لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فلسفة التاريخ؛ نشأتها وتطورها من الشرق القديم حتى توينبي pdf تأليف د. مصطفى النشار

كتاب فلسفة التاريخ؛ نشأتها وتطورها من الشرق القديم حتى توينبي - تأليف د. مصطفى النشار - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : فلسفة التاريخ؛ نشأتها وتطورها من الشرق القديم حتى توينبي.


تأليف : د. مصطفى النشار. 


الناشر : نيوبوك للنشر والتوزيع.


عدد الصفحات : 297.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"يرى البعض أن أول من نعرف من مؤرخي اليونان هو هكتايـوس الملطـي Hecataeus of Miletus الذي ولد حوالي عام 546 ق.م في ملطية فقد كتب عن أصل الشعب اليوناني كما كتب عن مصر بعد أن زارها ضمن جولاته العديدة ولكنه كان ـ على حد تعبير هرنشو - كثير الخطأ وإن كان من ذوي الروح السليمة والعقلية العلمية.


ولكن الحقيقة أن البداية الفعلية لاهتمام اليونانيين المباشر بالتاريخ ترجع إلى كتابات هيرودوت الذي عاش فيما بين عامي 484 و426 ق.م. فإذا كان التاريخ على حد تعبير Carr عملية تفاعلية أو عملية حوار بين الأحداث التاريخية الحاضرة وبين الأحداث أو الوقائع التي حدثت في الماضي، وإذا كانت عملية التأريخ تقاس بأنه «مجموعة من المعارف المحصلة عن طريق منهج وثيق للبحث في نوع معين من الوقائع هي تلك التي تتصل بالأحياء من الناس في مجتمع من خلال توالي الأزمة في الماضي» (3) . إذا كان ذلك كذلك فإن هیرودوت يُعد بحق أول من حقق الشروط العلمية في تأريخه. فقد استخدم لفظ Historia اليوناني الذي يعني بحث أو استقصاء للدلالة على هذا العلم، ومن ثم فهو يُحد بحق أبو التاريخ كما أجمع على ذلك معظم العلماء المؤرخين ).


وقد حدد هيرودوت هدفه من التأريخ فقال في مقدمة كتابه «إنه يأمل أن يحقق من تأريخه ،هدفين، أولهما حفظ ذاكرة الماضي بتسجيل الإنجازات المدهشة سواء التي قام بها اليونانيون أو التي قامت بها الأمم الأسيوية الشرقية وثانيهما أن نرى على وجه الخصوص كيف تم الصدام بين هاتين السلالتين».


لقد أرخ للحروب اليونانية الفارسية محاولا الوصول إلى أسباب الصراع العنيف بين اليونان والفرس، وقاده ذلك إلى التأريخ لنشأة الإمبراطورية الفارسية وكتابة تاريخ ليديا وغزو الفرس لمصر، وقاده ذلك أيضًا إلى السفر إلى مصر ليصف مصر وعادات أهلها.


وليس أدل على علمية هيرودوت من محاولته الوصول إلى المصادر الأصلية لبعض القصص والروايات التاريخية التي سمع بها في بلاد اليونان، فقد بذل جهدا في الوصول إلى أصل «هرقل» والتحري عن الفرق بين هرقل أحد الآلهة الإثني عشر التي نشأت عن الثامون الإلهي قبل حكم أمازيس (أحمس) بسبعة عشر ألف عام وبين هرقل اليوناني وللوصول إلى الحقيقة اضطر إلى السفر إلى صور في فينيقيا ثم إلى تاسوس لأنه علم أن فيهما معابد لعبادة هرقل.


 وقد فعل نفس الشيء في التحري عن صحة الرواية الهوميرية التي وردت في الإلياذة حول سبي باريس Paris ابن ملك اليون لهيلانا Helen زوجة ملك الإخائيين تلك الحادثة التي كانت السبب في نشوب الحرب الطروادية. فقد اكتشف هیرودوت أن رواية هوميروس ليست الرواية الوحيدة حيث وجد أن هناك رواية مصرية لهذه القصة والطريف أن هيرودوت يقول إن هوميروس ربما عرف هذه الرواية المصرية ولكنه أهملها «لأنها غير مناسبة لشعر الملاحم مثل الرواية التي قدمها».


ويقدم هيرودوت الرواية المصرية للقصة في تأريخه، وأهم ما في تلك الرواية من اختلاف عن رواية هوميروس أن هيلانا بقيت في مصر ولم تغادرها مع خاطفها لأن الملك قرر أن يحتفظ بها في مصر حتى يسلمها إلى أهلها. وقد وافق هیرودوت على الرواية المصرية للحادثة وأكدها مستندا على أدلة عقلية جديرة بالاعتبار ساقها في كتابه.


إن الوعي التاريخي عند هيرودوت بلغ حدًا ارتبط فيه التاريخ بالجغرافيا ودراسة الأجناس البشرية من ناحية، كما ارتبط بإيمانه بنوع من الفلسفة الإنسانية من ناحية أخرى فمن الناحية الأولى لم يكن التاريخ عنده مجرد أحداث تروى ويتحرى المؤرخ عن مدى صحتها عن طريق البحث عن مصادرها ووثائقها وإنما كان عادة ما يدعم روايته للحدث التاريخي بالوصف الجغرافي سواء للأرض التي يقع عليها الحدث أو للبشر الذين صنعوا هذه الأحداث. وقد صدق سارتون حينما وصف كتاب هيرودوت من هذه الزاوية بقوله إنه ليس «أول مصنف في التاريخ فحسب، بل هو أيضًا أول مصنف في الجغرافيا البشرية».


ومن الناحية الأخرى، كتب هيرودوت مصنفه التاريخي متأثرا بـلا شــك بنشأته الأيونية حيث كتب بلهجة أيونية واضحة، كما تأثر فيه بالفلسفة العلمية - الطبيعية التي كانت قد بدأت في الظهور في ملطية وبعض المدن الأيونية الأخرى قبل مولده بحوالي قرن من الزمان إذ لا نستطيع بحال أن نغفل ما للفلاسفة الأيونيين الأوائل من أثر على نزعته العلمية في سرد الأحداث التاريخية، تلك النزعة التي بدت في محاولته إخضاع الأساطير التاريخية التي تناقلها اليونانيون شفاهة أو تلك التي وردت في الأشعار اليونانية لهوميروس وهزيود وغيرهما للتمحيص التاريخي على هذا النحو الوضعي الذي أوردنا أمثلة عليه فيما سبق.


ولعل هذه النزعة العلمية التي اكتسبها من تأثره بفلاسفة أيونيـا هـي التـي أثمرت أيضًا عقليته البعيدة عن التعصب لجنسه اليوناني، كما قادتـه إلــى موضوعية التأريخ، تلك الموضوعية التي جعلته يؤكد باستمرار على الأصول المصرية والفارسية للفلسفة اليونانية وللعقائد الدينية اليونانية.


إن هذه الموضوعية التاريخية تكاملت عند هيرودوت مع فلسفته التاريخية التي استندت على إيمانه بتغير الحظ الذي يبدو في عرضه التاريخي للأحداث وكأنها أقدار إلهية يؤدي كل فرد أو كل شعب فيها حسب قدرته وقدره في نفس الوقت فكتابه يبدأ من تاريخ كروسوس وينتهي بتاريخ كرسيس وتتابع الأحداث حيث نحس في كل لحظة بذلك الانتقام الإلهي الذي لا يرحم والذي يطهر النفوس من كبريائها، وغرورها كما نحس بوجود فكرة العناية الإلهية معبرًا عنها كما وردت عند سوفوكليس ويوريبيدس."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب