كتاب العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين - تأليف د. محمد المنوني - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين.
المؤلف : د. محمد المنوني.
الناشر : دار المغرب للتاليف والترجمة والنشر.
الطبعة : الثانية ( مصورة بالأوفسيط ) سنة 1397 هـ - 1977 م.
عدد الصفحات : 325.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"الشريف الادريسي السبتي
1166 = 562 - 1100 = 494
خرائطه - مؤلفاته
هو ابو عبد الله محمد محمد بن محمد بن عبد الله الادريسي السبتي، من نسل الامام ادريس الفاتح العربي الشهير ولد بسبتة ـ او تطوان سنة 494 = 1100، وتوفى في صقلية نحو سنة 562 = 1166.
إننا لا نعلم شيئا عن نشأة الادريسي وأساتذته، وإنما نعلم أنـه بدأ اسفاره وهو في 16 سنة من عمره، وأخذ في قرطبة عن علمائها، فاشتهر في معرفة الهيئة والجغرافيا، والفلسفة، والطب، والنجوم، وقرض الشعر، ولقد كانت سلسلة تلك الأسفار التي بدأها الإدريسي في حداثة سنه طويلة جدا، فقد سافر إلى بقية بلاد الاندلس ومصر، وشمال أفريقيا وتغلغل فيها، وساح في آسيا الصغرى والقسطنطينية، ودرس خصائص أهل هذه البلاد وعوائدها، كما طاف في سواحل فرنسا وانكلترا، وبعد هذا توجه قبيل سنة 533 = 1138 إلى صقلية بدعوة ملكها روجر الثاني ملك صقلية وايطاليا وانكردة وقلوية، كما يحليه بهذا الادريسي طالعة النزهة.
(1) الخريطة الحائطية : وقد رغب روجر من الإدريسي أن
يرسم له خريطة عالمية كاملة، يبين فيها مواقع البلدان والبحار والأنهار والجبال الى غير ذلك، فرسم له الإدريسي هذه الخريطة الحائطية وفق رغبته.
(2) المائدة الفضية - او الخريطة الأرضية : ثم رغب منه ثانيا أن تحفر هذه الخريطة على لوح من الفضة، فأحضر روجر الصناع المهرة الذين اتقنوا هذا العمل تحت رعاية الإدريسي ورقابته.
وبعد أن جعل الملك مقدار 400 ألف درهم من الفضة - كما روى خليل الصفدي. - تحت تصرف الإدريسي لهذا الغرض، اتخذ الإدريسي أقل من ثلث المقدار مائدة مستطيلة، يبلغ طولها كما قدر الاستاذ ميللر ثلاثة أمتار ونصفا، وارتفاعها مترا ونصف متر تقريبا، ثم حفر عليها بواسطة الصناع المهرة خريطة بغاية الدقة والإتقان وتمام الموافقة لتلك الخريطة التي رسمها من قبل، وكتب على هذه الخريطة الفضية بأحرف عربية كل ما عرف من البلدان المختلفة. ولقد بلغ ثقل هذه المائدة الفضية نحو 140 كيلو غرام، وكان الفراغ من هذا العمل الجليل في يناير 1154م.
(3) كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، و كشرح للخريطتين، وتعليق عليهما، الف الادريسي كتابه هذا، وهو يقسم - فيه وفي الخريطة - الأرض المعروفة - اذ ذاك - إلى سبعة أقاليم او مناطق، ثم يقسم كلا من هذه إلى عشرة أقطار متساوية، فجات 70 قطرا، ضمنها 70 خريطة، لكل قطر خريطة، وطريقه في هذا التقسيم: أنه ابتدأ بوصف القسم الأول من الإقليم الأول، متدرجا من الشرق إلى 10، ثم عاد إلى القسم الأول من الإقليم الثاني متدرجا إلى العشرين، وهكذا سار في طريقه إلى أن تم الكلام على القسم الأخير من الكرة، وهو القسم السبعون وعند كلامه على كل قسم منها حدده وبين موقعه، وتكلم عن مدنه وجباله، وبحاره وأنهاره، وعن كل ما يحويه من ما ويابس، وعن الدول التي تشغله، وعن سكانه وجنسياتهم وعاداتهم وعما يعيش فيه من حيوان، وما ينبت من نبات مبينا كثيرا من خواص ذلك طبيعية وطبية، وقد وصف البحار وصفا مسهبا دقيقا ووصف جزرها والبلاد التي تقع عليها، إلى غير ذلك.
ومما يذكر للإد يسي بالإعجاب، أنه حاول بتقسيمه الارض إلى الأقاليم السبعة إثبات درجات العرض وتحديدها، وإنه افلح في هذا إلى حد كبير، ولقد أثبت درجات العرض بعد قياسات صحيحة مطابقة للواقع، بمقدار يدعو المقدر للخريطة الإدريسية علميا إلى أن ينظر لها بعين الاكبار والإجلال.
أما خطوط الطول فقد ترك الإدريسى إثباتها عن قصد، إذ تبين له أن مقادير المقاييس التي وصلت إليه غير صحيحة، ولأنه لم يتيسر له - بعد ـ إجراء قياسات أرضية لبيان درجات الطول، وقياس الكرة السماوية - وإن كان في الاستطاعة - فإنه لا يعطى نتيجة مقطوعا بها.
وخريطة الإدريسي تمثل القسم المعمور وهو القسم الشمالي من الكرة الأرضية، وأضاف الإدريسي إلى القسم الشمالي من الكرة الأرضية، جزا بسيطا من القسم الجنوبي الى درجة 16 جنوب خط الاستواء، هذا الجزء الذي تقع فيه منابع النيل، حيث يبين عليه منابع النيل بشكل واضح يدل على مقدار براءته العلمية، وقد مد من الساحل الشرقي لأفريقيا نحو الشرق وجعله حد المحيط الهندي من جهة الجنوب، ولم يلق هذا الجزء عناية من الإدريسي لخلوه من السكان....
كذلك لم يثبت الادريسي درجات العرض إلى درجة 28 شمال
خط الاستواء، وإنما اكتفى بوضع أرقام بجانب أسماء البلاد التي تقع في هذه المنطقة."
رابط تحميل الكتاب
