لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المفصل في فلسفة التاريخ دراسة تحليلية في فلسفة التاريخ التأملية والنقدية PDF تأليف هاشم يحيى الملاح

 كتاب المفصل في فلسفة التاريخ دراسة تحليلية في فلسفة التاريخ التأملية والنقدية - تأليف هاشم يحيى الملاح - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المفصل في فلسفة التاريخ (دراسة تحليلية في فلسفة التاريخ التأملية والنقدية).


تأليف : د. هاشم يحيى الملاح.


الناشر : دار الكتب العلمية.


عدد الصفحات : 502.


حجم الكتاب : 9.74 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


 



مقتطف من الكتاب :



"هل التاريخ علم ؟ 


لقد وصف المؤرخ البريطاني بري (Bury) في محاضرته الافتتاحية التي ألقاها في جامعة كمبرج في عام ۱۹۰۳ التطورات الآنفة الذكر بقوله : " إن التفكير التاريخي بالشكل الذي نتصوره الآن شيء جديد في هذا العالم، لا يزيد عمره عن قرن واحد، وهو يختلف عن العلوم الطبيعية كل الاختلاف، ولكن له طالعه الخاص به، بما يقدم للبشرية من صورة جديدة لهذا العالم بالإضافة إلى أسلحة جديدة يتسلح بها العقل ... " . ثم انتهى بري من هذه المقدمة إلى تقرير أن الشيء الجديد الذي جاء به التفكير التاريخي هو تحول التاريخ إلى علم. وقد عبر عن ذلك بقوله : "ما التاريخ إلا علم من العلوم لا أكثر ولا أقل.


ويلاحظ أن كولنجوود - وهو من أصحاب النزعة التاريخية ـ وقد وجد أن الجزء الأول من محاضرة بري يتضمن اعترافا بأن التفكير التاريخي شيئا جديدا يختلف عن العالم... ثم هو لا يلبث في ختام محاضرته أن يؤكد وجود تطابق تام بين التاريخ والعلم، مما يدل على وجود صراع عنيف في فكره بين نظرة الفلسفة الوضعية إلى التاريخ - والتي كان بري ينتمي إليها - وبين النظرة التاريخية المثالية والتي كان بري قد تأثر بمقولاتها... لقد عانى بري من هذا التناقض كثيرا ـ كما يقول كولنجود - ولكنه لم يستطع أن يحسمه نهائيا وبقي يحسمه نهائيا وبقي عقله حتى النهاية متعلقا بالأفكار الوضعية إلى التاريخ بوصفه علما لا أكثر ولا أقل.


وقد تعرض بري إلى انتقادات شديدة بسبب رأيه الآنف الذكر من قبل أصحاب الفلسفة الطبيعية الذين رأوا أن التاريخ هو دون العلم بكثير وذلك لأن مادة التاريخ تختلف عن مادة العلوم التي يشتغلون بها من حيث كونها غير ثابتة ولا قابلة للتحديد وأنه ليس من الميسور أن نعاين وقائع التاريخ معاينة مباشرة، وأن الاختبار والتجربة أمران غير ممكنان في الدراسة التاريخية، وأن كل واقعة من وقائع التاريخ المسلم بها قائمة بذاتها وليس في الإمكان تصور ظروف يتكرر فيها وقوعها، وأنه من أجل ذلك لا يتأتى تقسيم الوقائع على وجه الدقة، ولا يمكن أن نصل في التاريخ إلى شيء من قبيل التعميمات أو القوانين العلمية، وأن مادة التاريخ فوق ذلك كله مركبة تركبا لا نهاية له وأنه ليس ثمة اتفاق بين المؤرخين على ما هو هام من الوقائع وما ليس بهام، وأن عنصر المصادفة كل تقدير سابق، ويحبط كل محاولة ترمي إلى تسلق الحوادث والأخبار قبل وقوعها، وإن ما يبدو على كل منا - وذلك فوق كل شيء - من قيم شخصية، وحرية الإرادة، يجعل كل مجهود يرمي إلى إقامة التاريخ على أسس علمية مجهودا ضائعا بل وداعيا إلى السخرية والاستهزاء ".


ويبدو أن النقد الذي وجه لوجهة نظر (بري) لا يخلو من تحامل ومن سوء فهم، وذلك لأن بري قد أعلن صراحة أن التاريخ يختلف عن علوم الطبيعة)، ولكنه في الوقت نفسه علم من العلوم... له طابعه الخاص به). فلا غرابة أن يلاحظ هرشو وهو يناقش هذه المسألة أن الخصومة التي ثارت حول مسألة : هل التاريخ علم ؟ هي إلى حد بعيد خصومة لفظية وأنه لو مهد للموضوع بتعريف الألفاظ وتحديد معانيها، فربما كعن الناس معظم عنائها. إن لفظي (علم) (تاریخ) مبهمان غامضان، فإذا لم يعني لتعرفهما ، فمن الممكن، بل من المحتمل أن من يستعملوهما في الجدال يستخدمونهما في معنيين مختلفين مستقلين استقلالاً يتعذر معه معه أن ينتهوا إلى نتيجة ما.


في ضوء ما تقدم، فقد أوضح شارل سنيوبوس : " أن التاريخ علم ما في لأننا ذلك ريب، نستطيع أن نطلق كلمة (علم) على كل مجموعة من المعارف المحصلة عن طريق منهج وثيق للبحث في نوع واحد معين من الوقائع، فهو علم الوقائع التي تتصل بالأحياء من الناس (مجتمع) خلال توالي الأزمنة في (الماضي). ويدخل في عداد العلوم ،الوصفية وهي تختلف عن العلوم العامة اختلافا بينا فهذه العلوم (الميكانيكا والفيزياء والكيمياء، وعلم الأحياء) تعمل لاكتشاف قوانين أعني متوالية ثابتة من الظواهر التي من نوع واحد، ضاربة صفحا عن الأحوال الواقعية الزمانية والمكانية لأن هدفها ليس تقرير الواقع، بل التنبؤ بما سيكون في أحوال معلومة والعلوم الوصفية تسعى لمعرفة وقائع جزئية، فتبحث كيف تتوزع : أما في المكان وحده (علم الكون علم الجغرافية، علم المعادن، علم النبات علم الحيوان أو في المكان وتوالي الأزمنة معا، وإلى هذا النوع الأخير (الجيولوجيا، علم العصور العتيقة ينتسب التاريخ أيضا، لكن له وضعا نسيج وحده، فبينما جميع العلوم لا تعمل إلا في نوع واحد من الظواهر نجد أن التاريخ يجب عليه أن يدرس في آن واحد نوعين من الوقائع المختلفة كل الاختلاف :


١. وقائع مادية تعرف بالحواس أحوال) مادية وأفعال بني الإنسان). 


٢. ووقائع من طبيعة نفسانية عواطف أفكار (دوافع لا يدركها إلا الشعور.


وقد أضاف هرنشو في توضيح الأفكار الآنفة الذكر، أن التاريخ في أحد معانيه الدقيقة هو البحث والاستقصاء وطلب الحقيقة " وبهذا المعنى يكون التاريخ علما، وإلا فليس بشيء على الإطلاق.


ولكن السؤال الجدير بالإجابة، إذا كان التاريخ علما، فمن أي العلوم هو ؟ .. يجيب" هر نشو أنه ليس كالفلك علم معانيه مباشرة، ولا كالكيمياء علم تجربة واختبار، ولكنه علم نقد وتحقيق أقرب العلوم الطبيعية شبها به الجيولوجيا. فكما أن الجيولوجي يدرس الأرض كما هي الآن ليعرف إذا أمكنه ذلك، كيف صارت إلى حالتها الحاضرة، فكذلك المؤرخ يدرس الآثار المتخلفة عن الماضي ليفسر بواسطتها وبقدر إمكانه ظاهرة الحاضر. وكما أن الجيولوجي يجد مادته الأساسية فيما سلم في نفايات الطبيعة من أدلة قليلة تثبت التطورات الجيولوجية القديمة، فكذلك المؤرخ يعتمد في معرفة الوقائع الماضية على آثار مادية أو سجلات أو تقاليد سلمت مصادفة من عوادي الزمن التي لا تبقي ولا تذر.


 وقد أوضح إدوارد (كار أن حرص العلماء على الربط بين البحث العلمي وبين سعيهم للوصول إلى (قوانين عامة تساعدهم على (التنبؤ) بالتطورات المستقبلية قد أصبح الآن من الأفكار المتشددة التي كانت سائدة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وذلك لأن العلماء ومنذ مطلع القرن العشرين أخذوا يقومون بالاكتشافات ويحرزون معرفة جديدة ليس عبر وضع قوانين دقيقة وشمولية وإنما عبر وضع فرضيات تفتح الطريق للمزيد من البحث."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب