لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مشروع إعادة كتابة تاريخ المغرب في تصور محمد المختار السوسي pdf تأليف د. علي المحمدي

 مقالة "مشروع إعادة كتابة تاريخ المغرب في تصور محمد المختار السوسي" تأليف د. علي المحمدي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن المقالة :


العنوان : مشروع إعادة كتابة تاريخ المغرب في تصور محمد المختار السوسي.


تأليف : د. علي المحمدي


المصدر : أعمال ندوة المختار السوسي - الذاكرة المستعادة.


الناشر : إتحاد كتاب المغرب والمجلس البلدي لمدينة أكادير.


سنة النشر : 1984.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"يعتبر محمد المختار السوسي شخصية ذات عطاء زاخر في مجالات متعددة. تلك المجالات التي لا نعرف منها سوى ما تضمنه المنشور من مؤلفاته، التي ما تزال في حاجة إلى قدر كبير من العناية لابراز شخصية محمد المختار في مختلف أبعادها، ولتقويم مختلف مساهماتها. غير أن التنوع الملحوظ في نشاط محمد المختار، والتقلبات التي اعترت حياته، لا سيما تلك التي جعلته ضمن نخبة المثقفين التي كانت تقود الحركة الوطنية المغربية منذ أوائل هذا القرن، تجعل دراسته ككل بشكل مفيد أمرا غير هين ؛ اعتبارا لذلك ارتأيت رصد شخصيته من خلال نقطة تقاطع مختلف اهتماماته، وموضع تجلي مؤثراته وتصوراته.


يعد التأريخ من أبرز نشاطات محمد المختار في مجال الفكر. ولما كان هذا المجال قد استقطب اهتمام كل من جهاز الحماية الفرنسية وأقطاب الحركة الوطنية، امكننا النظر إلى تقلب شخصية مثقف في غمرة الظرفية التي كان المغرب يمر بها في بداية هذا القرن، وكذا ابراز مدى تفاعل محمد المختار مع ظروف فترة عصيبة من حياة مجتمعه، اضافة إلى امكانية ابراز مصدر اصالة نظرته إلى التأريخ كنشاط فكري فعال ضمن وسائل مواجهة الفكر الاستعماري وما كان يستهدف تبريره من مخططات.


 اهتم محمد المختار بالتأريخ قبل سنة 1937 ؛ إذا كان قد انكب، أثناء مقامه بمراكش، على انجاز مؤلف عن مراكش في عصرها الذهبي». ويمكن اعتبار هذا المشروع، الذي كان النفي قد حال دون اتمامه، محاولة أولى لبلورة تصور كان محمد المختار قد كونه عن تاريخ المغرب كما تعكسه المؤلفات التاريخية. ولاستجلاء جوانب تصوره هءا يكون من الأفضل الانطلاق من تصريحه التالي : «[...]، وبعد فإن تاريخنا لم يكتب بعد كما ينبغي حتى في الحواضر التي كتب عنها كثيرون قديما وحديثا. فهذه مراكش التي كتب عن رجالاتها الزائرين والساكنين شيخنا سيدي عباس، لم تفز بعد بمن يكتب عن نواح شتى من ادوارها التي تقلبت فيها».


ان أهم ما يعكسه هذا التصريح هو شكل تعامل محمد المختار مع جانب من تراث وطنه. فهو ينم عن استقراء وتمعن سابقين للتقويم تقودهما حاسة النقد ومنظور مغاير لما ينبغي أن يخلد بالتدوين من جوانب حياة المجتمع المغربي. ويختلف في ذلك محمد المختار عن سابقيه وعن بعض معاصريه كعباس بن ابراهيم المراكشي الذي استهدف الترجمة لرجالات مراكش الزائرين والساكنين جريا على نهج سابقيه وان كان قد تميز عنهم باثبات كل ما كان يتداعى لذكرهم من أخبار مدعمة باصناف من الوثائق. فالمراكشي كان يرى في مؤلفات من سبقه مصدرا لاستمداد مادة التدوين، أما الإشكال المنهجي عنده فكان يتلخص في ضرورة الحفاظ على كلام من تقدمه بنصه أو التزام المعنى دون المبنى. ومن ثم فمحمد المختار كان يرى أن الكثير من جوانب تاريخ مراكش لم ير النور بعد. بمعنى أنه في حاجة إلى من يجمع شذراته ويؤلف بينها بقصد ابراز الادوار الهامة التي لعبتها مراكش في تاريخ المغرب. غير أن القصور في ما كتب عن تاريخ المغرب يراه محمد المختار في تاريخ البوادي بصفة أكبر من الحواضر وإن كان ذلك التفاوت نسبيا.


إذا كان ما كتب عن تاريخ المغرب ليس بالتاريخ المطلوب، فما هو إذن هذا التاريخ المطلوب ؟ إن الاجابة عن هذا السؤال تقتضي تحديد مفهوم محمد المختار للتاريخ ؛ ذلك أنه يسم بالنقص ما كتب عن تاريخ المغرب عبر تصريحات ضمنها مقدمات مؤلفاته بصفة خاصة، لكنه كان متذبذبا في تحديده للتاريخ المعني. فقد كان يتراوح في تعريف هذا التاريخ بين استعمال ،صفتين، فتارة يخصه بصفة العام وتارة أخرى يعرفه بالتاريخ العلمي. لتجاوز هذا الغموض يكون من المفيد صرف النظر عن هذه التصريحات والتوجه نحو استشفاف هذا المفهوم من خلال كتابيه : «المعسول» و «خلال جزولة». فالمعسول المكون من عشرين جزءا تناول فيه تاريخ سوس، بصفة خاصة، عبر تراجم لشخصيات لعبت أدوارا في تاريخ سوس العلمي أو الديني أو السياسي. أما كتاب «خلال جزولة» فيتضمن أوصافا وأخبارا وتصورات غير أن هذه المادة المتنوعة صبت في قالب أعلام يحتضن الجغرافي منها البشري. فمحمد المختار من حيث الشكل الذي قدم به تاریخ سوس ظل وفيا للاتجاهات التقليدية التي ظلت متبعة في كتابة التاريخ ليس في المغرب فحسب وانما في سائر انحاء العالم الاسلامي. لكن الجديد في منهجه هو مزج سائر أصناف المصادر التي أمكنه الوقوف عليها بغية تقديم أوفى صورة للموضوع المطروق عبر استعراض أكبر قدر ممكن من المعلومات فعبر التداعي والاستطراد كان يداخل بين مواضيع متعددة الأمر الذي يتيح له تعديد زوايا رصد مختلف جوانب حياة المجتمع السوسي في مراحل تاريخه فالتاريخ اذن لدى محمد المختار يقترن بالشمول بسائر أبعاده.


لما كان المقصود هو التاريخ الشامل ؛ فإن النقص الذي يسم به ما كتب عن تاريخ المغرب لا يقتصر على تلك المؤلفات التي عنيت بتراجم العلماء كما يفهم من بعض اشاراته وانما يمتد ليشمل سائر الاجناس التي كانت تستقطب اهتمام المولعين بالتأريخ. فما هو اذن مصدر النقص الملحوظ ؟ وكيف يمكن تجاوزه ؟ الجواب عن هذين السؤالين يتضمنه مشروع بديل يستهدف كتابة تاريخ المغرب بالكيفية المطلوبة. لقد عرف محمد المختار جوانب هذا المشروع بقوله : «افيمكن أن يتكون التاريخ العام للمغرب تاما غدا اذا لم يقم ابناء اليوم ـ والعهد لا يزال قريبا ولما تغمرنا أمواج هذه الحضارة الغربية الجارفة، التي تحاول منذ الآن حتى افساد ماضينا بما يكتبه عنا بعض المغرضين من أهلها - بجمع كل ما يمكن جمعه، وتنسيق ما لا يزال مبعثرا بين الآثار ومنتشرا أثناء المسامرات. فإنه لو قام من كل ناحية رجال باحثون ببذل الجهود ؛ لتكونت بما سيهيئونه من التاريخ الخاص لكل ناحية مراجع عظيمة، سيتكيء عليها الذين سيتصدرون للتاريخ العام المستوعب في العلم العربي المغربي غدا بله الحوادث والأطوار المتقلبة. وما هذا الغد ببعيد وتباشير فجره تلوح الآن في الأفق»."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب