لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب نظرية المعرفة عند أرسطو pdf تأليف د. مصطفى النشار

 كتاب نظرية المعرفة عند أرسطو - تأليف د. مصطفى النشار - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : نظرية المعرفة عند أرسطو.


المؤلف : د. مصطفى النشار.


الناشر : دار المعارف -القاهرة.


سنة النشر : 1995.


عدد الصفحات : 159.


حجم الملف: 3.17 ميجابايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"وقد أدى شغف أرسطو الشديد بالمعرفة، معرفة أى شيء من كل شيء، أن انشغل انشغالا شديدا بالبحث في وسائل المعرفة الانسانية. ومدى ما يمكن أن نصل إليه من خلال هذه الوسائل. ولما وجد أن غالبية الناس يعتقدون أن حواسهم هي وسيلتهم في المعرفة، بدأ بحثه غير المسبوق في طبيعة الحواس ووجد أن طبيعتها تؤكد قصورها ومحدوديتها، ومن ثم بحث فيما يمكن أن يؤديه العقل ووجد أنه القادر على أن يحلل ما تعطيه الحواس، ويبنى منه ما يسمى بالمعرفة الانسانية، فالانسان هو ما يعقل ويستدل ويقيس أساسا، وليس هو فقط ما يستقرئ، فالحيوان يشاهد كما يشاهد الانسان، إلا أن الإنسان هو القادر وحده على تنظيم مشاهداته والافادة منها في تكوين بناء متكامل للمعرفة عن هذا العالم من خلال قدراته العقلية الفذة.


ولعل ذلك هو ما جعل أرسطو يركز اهتمامه على دراسة العقل وامكاناته المعرفية من جانب، ومحاولته من جانب آخر وضع القوانين اللازمة لضبط التفكير العقلى حتى لا يشتط العقل ولا يبتعد عن المجال المعرفي الصحيح.


ومن هنا كان تأسيس أرسطو للمنطق وفصله عن بقية العلوم، كما كان بحثه في نظرية المعرفة، ومن هنا أيضا كانت بحوثه المتعددة في هذا المجال مرتبطة ببعضها ارتباطا صعب عليه كما صعب على من جاء بعده الفصل بينها، وربما كان هو نفسه على وعي بمدى الاختلاف بين مجال هذه الدراسات المتعددة.


فقد كان المنطق - كما يقول هاملان Hamelin - بالنسبة لأرسطو متميزا عن الميتافيزيقا بمعناها الدقيق كما يتصورها هو - أى باعتبارها علم الوجود - ومن جهة أخرى يجب ملاحظة أنها تتميز بصعوبة عما نسميه بنظرية المعرفة.


ويضيف هاملان بحق، أن أرسطو لم يفكر في فصل دراسة المعرفة من حيث هدفها وقيمتها عن كل من الميتافيزيقا والمنطق لجعلها علما نظريا خالصا. فقد ظلت نظرية المعرفة عنده مختلطة بالمنطق، وكانت قيمة العلم وطرق تحصيله يشكلان سويا موضوع دراسة واحدة.


 ورغم أن أرسطو لم يفكر في ذلك الفصل، فانه كان يعي - كما قلنا - مدى الاختلاف بين هذه المجالات. ولو كان الفلاسفة من بعده على نفس الدرجة من الاخلاص للفكر وحب المعرفة لاستطاعوا اكتشاف هذا الأمر لديه، ولواصلوا الطريق الصحيح الذي مهد له، ورسم خططه، فقد قدم فلاسفة الرواقية بعض التطوير في الأبحاث المنطقية، ولكن غلب عليهم، كما غلب على معاصريهم من الأبيقوربين، وفلاسفة المدارس السقراطية الصغرى وأفلوطين ذلك الطابع الأخلاقي الذي شابه في مراحله المتأخرة الامتزاج بالجانب الديني خاصة لدى الرواقية للمتأخرة وأفلوطين تأثرا بالمسيحية. وظلت هذه الصبغة الأخلاقية الدينية، غالبة على الفكر في العصور الوسطى وحتى مطلع العصر الحديث.

 ‏

وبالرغم من أن تأثير فيلسوفنا كان عظيما في تلك الفترة، فقد عجز فلاسفتها عن تجاوز أرسطو وتطوير فكره كما كان يجب أن يكون التجاوز، مما جعل كثيرون يظلمون أرسطو ويعتقدون أنه سبب الجمود، وكان العقبة التي اعاقت تطور الفكر البشرى خاصة فى النواحي العلمية.


ويعبر برتراند رسل عن ذلك بقوله : ان ارسطو كان عظيم التأثير في ميادين كثيرة مختلفة، لكنه كان أعظم تأثيرا في ميدان المنطق منه فى أى ميدان آخر، ففى الشطر الأخير من العصور القديمة، حين كان أفلاطون لم تزل له السيادة في الميتافيزيقا، كان ارسطو هو صاحب الكلمة العليا في المنطق، وظل محتفظا بهذه المكانة خلال العصور الوسطى كلها، ولم يحدث إلا في القرن الثالث عشر أن أولاه الفلاسفة المسيحيون سيادة في مجال الميتافيزيقا غير أن هذه السيادة عاد ففقدها إلى حد كبير بعد النهضة الأوربية، وأما سيادته في المنطق فلبثت قائمة، بل لا يزال مدرسو الفلسفة المتمسكون بالقديم جميعا وكثيرون غيرهم، يرفضون إلى اليوم وفي اصرار عنيد أن ينظروا إلى كشوف المنطق الحديث، وتراهم يتشبثون تشبثا عجيبا بمنطق قد نسخة الجديد نسخا لاشك فيه كما انتسخ الفلك البطليموسى سواء بسواء، وذلك يجعل من العسير علينا ؟ أن تتصف أرسطو من الوجهة التاريخية، فتأثيره في العصر الحاضر يسد علينا مسالك التفكير الواضح سدا يتعذر علينا أن نذكر كم كانت الخطوة التي خطاها متقدما على اسلافه جميعا (وفيهم أفلاطون) فسيحة، أو أن نذكر كم كان تأليفه في المنطق ليبدو حتى اليوم جديرا بالاعجاب، لو كان مرحلة من طريق مستمر نحو التقدم، بدل أن يكون (كما كان فعلا) طريقا مسدودا، أعقبه ما يزيد على ألفي عام من الركود.


وعلى الرغم مما في تقييم رسل هذا من نظرات صائبة توضح جانبا هاما من جوانب التأثير الأرسطي على العصور التالية، الا أنه نسى أن ذلك الجمود لم يكن لأرسطو ذنبا فيه ؛ فقد كان أرسطو - ولا أشك في هذا.. مثله مثل استاذه أفلاطون يسعى دائما إلى الحقيقة ما وسعه السعى، متمسكا بالسير في طريقها ما وسعه السير. ولم يكن يكتفى بجهده هو فقط وانما كان يستفيد من كل من سبقوه، وكان كذلك يستعين بآراء تلاميذه ويؤثر مناقشة ملاحظاتهم، بل أرسل مع الاسكندر الأكبر في حملاته بالكثير منهم لكي ينقلوا له كل ما يشاهدوه ويرسلون اليه بالعينات من كل ما يصادفهم من أنواع النبات والحيوان، وكل ما تقع عليه أعينهم من معلومات تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية في البلاد التي يفتحها الاسكندر. والحق أنه لولا هذه الجهود المتضافرة من أرسطو وتلاميذه، لما استطاع أرسطو تأليف هذا الكم الهائل من المؤلفات التي كانت في أغلبها مؤلفات تضع الأساس الأول فى كل فروع المعرفة والعلم الانساني. فلم يكن في طاقة فرد واحد تأسيس هذا القدر من العلوم المتباينة ؛ فقد كان أرسطو صاحب المنهج الذي بفضله يمكن تأسيس هذه العلوم، وكان على تلاميذه معاونته في ذلك كل في ميدان اهتمامه وتخصصه. وأهتم هو على وجه الخصوص بميدان هام هو تأسيس نظرية في العلم تستند على دعائم أربعة، أولها، التعريف. وثانيها : القياس، وثالثها : الاستقراء، ورابعها : العلية. وقد ركز أرسطو كتابيه في ( التحليلات، على تلك النظرية مستندا في ذلك على تحليل راسخ لوسائل المعرفة الإنسانية وامكانات العقل الإنساني الهائلة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب