكي.


تأليف : سالم يفوت.


الطبعة : الأولى 1989.


الناشر : المركز الثقافي العربي.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"النهضة واصلاح علم الفلك:

 (تجديدات) كوبرنيك:


لعصر النهضة في أوروبا مميزات اتسمت بميل عام نحو التغيير والإصلاح في كل الميادين فعلى المستوى الاجتماعي بدأت أرستقراطية تجارية جديدة تنافس أرستقراطيات الكنيسة ونبالة الأرض القديمة، وعلى المستوى الديني ظهرت حركة الإصلاح الدينية مع ( لوثر Luther) و كلفان) Calvin المناهضة للكاثوليكية. وهذا يعني أن الجو العام صار مستعداً لتقبل كل تجديد وقد أثرت المميزات النوعية لفترة النهضة بصورة ملموسة على علم الفلك، فنقائض علم المتمثلة الفلك البطليموسي في سوء اتفاقه مع الملاحظات، وفي عدم دقته في توقع الظواهر، وحسابها المضبوط، أصبحت تبدو عقبات أمام تقدم العلم والمعرفة في فترة كثرت فيها الرحلات والاستكشافات فقد اهتم البرتغاليون مع مطلع القرن الخامس عشر بالرحلات حيث اكتشفوا أمريكا. لكن نجاح الرحلات واستمرارها راحا يفرضان بإلحاح تحسين الخرائط وتقنيات الملاحظة الفلكية التي تتطلب - كما نعلم - معرفة دقيقة بالسماء مما خلق الحاجة إلى فلكيين أكفاء وكمظهر لهته الحاجة استشعرت الدوائر العليا في المجتمع الأوروبي الحاجة إلى إصلاح التقويم الميلادي الجاري به العمل نظراً لتفاقم اخطائه وتزايدها مع الزمن، بل ان البابا نفسه طلب من كوبرنيك أن يتولى الإشراف على هذا الإصلاح، لكنه رفض اعتقاداً منه أن إصلاح التقويم في نظريات بطليموس المتوافرة، والملاحظات الفلكية المعمول بها لن يجدي نفعاً فالأمر يقتضي إصلاح علم الفلك برمته بل يذكر في مقدمة كتابه، أن نظريته قادرة على أن تسمح بإمكان وضع تقويم جديد مكان التقويم الجولياني . والملاحظ أن التقويم الغريغوري الذي شرع العمل به سنة 1582، كان في الواقع يقوم على تنبؤات مستمدة من أعمال كوبرنيك.


 كل ذلك يساعدنا على فهم الأسباب التي جعلت الثورة الكوبرنيكية لم تظهر في وقت آخر ، والعلم الحديث لم يظهر في لحظة تاريخية أخرى لأن المناخ الملائم لذلك لم يكن قد ظهر. ويستخلص طوماس (كون من ذلك أن الابتكارات داخل علم ليست في حاجة إلى أن تكون جواباً لوقائع جديدة داخل ذلك العلم. فما أدى بكوبرنيك إلى إدراك عدم صحة علم الفلك القديم، وإلى ضرورة تغييره ليس اكتشافه وقائع جديدة، أو قيامه بملاحظات فلكية تحمل معطيات جديدة.


لقد أشرنا إلى ان الأسباب التي حدت بكوبرنيك إلى تجديد علم الفلك لم تكن ثمة أسباباً علمية فقط، بل وكذلك أسباباً أخرى خارجة عن ميدان العلم وتنحصر الأسباب العلمية في بعض الاعتبارات التقنية المتعلقة بعدم الضبط والدقة في حساب مواقع الأفلاك، أنه عدم ضبط يترتب عليه عدم تطابق الملاحظات الحسية مع نتائج الحساب الفلكي. وخارجاً عن هذا الإلحاح الرياضي التقني، لا نعثر على أي إلحاح علمي آخر، ذلك أن أي حدث علمي جديد لم يظهر ليكذب نظام بطليموس، ويرغم علماء الفلك على إعادة بناء نظرياتهم، بل نفس الوقائع الملاحظة هي هي، ونفس تقنيات الملاحظة المتبعة منذ وقت بطليموس هي نفسها التي اعتمدها كوبرنيك إنها الملاحظة بالعين المجردة بل إن الكيفية التي ألف بها كوبرنيك نظامه الجديد في كتاب (دورة الأفلاك (السماوية منقولة عن الكيفية التي ألف بها بطليموس كتاب (المجسطي) حتى على مستوى ترتيب الأبواب والفصول. وهذا ما يؤكد لنا جزئياً كون كوبرنيك لم يرغب في الخروج عن النظام البطليموسي، بل حاول إصلاحه، وإن كان زمام الأمور قد أفلت من يديه بعد موته حيث تحول نظامه إلى ثورة حقيقية.


 وإذا كنا حتى الآن لم نهتم سوى بالخلفية الفلسفية والتاريخية لهته الثورة فإننا سنعمل الآن على الحديث عنها هي نفسها، أي عن إسهامات كوبرنيك في نشأة العلم الحديث. 

 ‏

 ‏عدا القول بحركة الأرض يبدو كتاب كوبرنيك من جميع وجهات النظر أقرب إلى الكتب الفلكية والكسمولوجية للعصر القديم والوسيط. وعدا مداخل الكتاب الذي يطغى عليه الجانب النظري، نجد أن باقي الفصول تقنية رياضية. لذا فالانطباع الأول هو أن قيمة كتاب كوبرنيك أقل بكثير مما يتضمنه من تجديدات فهو بالقياس إلى الفلك القديم لا يختلف عنه إلا بجعل الشمس وسط الكون وتحريك الأرض، لكن أساس القيمة التي اكتسبها هو أنه فتح الباب على مصراعيه، أمام تجديدات قام بها الفيزيائيون الذين جاؤوا فيما بعد أمثال (غاليليو) و (كبلر) و (نيوتن) فكتاب (كوبرنيك) حث على التجديد، وحرض عليه، دون أن يكون هو مجدداً. إن دوره إذا كان في تحويل الاتجاه الذي كان تاريخ الفكر العلمي يسير فيه. لذا فهو على مفترق اتجاهين: يمثل اللحظة الأوج للتقليد القديم، واللحظة التي يبدأ عندها تقليد جديد، انه ذو طبيعة ثنائية : يشكل نهاية القديم، لكنه يطرح ضمنياً وبكيفية لا واعية إمكانيات جديدة لتجاوزه.


فقد دون كوبرنيك كما سبقت الإشارة، كتابه على غرار كتاب المجسطي والغاية من تأليفه أساساً، وكما يبدو من مقدمته، هي حل مشكل الكواكب من ناحية حساب حركاتها بدقة. ويبدو أن طرح كوبرنيك لفكرة أرض تدور لم يكن غرضاً رئيسياً، بل جاء كمجرد وسيلة عارضة للمساهمة في تسهيل التنبؤ الدقيق بمواقع الكواكب، أي أن الغاية منها إصلاح التقنيات المستعملة في حساب تلك المواقع، فهناك إذاً، عدم تناسب بين الغاية من تأليف الكتاب كما تصورها ،صاحبه وبين ما ترتب على الكتاب من نتائج غير متوقعة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب