لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

فلسفة نشأة الدولة عند ابن خلدون - من فلسفة القبيلة إلى فلسفة الدولة pdf تأليف د. بكيري محمد أمين

مقالة "فلسفة نشأة الدولة عند ابن خلدون - من فلسفة القبيلة إلى فلسفة الدولة" تأليف د. بكيري محمد أمين - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن المقالة :


العنوان : فلسفة نشأة الدولة عند ابن خلدون - من فلسفة القبيلة إلى فلسفة الدولة.


المؤلف : د. بكيري محمد أمين.


المصدر : مجلة صوت القانون.


الناشر : المجلة الجزائرية للأبحاث والدراسات.


تاريخ النشر : 2021.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"عناصر العصبية


يبدو أن العصبية تنطوي في مستواها الأول على عناصر ثلاثة متطابقة، عنصر بيئي (البادية) ، وعنصر إحيائي (النسب الثنائي) وأخيرا عنصر أخلاقي (الوقار).


العنصر البيئي: أي البادية تولد العصبية، وتصبح حاجة ضرورية للبدو للدفاع عن النفس وهو سلاح دفاعي ذاتي ووقائي يهدف إلى حماية التجمعات القبلية في أحياء البادية ونواحيها حيث تنعدم حماية الدولة مما يفرض على السكان أن يوجدوا التنظيم المناسب لحماية أرواحهم وأموالهم وأعراضهم .


 أما العنصر الإحيائي فيتمثل في قوة النسب الذي يحدث الالتحام والتواصل من أجل النعرة والتصدي للعدوان والظلم في بيئة تتسم بالقسوة. 

 ‏

 ‏أما العنصر الأخلاقي فيتجلى في وجود أفراد طاعنين في السن يوحون على الدوام بالوقار فالعصبية في شكلها الأول حسب نظرية ابن خلدون هي المبرر للترابط والالتحام أين يكون فيها النسب واضحا وصحيحا وليس متخيلا، أما في المستوى الثاني للعصبية فينتقل فيها النسب إلى الاجتماعي، فابن خلدون في هذه الحالة غير معني بقضية النسب في موطن حديثه عن العصبية "وقد أوضح في مواطن كثيرة أن الغاية من النسب ثمرته وليس حقيقته، وثمرته هي الالتحام فإذا تحقق ذلك الالتحام برزت العصبية، وتجاهلت الأجيال اللاحقة حقيقة النسب وأصله وأقرت مبدأ تساقط الأنساب عن طريق القرابة والحلف والولاء والفرار من قبيلة إلى أخرى بسبب بعض الجنايات"، وتصبح العصبية في ظل مفهوم التحالف مفهوما للتجمع في إطار مجتمعات البداوة تفرضه ضرورة الحماية والدفاع عن النفس.

 ‏

 ‏ يجب الإشارة أن العصبية تتطور لتصبح مظهر من مظاهر التنظيم السياسي، الذي بدوره يقودنا إلى المعنى الثالث أو المستوى الثالث المستوى الاقتصادي - السياسي والذي يستلزم إنكار مذهب المساواة الخاص بأفراد القبيلة، وإخضاع أفراد الجماعة لنظام تسلسلي قوي، ضروري لبروز هذه العصبية، وبفعل الواقع يفترض هذا النظام التسلسلي وجود زعيم لا يكون محترما فحسب وبذلك نكون قد تخطينا المجتمع - الوقار)، بل ينظر إليه كذلك نظرة إعجاب، ويخشاه سكان القبيلة كلهم، وسيعتمد هذا الزعيم بالضرورة على أسرته الشخصية وعلى مواليه وفي هذا الإطار، فإن العصبية ما زالت غير قادرة على تشكيل العمود الفقري للدولة، ولكنها تعتبر الوسيلة التي لا بد منها لبناء الدولة". ولكي يكون لهذه العصبية وجودا حقيقيا من اللازم أن نضم إليها مفاهيم أخرى كالرياسة والحسب والولاء.


أما الشكل الأخير من العصبية وهو شكل خاص بالمدينة، أو" العصبية داخل الأسوار، وأوضح ابن خلدون ذلك بقوله: "إذا نزل الهرم بالدولة وتقلص ظل الدولة عن القاصية احتاج أهل أمصارها إلى القيام على أمرهم والنظر في حماية بلدهم، ورجعوا إلى الشورى، وتميز العلية عن السفلة والنفوس بطابعها متطاولة إلى الغلبة والرياسة، فتطمح -المشيخة لخلاء الجو من السلطان والدولة القاهرة إلى الاستبداد، وينازع كل صاحبه ويستوصلون بالأتباع من الموالي والشيع والأحلاف ويبذلون ما في أيديهم للأوغاد فيعصبوا كل لصاحبه. يدخل أهل المدن في صراع يولد نزاع ضار بينهم ليتمكن واحد منهم فقط من تأكيد سيطرته على كل الآخرين الأغنياء منهم والفقراء" يبدو أن هذا الاختلال في التوازن يدخل أهل المدينة في صراع الطبقات بالمعنى الحديث للعبارة ولكن هذه الحالة سرعان ما تتحول إلى اصطدام بين العصبية القبلية الآتية من الصحراء بعصبيات الحضر المشتتة والظفر هنا يكون للبدو ومواليهم. 


خلاصة القول أن القرابة التي تحدث عنها ابن خلدون في معرض حديثه عن العصبية في مجتمعات المغرب العربي، وتناول تطوراتها لكي تشكل في الأخير ما يعرف بالدولة، التي يعرفها ابن خلدون بأنها "كائن حي له طبيعته الخاصة به ويحكمها قانةن السببية.... وهي أيضا وحدة سياسية وإجتماعية لا يمكن أن تقوم الحضارة إلا بها وعليه فالدولة هي الانتقال من المجتمع البدوي، إلى المجتمع الحضري، فظاهرة النسب هي التي تمثل المستوى الأول للعصبية وتميزها (القرابة (الدموية أين يظل الفرد محتفظا بنسبه الأصلي.


 أما المستوى الثاني من العصبية، فإن الفرد فيها يظل محتفظا بنسبه الأصلي ويتضامن مع القبيلة الحليفة وهذا ما يولد عصبيته المزدوجة، وبطبيعة الحال فإن العصبية الأولى أقوى من الثانية لأنها تستند إلى روابط الدم على الرغم من أنها وهمية وهي ضرورية لتشكل روابط اجتماعية، فالفرد ينظر إلى الآخرين تبعا لمنظورين في آن واحد منظار العصبية (القبيلة الحليفة)، ومنظار الجماعة التي ينتمي إليها.


- فالجماعة والفرد بعد أن كانا منكمشين على ذاتيهما قد أصبحا منفتحين على الخارج، ويعني هذا أن النسب يفقد مبرر وجوده في حالة التضامن الاجتماعي.


- أما العصبية المبنية على التماسك الاجتماعي المبني هو الآخر على قرابة العصب الحقيقية أو الوهمية لا يجسد العصبية بالمعنى السياسي للكلمة، فهو شرط من الشروط التي يجب أن تتوفر لتتمكن العصبية التي تشكل نقطة اتصال بين البداوة والحضارة من الظهور والبروز والعصبية التي تساعد على بناء وتأسيس الدولة عبارة عن تأليف بين الالتحام الاجتماعي من جهة وعلاقات التبعية من جهة أخرى، وفي هذا المستوى نكون بعيدين كل البعد عن القرابة بالعصب وقرابة الرحم، وهنا تبرز أهمية العوامل الدينية والاقتصادية لتوحيد القبائل أو بالأحرى السيطرة على القبائل، فانصهار عصبيات قبائل الولاء في عصبية واحدة هي عصبية جماعة الزعيم المفدى الذي يكون الألفة داخل البادية ويؤدي هذا الأمر إلى تكوين عصبية يميزها أساسا العامل السياسي الذي ينطوي على اعتبارات اقتصادية، وفي هذه المرحلة من التحليل نجد أن "ابن خلدون اقترب كثيرا من مفهوم الإيديولوجيا الحديث عند تحليله لظاهرة العصبية"."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب