لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المدارس التاريخية الحديثة ومسألة الحدود بين العلوم الاجتماعية pdf تأليف د. محمد العيادي

 مقالة "المدارس التاريخية الحديثة ومسألة الحدود بين العلوم الاجتماعية" تأليف د. محمد العيادي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن المقالة :


العنوان : المدارس التاريخية الحديثة ومسألة الحدود بين العلوم الاجتماعية.


 تأليف : د. محمد العيادي.

 ‏

الناشر : مجلة أمل.


المصدر : التاريخ، الثقافة، المجتمع.


المجلد / العدد : ع. 15، 1998، ص. 24-43. 


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"تسعى هذه المداخلة إلى طرح قضية الحدود بين العلوم الاجتماعية، أو بالأحرى دراسة مسألة التداخل بينها. هذه المسألة في نظرنا مسألة راهنة وملحة بالنسبة للبحث في الجامعة المغربية، لأن الدراسة في هذه الجامعة بقيت سجينة القوالب المعرفية الكلاسيكية، ولأن البحث في إطارها لازالت تتحكم فيه التقسيمات التقليدية بيـن التخصصات.


القضية على المستوى النظري قضية إبستمولوجية ومنهجية متجددة فهي مسألة قديمة وراهنة في نفس الوقت. قديمة لأن طرحها واقتراح نماذج للتداخل بين هذه العلوم يعود إلى النصف الأول من هذا القرن. ولكنها آنية كذلك لأن التداخل بين العلوم الاجتماعية عملية متجددة ترتبط بالتحولات الإبستيمولوجية والمنهجية التي تعرفها هذه العلوم، سواء على مستوى التطور الخاص بكل علم على حدة، أو على مستوى التفاعل بين هذه العلوم تحت تأثير هيمنة هذه النظرية أو تلك، أو هذا التخصص أو ذاك، أو إشعاع هذا الباحث أو ذاك. هذا الإشكال إذن ليس حديثا في ميدان العلوم الاجتماعية على المستوى الكوني، إلا أنه لازال جنينيا في حقلنا المعرفي، بل يمكن القول إن طرحه بشكل علمي رصين لم يتم بعد لعدة اعتبارات أهمها يعود إلى وضعية العلوم الاجتماعية في الحقل الأكاديمي المغربي، من جهة، وإلى غياب الاهتمامات النظرية والا بستيمولوجية في هذا الحقل من جهة أخرى. وإذا استثنينا بعض المحاولات الفردية الجادة في هذا الميدان فإن النقاش على العموم في هذا الموضوع يبقى عبارة عن مناوشات تنم عن النقص في المعرفة والإحاطة، أكثر مما تعبر عن معرفة واختيارات منهجية وإبستيمولوجية واضحة. غرضنا إذن من هذا العرض هو التحسيس بالأهمية النظرية لهذه القضية، من خلال دراسة إشكالية الحدود بين العلوم الإجتماعية كما طرحتها المدرسة التاريخية الحديثة.


لكن ماذا نقصد بالمدرسة التاريخية الحديثة؟ وماذا نقصد بإشكالية الحدود؟ 


إن المدرسة - أو بالأحرى المدارس - التاريخية الحديثة، اتجاه تجديدي عام عرفته بلدان أوروبا وأمريكا في بداية هذا القرن. ويدعو أصحاب هذا الاتجاه إلى تجاوز نمط الكتابة التاريخية الكلاسيكية، واعتماد نمط جديد في اختيار المواضيع ومناهج الدراسة. ويتفق أصحاب هذا الاتجاه كذلك على الدعوة إلى إزالة الحدود بين العلوم الاجتماعية المختلفة. وقد أطلق على الكتابة التاريخية التي ولدتها هذه الدعوة اسم التاريخ الحديث (The new history)، وهي تسمية بدأ استعمالها سنة 1912 في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد بدأ هذا الاتجاه يتقوى في هذا البلد خاصة على يد «بارنس» (H.E.Barnes) الذي ضمن آراءه الجديدة في كتابين مهمين نشر الأول منهما سنة 1919 تحت عنوان : Psychologie and history والثاني نشر سنة 1925 تحت عنوان : The new history and the social ، ولم يكن إشعاع هذه الآراء محدودا في أمريكا، بل تعداها إلى البلدان الأوروبية. ونجد صدى هذا الأثر عند الفيلسوف الفرنسي هنري بـيـر) (Henri Berr) الذي بدأ يستعمل نفس المفهوم على أعمدة مجلة La synthèse "التركيب" التي كان لها ـ كما نعرف - الأثر الكبير على اختيارات المؤسسين الأوائل لمدرسة الحوليات الفرنسية. وقد تأثر هؤلاء المؤسسون أيضا بمحاولات التجديد في ميدان التاريخ، التي ظهرت في أوروبا على يد مؤرخين ينتمون إلى جنسيات مختلفة مثل قيب) (Wiebe) الألماني وهنري پيرين (H. Pirenne) البلجيكي و هويزنگاه (Huizing) الهولندي و«زنانييكي (Znaniecki) البولندي.


وستأخذ بوادر تجديد الخطاب التاريخي هذه مسارا جديدا في النصف الأول من هذا القرن، مع البروز القوي للعلوم الاجتماعية. وهكذا ستعرف المدرسة التاريخية الأمريكية الجديدة تطورا كبيرا حوالي سنوات 1940، ثم بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة التقارب المتزايد بين صناعة التاريخ والعلوم الاجتماعية الأخرى. فابتداء من سنة 1940 بدأ المؤرخون الأمريكيون يتحررون من التأثير الذي كان يمارسه عليهم «ماكس فيبر (Max Weber) ومنهجه التحليلي، كما بدأوا يتبنون المفاهيم والأدوات المستعارة من علماء السوسيولوجيا، أمثال لزار سفلد (Lazarsfeld) و(پارسنز (Parsons) و میرتون (Merton)، وعلماء الاقتصاد مثل کوزنیت (Kuznets)، وعلماء السياسة مثل لیپسیت» (Lipset). ولقد كان للنتائج الباهرة التي وصلت إليها العلوم الاجتماعية، الأثر الفعال على المؤرخين الذين عملوا على استعارة المناهج الأكثر دقة في هذه العلوم، كما عملوا على ملاءمتها لميدان التاريخ. وفي المقابل مكن هذا الاتجاه أخصائيي العلوم الإجتماعية من مراقبة وتمحيص تقنياتهم في البحث، خاصة منها تقنيات البحث الميداني ومناهجه في التكميم، تمحيصا تجريبيا، مع مقارنة نتائجها بنتائج المناهج التقليدية في ميدان التاريخ. وقد أدى كل هذا إلى إحداث ثورة داخلية في ميدان الكتابة التاريخية كان وراءها مؤرخون أمثال جمس . مالان» (James.C.Malin) و«طوماس کوشران (Thomas Cochran) و وليام أيدلوط» (William Aydelotte).


مثل حركة التجديد التاريخية في فرنسا اتجاه الحوليات. وهو اتجاه سيعرف في النصف الثاني من القرن العشرين انتشارا واسعا وإشعاعا تجاوز حدود فرنسا، إذ أصبح اتجاها كونيا يساهم في بلورته وانتشاره مؤرخون من مختلف الجنسيات. وسنعود إلى دراسة موقف هذه المدرسة من المسألة موضوع عرض رضنا، بعد تحديدنا لما نقصده بإشكالية الحدود بين العلوم الاجتماعية.


إشكالية الحدود، إشكالية منهجية - إبستيمولوجية قديمة - حديثة وهي لا تخص العلوم الاجتماعية وحدها، بل تعم الحقل العلمي في شموليته. لأن التلاقح والاقتباس لا يتم بين العلوم الاجتماعية وحدها، بل يعم كذلك انتقال المناهج والنظريات بين العلوم الاجتماعية والعلوم المسماة "بالعلوم الحقة".


وقد بدأت مسألة الحدود هذه تطرح بحدة مع بروز هيمنة النموذج العلمي الفزيائي - الرياضي، ومحاولة العلوم الاجتماعية والإنسانية اقتباس هذا النموذج، رغبة في جعل الإنسان والمجتمع بكل أبعاده موضوع دراسة علمية تجريبية موضوعية، على غرار ما يجري في دراسة الظواهر الطبيعية الفزيائية والرياضية. وقد أدت هذه النزعة إلى ظهور اتجاهات وضعية قوية كما هو الحال في علم النفس والسوسيولوجيا.


عرف التاريخ بدوره انتشار هذه النزعة التي كان لها الدور الكبير في المساعدة على ضبط وتقنين المنهجية التاريخية، خاصة مع المدرسة المسماة بالمدرسة المنهجية أو الوضعية، ابتداء من المؤرخ الألماني ليوبولد فان رانكي) (Leopold Van Ranke) مرورا بالمؤرخ الفرنسي جابرييل مونو Gabriel Mono ثم فيما بعد مع مواطنه «شارل لا نغلوا (Charles Langlois) و شارل سينيوبوس (Charles Seignobos).


رغم أهمية هذا الجانب في دراسة إشكالية الحدود بين العلوم، فهو لا يدخل في إطار موضوع عرضنا إن إشكالية الحدود التي تعنينا هنا . هي تلك الإشكالية التي عرفها ميدان الدراسة التاريخية في النصف الأول من القرن العشرين، والتي تتعلق بمحاولة تحطيم الحدود بين ميدان التاريخ وميادين العلوم الاجتماعية الأخرى. وأثناء دراستنا لهذا الموضوع سنحاول الإجابة على الأسئلة التالية :


- كيف برزت نزعة تحطيم الحدود بين التاريخ والعلوم الاجتماعية؟ 

ما هي أهم النظريات الداعية إلى توحيد التاريخ والعلوم الاجتماعية؟

- ما هي النتائج التي ترتبت عن هذه الدعوة فيما يخص الكتابة التاريخية؟

- كيف أصبحت الكتابة التاريخية بعد نجاح نزعة التقارب بين صناعة التاريخ وميادين العلوم الاجتماعية المختلفة؟"


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب